اللبناني سعد حمدان ل"الفجر الفني": إشادة الزعيم بموهبتي شهادة أعتز بها.. ابتعدت عن الكوميديا لهذا السبب.. وهذا أول ما سأفعله بعد انتهاء أزمة "كورونا" (حوار)

هو فنان شامل، تجده مبدعًا في الأدوار الكوميدية والتراجيدية، وفي الغناء لديه صوت جهور وموهبة تستحق الثناء والتقدير، وعلى الصعيد الشخصي تجمعه بكل زملائه علاقة طيبة كلها محبة، اشتهر بخفة الظل والمرح والصراحة والجرأة في آرائه، وعندما أطل مع الزعيم في فرقة ناجي عطا الله لفت انتباهه وأثنى على موهبته، حديثنا عن الفنان اللبناني المتعدد المواهب سعد حمدان.
وكان للفجر الفني هذا الحديث الخاص معه، والذي فتح قلبه لنا من خلاله متحدثًا عن أمور كثيرة وعن تحضيراته المقبلة ورأيه في بنت الجيران وماذا كان سيفعل لو كان صاحبها وغيرها من المواضيع الهامة.
في البداية.. حدثنا عن تحضيراتك الفنية المقبلة سواء مسرح أو دراما أو سينما؟
مؤخرًا أنهيت تصوير مسلسل نبض في سوريا للكاتب فهد مرعي وإخراج عمار تميم وإنتاج شاميانا، وحالياً احضر لتصوير الجزء الثاني من مسلسل موت أميرة للكاتب اللبناني طوني شمعون وإنتاج شركة مروى غروب، كما أشارك في بطولة وإخراج العمل المسرحي الغنائي عالقانون يا كمون، ولاحقاً سيكون هناك قيد التجهيز لمسلسل درامي من تأليف الكاتبة داليا الحداد وانتاج طايع انتربرايسز، ناهيك عن بعض الاعمال المتوقفة الآن بسبب أزمة الكورونا العالمية.
ما هي المقاييس التي تختار على أساسها أعمالك؟
اختار عملي أولاً على أساس جودة النص، يليه الشخصية وفي النهاية المكافأة المادية فإذا كان النص جيدا أقرأ الشخصية ، فإذا كانت الشخصية جيدة أوافق وبعدها نتباحث في المكافأة المادية.
وأما إذا كان النص جيداً والشخصية لا تليق بمسيرتي والعكس صحيح، حتمًا لا أقبل، لأنني عملت في مجال الفن حوالى ثلاثين عاماً وبنيت اسماً لا بأس به فعندما تراني الناس يقولون لي نحن ننتظر كل عمل تقوم به ونتابعه، هذه العبارة تحملني مسؤولية، لذلك اختار النص الجيد والشخصية التي تليق بي إحتراماً لمسيرتي الفنية ووفاءً للمشاهد.
هل الأعمال الكوميدية تأخذ حقها في لبنان؟
الأعمال الكوميدية تنال نصيباً من المتابعة الجيدة والمشاهد يطلبها كثيرا ولكن للأسف، الطلب عليها من قِبَل محطات التلفزيون قليل مقارنة بالدراما، حتى ولو كان كتاب الكوميديا في لبنان قليلون جدا إثنان أو ثلاثة، ونجوم الكوميديا أيضا قليلون، فبعض الكتاب الكوميديين يترددون أحيانا من كتابة الكوميديا خوفًا من الفشل ، الكوميديا ليست لعبة تحتاج الى ذكاء عالٍ ومخيلة إداركية.
أيهما أصعب.. الكوميديا ام الدراما؟ وايهما يفضل سعد حمدان؟
من المتعارف عليه أن الكوميديا أصعب من الدراما التراجيدية لأن على مُتقِنها ان يكون خفيف الظل ويتمتع بروحٍ مرحة ، سريع البديهة ويمتلك كاريزما خاصة به تمكنه من دخول قلوب المشاهدين، وهناك نسبة كبيرة من الممثلين الكوميديين الناجحين يستطيعون تأدية الدراما التراجيدية بنحاح ملفت، بعكس مؤدي الشخصيات التراجيدية فقط، فهم لا ينجحون في ذلك والأمثلة كثيرة، وأما أيهما أفضّل فهذا تتكفل به الظروف.
