اشتعل الشوق في قلبه لرؤية ابنه الصغير "يتيم الأم"، والذي يعيش عند جدته، فذهب لرؤيته مع شقيقه، ولم يعلم أن الموت يكمن في هذا الشوق، وأن هذه ستكون المرة الأخيرة التي قد يرى فيها طفله، حيث إن أهل الزوجة يستعدون لقتله بدم بارد في الشارع، دون مراعاة لصلة الرحم التي تجمعهم، ودون رحمة أو شفقة على طفله الذي سيصبح يتم الأم والأب أيضا. انتقلت محررة "الفجر" إلى منطقة الوراق في الجيزة من أجل كشف كواليس وتفاصيل هذه الجريمة المأساوية، والتي راح ضحيتها شاب يدعى "وليد" وأصيب شقيقه الآخر على يد عمته ونجلها أمام المارة. والد القتيل: "منعته من الزواج من نجلة عمته" في البداية تحدث "عم محمد"، والد الشاب "وليد محمد" البالغ من العمر 28 عامًا، عن بداية ارتباط العائلتين التي أدى ليوم الجريمة البشعة، قائلًا: "كتير قولتله بلاش نسب القرايب، ابن عمتك -أخو العروسة- بتاع مشاكل، لو اتجوزت بنت عمتك مش هحضرلك فرح"، ولكن شاء القدر وتزوج الشاب الفتاة، وأنجبا طفلًا ويدعى "محمد" يبلغ من العمر -حاليا- 4 أعوام، ولكن سرعان ما توترت العلاقة بين الزوجين واشتد الخلاف بين العائلتين. بعيون باكية..استكمل الأب حديثه إلى "الفجر": "عقب إنجابهما للطفل الأول، بدأت الخلافات بينهما، في البداية اعتقدنا مشاكل زوجية مثل أي منزل، ولكن سرعان توطدت المشاكل، بسبب زوجة نجلي (وفاء)، لأنها هي عايزة تذهب للجلوس مع والدتها، لأنها تعبانة من الحمل الثاني، وكانت حينها في الشهر الثالث، وبالفعل استجاب لها تجنبا للمشاكل". "أختي اتهمتنا بمرض نجلتها ووضع السم" ويواصل والد الضحية، كلامه: "بعدما ذهبت زوجة نجلي لقضاء باقي أشهر الحمل عند شقيقتي (والدة الزوجة)، بدأ تعب الحمل يزداد، في غضون فترة وجيزة، تلقينا مكالمة هاتفية من شقيقتي، وقالت لنا: (البنت تعبانة انتو عملتولها ايه.. عملتولها سحر ولا سممتوها بإيه)، ولكننا قولنا لها: (هنعمل حاجة ازاي في مرات ابننا وكمان حفيدنا اللي جاي)، مشيرًا أن الزوجة ذهبت عند والدتها وهي في أول الشهر ال3 ووقت المكالمة كانت في حملها الشهر الخامس". مكنوش بيرضوا يخليه يشوفها".. يوضح الأب المكلوم باقي القصة، قائلا: "خلال فترة حمل زوجة نجلي، كانت دائمًا يذهب لها لرؤيتها وكان شقيقها ويدعى محمد أدهم (المتهم) يمنعه ويتشاجر معاه، وكان يرسل لها مصاريف نجله، وكان أسرتها يرفضوا ويتشاجروا أحيانًا معه". ذهبوا بها لشيخ ثم دكتور "ودوها لدكتور واعطاها أدوية".. والد الضحية، كواليس الواقعة: "علمنا بعد ذلك أن أسرتها ذهبت بها في بادئ الأمر لشيخ على معرفة به، اعتقادًا منهم إننا عملنالها (سحر)، فابلغهم الشيخ لا يوجد شئ وهي مريضة نفسيًا، بالفعل ذهبوا بها لدكتور مخ وأعصاب، وأعطاها أدوية، وفجأة حدث شئ لا يمكن أن نتوقعة". واستطرد والد الضحية كلامه: "زوجة نجلي بعد أخذها أدوية للمخ والأعصاب، مرضت كثيرًا وتوفت منذ أكثر من 8 أشهر، من تلك اللحظة اشتد الخلافات لاعتقادهم اننا قتلناها ووضعنا لها سم أو عملنا لها (عمل سحر) نتيجة لتعبها الشديد، وحاولنا اقناعهم أننا عمرنا ماهنعمل كدا". وافقنا نروح لشيخ للتأكد إننا ماموتناش بنتهم "روحنا لشيخ معاهم..يوضح الأب المكلوم: "بعد وفاة زوجة نجلي ذهبوا أسرتها وقاموا بتكسير الشقة وأخذ عقد التمليك وكل شئ، حاولنا نبرئ نفسنا من تهمة (عمل سحري) للبنت ولكن دون فائدة، قررنا الذهاب لشيخ معهم ليتأكدوا أننا ليس لنا ذنب في وفاة الفتاة، وبالفعل الشيخ اثبتلهم أننا ملناش ذنب، ولكن كانوا في إصرار بعدم رؤيتنا للطفل، وكان شقيق الزوجة دائم الخلاف معنا هو وأسرته". المتهم قطع شريان لنجلي قبل ذلك كان بيتخانق مع كتير..