* سفاح الإسماعيلية كان تحت تأثير مخدر الشابو * المخدر يخلق سلوك عدواني مفرط للمتعاطي تجاه جميع من حوله * وصل سعر كيلو الجرام منه لمليون جنيه مصري والجرام الواحد ب 1000 جنيه * استشاري: الملابس السوداء تدل على تقليده مشهدًا رآه من قبل * أستاذ علاج سموم: متعاطي مخدر الشابو ردود أفعاله خارج السيطرة
على مدار الأيام الماضية، كشفت الجهات المختصة عن معلومات خطيرة عن سفاح الإسماعيلية، ذلك المواطن الذي أقدم على ذبح آخر في أحد شوارع المحافظة كما قطع رأسه وسار بها مما أرعب المواطنين وذلك تحت تأثير تعاطيه مخدر الشابو.
وكان المستشار حمادة الصاوى، النائب العام، أمر اليوم الخميس، بإحالة المتهم بقتل آخر ذبحًا عمدًا بالإسماعيلية والشروع في قتل اثنين آخرين إلى محكمة الجنايات المختصة في محاكمة جنائية عاجلة؛ لمعاقبته عما نُسب إليه مما تقدَّم، وكذا تعاطيه موادَّ مخدِّرة، وإحرازه أسلحة بيضاء -دون مُسوِّغ قانوني- في أحد أماكن التجمعات بقصد الإخلال بالنظام العام.
المتهم خالي من أى أعراض اضطراب نفسي أو عقلي كشف تقرير إدارة الطب النفسي الشرعي الصادر عن المجلس الإقليمي للصحة النفسية المكلفة من النيابة العامة بالكشف على المتهم فى قضية مذبحة الاسماعيلية عن خلو المتهم من أى أعراض دالة على اضطرابه نفسيًا أو عقليًا مما قد تفقده أو تنقصه الإدراك والاختيار وسلامة الإرادة والتمييز ومعرفة الخطأ والصواب، وذلك سواء في الوقت الحاليّ أو في وقت الواقعة محل الاتهام، مما يجعله مسئولًا عن الاتهامات المنسوبة إليه. وارتكب جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وشرع في قتل اثنين آخرين، وكذلك تعاطي نوعين من المواد المخدرة قبيل ارتكاب الجريمة بجانب حيازة أسلحة بيضاء بغرض الإخلال بالنظام العام.
وكشف مختصون أن سفاح الإسماعيلية اسمه عبدالرحمن دبور وكان مواطن عاديا حتى أدمن المخدرات فتبدل حاله، دخل مصحة لعلاج الإدمان وتعافى بالفعل ولكنه بعدما خرج عاد إلى التعاطي مرة آخرى، وتعاطي القاتل لمخدر الشابو، إذ اعترف المتهم بتناوله خلال الأشهر الأخيرة.
وأكد محامي الدفاع عن المتهم عبدالرحمن نظمي، الشهير ب«دبور»، والمتهم بقتل شخص ذبحًا عمدًا والتمثيل بجثة وفصل رأسه عن جسده والشروع في قتل اثنين آخرين وسط الشارع ، أن مخدر الشابو سبب له هلاوس وخلل دماغي، وأصبحت ذاكرته «ممسوحة» َكليا وأنه ضحية تعاطي مخدر اسمه «شابو»، وهو مخدر خطر يهدد أمن وشباب مصر.
المخدر يخلق سلوك عدواني مفرط للمتعاطي والجرام الواحد ب 1000 جنيه الشابو أو مايطلق عليه الكريستال أو الآيس هو مخدر جديد كيميائي مركب تفوق خطورته جميع المواد المخدرة، مع بداية تعاطي الشباب له يشعرون بإحساس النشوة والسعادة، ولكن سرعان ما تتحول هذه السعادة إلى سلوك عدواني مفرط للمتعاطي تجاه جميع من حوله، وحتى تجاه نفسه، ويحدث ذلك نتيجة شعوره بهلاوس سمعية وبصرية.
وهو مخدر كيميائي من أصل غير نباتي، وأول من أجرى تجارب حول المادة التي يُستخرج منها هو الياباني ناغايوشي ناغي عام 1893، فهذا المخدر يُستخلص من مادة الأمفيتامين الكيميائية، واستخدم بشكل واسع في الحرب العالمية الثانية، حين طلبت ألمانيا النازية من عملائها صناعة منشط بكميات كبيرة، لتحسين أداء الجنود والجيوش في الحروب لكي يتمكنوا من هزيمة الأعداء.
والشابو سهل التحضير داخل المعامل الكيميائية، ولكنه يحتاج إلى معامل متكاملة ومتخصصة لإنتاجه، ويصل سعر كيلو الجرام منه إلى مليون جنيه مصري، وسعر الجرام الواحد من 1000 إلى 1500 جنيه.
استشاري: الملابس السوداء تدل على تقليده مشهدًا رآه من قبل وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الملابس السوداء الذي كان يرتديها وقت الحادث دليل على أنه يقلد مشهدًا رآه من قبل.
وأضاف استشاري الطب النفسي في تصريحات خاصة ل"الفجر" أن انتشار مثل هذه الجرائم له عدة أسباب منها المخدرات والاضطرابات الشخصية والأمراض النفسية ودور كبير على وسائل الإعلام والمجتمع والعنف الأسري، كل هذه العوامل أدت إلى مثل هذه الجرائم البشعة التي نشهدها في الأيام الأخيرة.
أستاذ علاج السموم: متعاطي مخدر الشابو ردود أفعاله خارج السيطرة ومن جانبه، نبيلقال الدكتور نبيل عبدالمقصود، أستاذ علاج السموم والإدمان بكلية الطب بجامعة القاهرة، إن مخدر الشابو هو أخطر أنواع المخدرات وأصبح حاليًا يصنع فى مصر تحت بير السلم، خاصة فى محافظات الصعيد، مؤكدًا أن تلك المخدرات كيميائية وغير نباتية مما يجعلها الأكثر فتكًا.
وأضاف "عبدالمقصود"، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن مخدر الشابو يمنح متعاطيه نشاطًا وطاقة وقوة غير طبيعية، ما تجعل ردود أفعاله خارج السيطرة، وقد يحدث له انفجار فى الأوعية الدموية، وارتفاع ضربات القلب لدرجة قد تجعله يتوقف، وفقدان الوزن بسبب انتهاء الشهية للأكل، بجانب عدم القدرة على التركيز والسيطرة على تفاعلاته وأفعاله ورد فعله.
وأشار أستاذ علاج السموم والإدمان بكلية الطب بجامعة القاهرة أن متعاطي مخدر الشابو يكون غير قادر على اتخاذ أى قرار، ويقوم بتصرفات غير محسوبة، نتيجة للتهيؤات البصرية والسمعية التى تحدث له والتى يبنى عليها قراراته ورد فعله حسبما يراه فى عالمه الافتراضى، وهو ما يؤكد أن الشابو المتسبب الأول في جريمة الإسماعيلية.
يذكر أن المتهم قال للنيابة العامة، إنه كان يعمل مع شقيق للمجني عليه، يدعى حسن في محل أثاث منذ 3 أعوام، ودخل مصحة للعلاج من الإدمان، كما قام بتمثيل الجريمة وسط حراسة أمنية مشددة بمكان الواقعة، وروى كيف ترصد للقتيل، كاشفًا عدد الطعنات التي وجهها له حتى وقع على الأرض، ثم ذبحه وفصل رأسه عن جسده.
