استهجنت صحيفتا "الجزيرة" و"المدينة" السعوديتان اليوم /الأربعاء/ بشدة الإصرار الأمريكى على الانحياز الأعمى لاسرائيل والتصدى لرغبة المجتمع الدولى في الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الاراضى المحتلة 67، ووصفت هذا الانحياز وتهديد أمريكا باستخدام الفيتو ضد قيام الدولة الفلسطينية بأنه تناقض واضح مع شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان التى تروج لها واشنطن. وقالت صحيفة "الجزيرة" تحت عنوان "معاندة الحقوق الشرعية والسقوط في وحل الانحياز" "إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تصر على التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، والمتمثلة بتمكينهم من إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني، الذي تحتله إسرائيل بدعم صارخ من أمريكا والغرب عموما". واعتبرت الصحيفة أن ما قاله الرئيس الأمريكي (بأن سعي الفلسطينيين للحصول على اعتراف بدولتهم في الأممالمتحدة هو انحراف عن مسار السلام في الشرق الأوسط) لا يكشف فقط الانحياز الأمريكي الصارخ للظلم الإسرائيلي فحسب، بل معاندة للواقع وعكس للحقائق. وحذرت "الجزيرة" من أن دعم إسرائيل على حساب المصالح العربية المشروعة وحتى على حساب مصالح أمريكا نفسها، سوف لن يدع العرب صامتين على تجاهل أمريكا وانحيازها. فحتى أصدقاء أمريكا أخذوا يعيدون حساباتهم، لأنَّ واشنطن لا ترى إلا مصالح إسرائيل في المنطقة، وأصبحوا يفكرون جدِّيا بالعمل على حماية حقوقهم ومصالحهم بعيدا عن الانحياز الأمريكي الصارخ. وفي ذات السياق، وتحت عنوان "الفيتو الأمريكي.. خطيئة جديدة" قالت صحيفة "المدينة" أنه عندما تعارض واشنطن رأي أكثر من 66\% من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة الذين يؤيدون قيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 فإنها تقدم صورة مناقضة تماما للصورة التي تحاول إظهارها للعالم بأنها دولة راعية للديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان على مستوى العالم، وأنها تدعو إلى زرع بذور الديمقراطية والعدل والمساواة في دول المنطقة. وأوضحت الصحيفة أن العالم العربي والإسلامي لا يزال يذكر خطابي الرئيس باراك أوباما في تركيا ومصر مع بداية تسلمه الرئاسة في بلاده، عندما أوضح أن الديمقراطية التي تؤمن بها أمريكا والغرب هي الديمقراطية التي تعبر عن إرادة الشعوب ولا تصادر حرياتها، لذا فإن ما يزيد استغراب تلك الشعوب محاولة فرض أمريكا إسرائيل بتلك الممارسات والانتهاكات عليها، وبما يقدم صورة أخرى من فقدان واشنطن لمصداقيتها في الدعوة إلى الديمقراطية الحقيقية التي لا تقبل التجزئة والاستثناء،. وأشارت الصحيفة إلى أن العالم يبدي دهشته الآن إزاء التهديدات والضغوط التي تمارسها واشنطن ضد السلطة الفلسطينية بهدف إثنائها عن التوجه للأمم المتحدة بهدف الحصول على الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية، ولا يخفي استنكاره أيضا لمحاولة واشنطن فرض إسرائيل بسلوكياتها وممارساتها العدوانية والإرهابية والعنصرية على المنطقة بدلا من ممارسة الضغط عليها للكف عن ممارسة تلك السلوكيات اللاأخلاقية واللاقانونية. واعتبرت الصحيفة أن تهديد الإدارة الأمريكية باستخدام الفيتو ضد قيام الدولة الفلسطينية لا يمت لقواعد الديمقراطية بصلة، لاسيما وأنه لا يمثل أغلبية الشعب الأمريكي الذي انتصر لمبادىء الحرية وقاوم الاحتلال وانتصر لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.