ويتابع الأب حديثه إلى "الفجر": "في إحدى المرات تعرض شقيق الزوجة وهو يُعد نجل خاله إليه أثناء قيادته التوك توك، وقام بضربه ضربًا مبرحًا وقطع شريانه وقام بسرقة التوك التوك الخاص به، وبعد قليل حاول نجلي استعادة التوك توك من خلال معرفته بمن يقوده، حينها ذهب له وأخذه، ومن هذا الوقت كان (محمد أدهم) شقيق الزوجه يجري مكالمات هاتفية بالتهديد والضرب، ويقول لأبني: (لو راجل انزلي)، حتى جاء يوم الواقعة وحدث ماحدث". والد الضحية: "أخوهم الصغير اتصل بيهم عشان المتهم اتخانق معاه". بعيون تنهمر منها الدموع.. تحدث الأب عن قتل نجله وإصابه شقيقه، قائلا: "في يوم الواقعة نزل نجلي الصغير لقيادة التوك توك الخاص بينا، وفي غضون ساعات قليلة جاءنا مكالمة هاتفية منه يقول: "الحقوني محمد أدهم (المتهم) ماسك في خناقي وعايز ياخد التوك توك فاكره التوك توك بتاعه وإننا سرقناه"، على الفور ذهب أولادي الأثنين ( وليد وسيف) وأخذوا الأوراق الخاصة بالتوك توك لإثبات ملكيتنا له" شقيق الضحية: المتهم وعمتي مسكوا في خناقنا ويلتقط الحديث شقيق الضحية "وليد" قائلًا: "طلعت زي كل يوم للعمل على التوك توك، وأثناء ذهابي في الطريق اعترضني (محمد ابن عمتي) ادعاءًا أن التوك توك اللي بقوده خاص به، فاتصل بوالدته (عمتي) عشان تجيب الورق، وكذلك اتصلت بأشقائي (وليد وسيف) ليأتوا ايضا بالورق". ويتابع شقيق الضحية كلامه والدموع تنهمر من عينيه: "فجأة (محمد ابن عمتي) ضربني، حينها حضر أشقائي وعمتي، واثبتنا أمام المارة أن الورق يثبت أن هذا التوك توك خاص بينا، وأهالي المنطقة جعلوا كل أحد يذهب في طريق". الشقيق: نجل عمتي سدد طعنات لأخواتي "اعترضوا طريقنا مرة أخرى".. واستكمل الشقيق كواليس الجريمة: "بعد ماذهبت أنا وأشقائي بالتوك توك، فجأة اعترض طريقنا (محمد وعمتي)، ومسكوا في خناقنا في الشارع، جاء شقيقي وليد يحمي شقيقي سيف من الضرب، أخذ طعنة من الظهر بيد (محمد)، وفجأة حاول شقيقي سيف يدافع عنه، أخذ هو كذلك طعنة في الصدر وطعنات متفرقة بالجسد". "عمتي قتلت أخويا بقالب طوب" وتابع الشقيق كلامه: "فجأة بعد تسديد الطعنات، وجدنا عمتي أمسكت بقالب طوب كبير من الشارع، وظلت تضرب أخويا (وليد) ضربات كثيرة على رأسه، حينها سقطا أشقائي على الارض، وذهبت هي ونجلها بتوك توك هاربين". "حاولت الحقهم ولكن"..بعيون حزينة استكمل الشقيق لحظات فراق شقيقه وإصابه شقيقه الآخر، بركان دماء في الشارع، أهالي المنطقة ساعدوني للذهاب بهم للمستشفى، ولكن أسفر عن موت شقيقي (وليد) بنزيف في المخ نتيجة لكثرة الضربات على رأسه، وإصابة شقيقي الآخر حتى دخل العناية المركزة، وحاليًا تتحسن حالته". نطالب بالقصاص وردا على مشهد فراق النجل وإصابة الآخر، على يد عمتهم، طالب والد والدته القتيل (وليد) بالقصاص العادل لأبنه موضحا: "حتى قلبنا يستريح ويرجع حقه هو وشقيقه". تحقيقات النيابة: حبس المتهمين أمرت نيابة الوراق، بشمال الجيزة، بحبس الشاب (محمد أدهم) ووالدته، 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامهما بقتل نجل شقيقها وإصابة الآخر أمام المارة بالوراق. وباشرت نيابة الوراق، بشمال الجيزة التحقيق مع المتهم ووالدته، في قتل ابن شقيقها والشروع في قتل النجل الثاني بالوراق. وتبين من التحقيقات الأولية أن المتهم سدد لأحد المجني عليهما طعنتين نافذتين بالصدر، والآخر بطعنة نافذة بالصدر، ونقلا إلى المستشفى، وفارق أحدهما الحياة، بينما يرقد الثاني بغرفة الرعاية المركزة لتلقي العلاج. وأضافت التحقيقات أن المجني عليه الأول، كان متزوجًا من شقيقة المتهم، وأن زوجته توفيت منذ 7 أشهر وأعقب وفاتها خلافات بين أسرتها وزوجها على حضانة طفلها البالغ من العمر 4 سنوات، كما تردد رفض والد الطفل الإنفاق عليه وحدوث مشاجرات مستمرة بينه وبين شقيق زوجته المتوفاة. وتبين أن يوم الواقعة حدثت مشاجرة بين المتهم ووالدته و3 من أصدقائه وبين زوج شقيقته وشقيقه الآخر قام خلالها المتهم بالتعدي على نجلي خاله بالضرب وإحداث إصابتهما، مما اسفر عن مصرع الأول وإصابة الثاني.