طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الخارجية العرب في دورته ال631 أمس وسط تصفيق واستقبال حار من الحضور المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات الإسرائيلية علي الفلسطينيين ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة وشدد علي أنه ان لم تعتذر إسرائيل وتعوض شهداء السفينة التركية مرمرة وترفع الحصار عن غزة فإن التميثل الدبلوماسي سيظل علي مستواه بسكرتير ثان بدلا من سفير. كما طالب بصياغة مستقبل عربي تركي مشترك يقوم علي الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان, مشيرا إلي أن تركيا والعرب يشتركون في نفس العقيدة والثقافة والقيم, وأن صدي ما يحدث في العالم العربي يصل إلي تركيا. وجدد شروط بلاده لتطبيع العلاقات مع إسرائيل, وقال إن إسرائيل تحقق شرعيتها من جهة وفي الوقت ذاته تقوم بممارسة غير مسئولة فهي تسحق الكرامة الإنسانية والقانون الدولي وتقوم بالاعتداء علي المواكب الدولية. وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية تجاهلت مطالبنا بالاعتذار وتتجاهل القوانين الدولية معلنا عن رفض تركيا للتقرير الأخير المعروف بتقرير بالمر ووصفه بأنه أسير الذهنية الإسرائيلية لافتا إلي أن تركيا تعتبره كأنه لم يكن. وحذر الأممالمتحدة وكل الأوساط الدولية من أنهم إذا استمروا في دعم إسرائيل فإنهم سيكونون شركاء في الجريمة التي ترتكبها. وأكد أن تركيا لها سواحل في شرق البحر المتوسط وتستطيع اتخاذ كل التدابير لحماية الملاحة البحرية فيه. واضاف: أن نضال الشعب الليبي في مجال الحرية يستحق التقدير, مشيدا بقرار الجامعة العربية الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي لافتا إلي أن تركيا لا يمكن أن تتجاهل التطورات في الشرق الأوسط لأننا لسنا فقط جزءا من جغرافية المنطقة لكن لأن لنا تاريخا مشتركا ومستقبلا واحد. ودعا إلي إجراء الإصلاحات بالمنطقة علي المستوي السياسي والاجتماعي والاقتصادي وانه يجب علينا تحقيق العدالة والحق والديمقراطية, وعلينا أن نقف صامدين في هذه المرحلة التي يكتب فيها التاريخ مجددا, وقال إننا نحيي هذا الموقف العربي المشرف المطالب بالتغيير ويجب أن يتحقق التغيير في المجتمعات العربية وبعض الجهات تقوم بحساب الثورات المدفونة داخل البلاد التي تشهد الثورات قبل أن تأخذ مواقف مؤيدة أو معارضة لرغبات شعوبها لكن تركيا لا تتعامل بهذا المنطق, مشيرا إلي أن تركيا تقدم الدعم اللازم لكل المبادرات التي تطالب بحقوق كل من تضرروا من إسرائيل فلابد أن تدفع إسرائيل ثمن جرائمها وسنواصل جهودنا في محكمة العدل الدولية علي كل الجبهات لملاحقة إسرائيل. واوضح أن القضية الفلسطينية هي قضية كرامة ويجب علينا أن نعمل في إطار هذه الحقيقة, معتبرا أن فلسطين هي قضية لكل الإنسانية ولكل المساندين للكرامة والعدالة, وأنها قضية حيوية حتي بالنسبة للسلام العالمي لأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يقع في قلب هذه المنطقة إذ اجتازت هذه القضية الحدود وأصبحت عالمية. وأن الوضع الحالي في غزة لا يمكن استمراره وأن علي أخوتنا في فلسطين أن يعلنوا دولتهم. من جانبه أكد د.نبيل العربي أن الجامعة أصبحت عاجزة عن اتخاذ قرارات تجاه ما يحدث في بعض الدول العربية, مشددا علي ضرورة إعادة النظر في المفاهيم السياسية وإعادة تقييم الأولويات في ظل احتياجات الشعوب ووضع تقريرا تحدث عن ضرورة وجود مجلس للسلم العربي ومعاهدة الدفاع العربي المشترك. من ناحيته, طالب مجلس جامعة الدول العربية في ختام اجتماعه أمس إيران بوقف التصريحات والحملات الإعلامية التي تستهدف بعض الدول الخليجية التي لا تخدم تحسين العلاقات بين الجانبين, وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة معربا عن قلقه الشديد من استمرار التصريحات الاستفزازية للمسئولين ووسائل الإعلام الإيرانية تجاه عدد من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تعد اخلالا بقواعد حسن الجوار ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي. ** .. والصحف العالمية: أردوغان يقود تركيا كقوة إقليمية إستراتيجية لندن أ.