قالت القوى الغربية يوم الاربعاء ان هناك أدلة متنامية على أن ايران تعكف على تطوير صاروخ نووي وان حملة جديدة من جانب طهران لتحسين صورتها فشلت في تبديد هذه المخاوف. وأوضحت بيانات لكل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة أنها لم تتأثر بمحاولة ايرانية لاظهار انفتاح متزايد بشأن الانشطة النووية المثيرة للجدل.
وقال جلين ديفيز مندوب الولاياتالمتحدة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية "ايران مستمرة في تجاهل مخاوف المجتمع الدولي بشكل غير رسمي."
وتابع "عرقلة نشاط الوكالة الدولية والاستهانة بالتزاماتها تجاه مجلس الامن التابع للامم المتحدة وهذا الهجوم الناعم الاحدث لا يعبر عن محاولة مخلصة لمعالجة هذه المخاوف."
وقالت بريطانيا وفرنسا والمانيا في بيان مشترك ان برنامج ايران النووي "يتقدم في اتجاه يثير قلقا بالغا."
وعبرت القوى الاوروبية الثلاث وكذلك الولاياتالمتحدة عن انزعاجها بشكل خاص من قرار ايران نقل مستوى أعلى لتخصيب اليورانيوم الى قبو تحت الارض مما يزيد الشكوك التي تساور تلك القوى في أهداف ايران.
وقال السفير سايمون سميث المندوب البريطاني في الوكالة متحدثا باسم لندن وبرلين وباريس "غياب أي أساس اقتصادي أو تجاري محتمل للانشطة النووية الكثيرة التي تنفذها ايران في الوقت الحالي والادلة المتنامية التي تشير الى أن لهذه الانشطة بعدا عسكريا يوفر أسسا للقلق البالغ بشأن نوايا ايران."
وقال ديفيز ان المراقبة التي تجريها الوكالة الدولية للمواقع النووية الايرانية في الوقت الراهن قد تقدم تحذيرا ما اذا قررت ايران "الاندفاع" واستخدام مخزونها من اليورانيوم المخصب لتطوير قدرات على انتاج قنبلة نووية ولكن "ذلك (التحذير) سيكون بعد فوات الاوان."
وتشكل القوى الغربية الاربع بالاضافة الى روسيا والصين ما يعرف بالقوى الست الكبرى التي تسعى منذ فترة طويلة - ولكن دون جدوى الى الان - الى ايجاد حل دبلوماسي لنزاع من الممكن أن يؤدي الى اشعال صراع أوسع في الشرق الاوسط.
وتنفي ايران المخاوف الغربية من أن برنامجها النووي يستهدف تطوير قدرات لانتاج أسلحة نووية. ولكن رفضها وقف أنشطة التخصيب ورفضها تقديم ايضاحات بشأن تقارير مخابرات أجنبية عن بحوث محتملة على قنبلة نووية ورفضها منح مفتشي الوكالة الدولية حرية الوصول بلا قيود الى المواقع المستهدفة أدى الى تشديد العقوبات التي تفرضها الاممالمتحدة والقوى الغربية على ايران.
ومن جانبها مارست الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضغوطا على ايران باعلان يوكيا أمانو المدير العام للوكالة لاول مرة هذا الاسبوع أنه "يشعر بقلق متزايد" من وجود جوانب عسكرية محتملة للبرنامج النووي الايراني.
وقال أمانو أيضا انه سيقدم قريبا بتفصيل أكبر الاساس الذي تستند اليه الوكالة في مخاوفها وهي خطوة قد توفر حججا أقوى للاجراءات العقابية الغربية.
ويقول دبلوماسيون في فيينا ان هذا الاعلان قد يفسر السبب في أن ايران تبدي استعدادا أكبر للتعامل مع الوكالة.
وسمحت ايران في أغسطس اب الماضي لمفتش كبير في الوكالة الدولية بالوصول الى موقعين لهما صلة بأنشطة نووية لم يكن يسمح للوكالة بدخولهما منذ عدة سنوات قائلة ان هذا يشير الى "شفافية وانفتاح كاملين" من قبل طهران.
وفي الاسبوع الماضي أرسل سعيد جليلي كبير المفاوضين الايرانيين في المحادثات النووية رسالة الى مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون يبدي فيها استعداد ايران لاستئناف المحادثات النووية المتعثرة مع القوى الست.
ولكن جليلي أوضح أيضا أن ايران لن تتراجع في "حقوقها" النووية وهي عبارة تشير عادة الى تخصيب اليورانيوم وإلى أنشطة أخرى في دورة الوقود النووي.
وقال ديفيز ان القوى الست الكبرى تبحث كيفية التعامل دبلوماسيا مع رسالة ايران الى أشتون التي تتولى الاتصالات الدبلوماسية مع طهران نيابة عن القوى الست وأشار الى أن تلك القوى قد تقرر نتيجة لتلك الدراسة التواصل مع ايران.
ولكنه قال ان الخطاب الايراني لم يتضمن أي التزامات جديدة من جانب طهران لتبديد الشكوك الدولية.
وقال ديفيز للصحفيين على هامش اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "لا أرى من خلال العمل الذي يتم هنا أي جديد من ناحية التزام ايراني بتبديد المخاوف التي يشعر بها المجتمع الدولي بشكل كامل."
وكثيرا ما تقول ايران انها مستعدة لاستئناف المحادثات. ولكن اصرارها على أن تعترف الدول الاخرى بحقها في تخصيب اليورانيوم عقبة كبرى لاسيما بالنسبة للدبلوماسيين الغربيين الذين يرون أنه شرط مسبق غير مقبول.
ومنذ تعثر المفاوضات بين القوى الست الكبرى وايران في يناير كانون الثاني الماضي تبنت روسيا خطة على مراحل تسعى ايران بموجبها لتبديد المخاوف بشأن سعيها لامتلاك أسلحة نووية مقابل مكافأتها بتخفيف العقوبات.
وقال ديفيز في خطابه أمام مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة "نلاحظ زعم ايران مؤخرا بأنها بدأت مرحلة جديدة من التعاون. (رويترز)