ش.أ: أكدت الصحف العالمية ان رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي يقود تركيا للتحول كقوة اقليمية استراتيجية تمثل حلقة بين الشرق الأوسط وأوروبا ذكرت صحيفة( الجارديان) البريطانية أن زيارة أردوغان الي مصر يمكن تفسيرها باعتبارها دليلا علي دعم بلاده للعملية الديمقراطية الناشئة هناك بالاضافة الي تضامنها مع القاهرة في مقتل5 جنود مصريين بنيران قوات الاحتلال الاسرائيلية في سيناء. كذلك يمثل اعلان رغبته في زيارة قطاع غزة دليلا آخر علي مزيد من الدعم التركي للقضية الفلسطينية. وأضافت الصحيفة أن الموقف التركي والذي يأتي في أعقاب ثورات ديمقراطية يشهدها العالم العربي من شأنه أن يعزز من تحالف تركيا مع التيارالرئيسي في الرأي العام العربي لاسيما بالنسبة الي القضية الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي وان ذلك لن يعزز الموقف التركي في العالم العربي فحسب بل سيضفي مزيدا من الضغط علي الحكومات العربية لكي تعمل بشكل أفضل لصالح القضية الفلسطينية... مشيرة الي أن العصر القادم سيشهد بزوغ تركيا كقوة اقليمية استراتيجية. ودعت الصحيفة البريطانية الي' ترميم' واسع لسياسات الولاياتالمتحدة.. اذ يتعين العمل الان علي ايجاد حلول عادلة وسريعة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي اذا ما أرادت واشنطن الحفاظ علي مصالحها الاستراتيجية في المنطقة حسبما قالت الصحيفة. ورأت الجارديان انه يتعين علي واشنطن مراجعة دعمها' غير المشروط' لاسرائيل وتبني سياسات عادلة تتضمن مزيدا من المرونة في موقفها بشان صدور قراراممي يعترف بدولة فلسطينية. وأشارت الي النقطة الاهم الان هي الا تستهين الولاياتالمتحدة بالاهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها تركيا كقوة اقليمية بارزة فضلا عن كونها جسر التواصل بين الغرب والعالم الاسلامي. أما صحيفة( الاندبندت) البريطانية فتري أن النظام التركي الذي ينظر اليه باعتباره نظاما ديمقراطيا قويا ينتهج نهج الاسلام المعتدل أضحي نموذجا يحتذي به للحكومات الجديدة في كل من مصر وتونس و ليبيا... لافتة الي أن موقف رئيس الوزراء التركي' الحازم' و'الدقيق' تجاه اسرائيل- التي كانت تعد حليفا لتركيا منذ أمد ليس بالبعيد- أكسبه مزيدا من الشعبية في العالم العربي.في الوقت الذي تري فيه معظم الدول العربية أن الرئيس الامريكي باراك أوباما قد فشل في تقديم العون للفلسطينيين مقابل دعمه الكامل لإسرائيل مما ساهم في انخفاض شعبية الولاياتالمتحدة ونفوذها في المنطقة. فيما اعتبرت صحيفة' نيويورك تايمز' الامريكية جولة اردوغان في دول الربيع العربي محاولة من تركيا لتعزيز مكانتها في العالم العربي في ظل التغيرات الجذرية التي تشهدها المنطقة حاليا. وقالت الصحيفة ان زيارة رئيس الوزراء التركي تأتي في وقت اثيرت فيه العديد من التساؤلات حول ثورات الربيع العربي التي اطاحت بانظمة طوعت شعوبها لمدة30 عاما علي سياسات معينة, بما في ذلك شروط اسرائيل للسلام غير المستقر مع جيرانها. وأوضحت' نيويورك تايمز' انه قبيل الاقدام علي هذه الخطوات التصعيدية من الجانب التركي ضد الجانب الاسرائيلي, اكدت تركيا مرارا وخاصة رئيس الوزراء التركي التزام انقرة بالسياسة الاسلامية في المنطقة وكذلك الديموقراطية الدستورية التعددية والتنمية الاقتصادية النشطة. واشارت الي انه حتي قبل عقد اية اجتماعات دبلوماسية في القاهرة, استهل اردوغان زيارته بالظهور في حديث تلفزيوني شعبي ووصفته مقدمة البرنامج بأنه ليس فقط الرجل الذي ينال شعبية واعجابا واسعا في تركيا ولكنه يحظي بشعبية من جانب قطاع كبير من العرب والمسلمين في الشرق الاوسط. ونقلت عن رئيس الوزراء التركي دعم بلاده للثورات العربية, قائلا' ان العالم يتغير علي النظام حيث ارادة الشعب ستكون هي الحاكمة'.. متسائلا لماذا يجب علي الاوروبيين والامريكيين ان يكونوا الوحيدين الذين يعيشون بكرامة. وشدد اردوغان علي انه لا يريد ان يشاهد الاحداث والاوضاع المتسارعة في الشرق الاوسط كما لو كان يشاهد مباراة كرة قدم.