لماذا أراد سعد حمدان ان يبتعد عن الكوميديا في فترة ما؟
للأسف هناك مؤلفين ومنتجين ومخرجين لا يملكون رؤية فنية عميقة تمكنهم من معرفة مدى قدرة الممثل على تأدية الكوميديا أو التراجيديا، فمثلا ، عندما ينجح ممثل في تأدية دور معين في الكوميديا فورا يكوِّنون فكرةً خاطئة عن أنه لا يجيد إلا الكوميديا فيستبعدونه من أعمال التراجيديا وهذا ما حدث معي.
فبعد النجاح الباهر لمسلسل وفيلم غنوجة بيا للكاتبة منى طايع والتي أديت فيه شخصية عدنان ونلت على إثره جوائز عديدة، أصبح المعنيون بالعمل الدرامي لا يرونني الا ممثلا كوميدياً بالرغم من أنني جئت من الدراما الى الكوميديا وكنت أشارك قبل ذلك في أعمال درامية أخرى ولكن كانت تعرض على محطات ناشئة لذلك عندما عُرض مسلسل غنوجة بيا على محطة مشهورة جدا حينها تعرف الجمهور علي من خلال الكوميديا.
وبالعودة الى موضوعنا هذا خطأ فني كبير وقعوا فيه إذ أنني وبعد مسلسل غنوجة بيا شاركت بمسلسلات درامية عديدة وكنت وبكل ثقة وبعيدا عن الغرور ، احد الركائز في نجاح كل مسلسل أشارك فيه مثل زمن الاوغاد، ديو الغرام، القناع، خلة وردة، موت أميرة وغيرهم الكثير، والحمدلله استطعت وبعد جهد أن أكسر هذه القاعدة إلا انني دفعت ثمن ذلك كثيرًا.
حدثنا عن التعاون مع الزعيم عادل امام في فرقة ناجي عطا الله؟
الزعيم عادل إمام ظاهرة لن تتكرر، وأتمنى ان تتكرر حتى يُستكمل هذا الدرب المملوء بالفن الراقي المبدع لأن الأجيال تحتاج إلى غرف ومعرفة المزيد عن هذا الفن وإمتاع العين والأحاسيس ، فالفن يجب ألا يتوقف عند نقطة محددة وأما عن تجربتي مع الزعيم عادل إمام في مسلسل فرقة ناجي عطالله كانت ناجحة جدا جدا ، وكنت سعيدا بهذه التجربة اولا لانني تقابلت مع الزعيم ، ثانيا لانني سمعت منه حرفيا مديحاً مهما اعتبره شهادة كبيرة لي من عملاق كبير احترمه ونحبه كما كل العالم وفي هذه المناسبة أتقدم عبر جريدة الفجر الفني بالتحية للكبير عادل إمام متمنيا له دوام الصحة والعافية وطول العمر.
من الكوميديا والتمثيل إلى الغناء.. هل انت نادم على مشاركتك في ديو المشاهير بعد الضجة التي حدثت؟
في الأساس كنت أغني وأمثل في نفس الوقت خاصة أنني درست الايقاع في الكونسرڤتوار الوطني، والعود عند استاذ خاص وما مشاركتي في برنامج ديو المشاهير الا لخدمة الإنسان من خلال صوتي حيث اننا نشارك مجانا لقاء جمع الاموال لمؤسسات تُعنى بالخير ومساعدة الناس، وما حدث معي في ديو المشاهير لا أدري لماذا وكيف، ولدي معلومات ولكن احتفظ فيها لنفسي إلا أنني لن اكرر ذلك ولا أحد يصدق أن المشاركة تقوم على تصويت الجمهور.
الجمهور لم يكن يعرف أنك مغني محترف ولكن عرفوا ذلك مؤخرًا.. فما هو السبب؟
هناك قسم من الجمهور كان يعرف أنني مغني والسبب انني كنت أركز على التمثيل أكثر من الغناء ولكن بعد مشاركتي في المقابلات التلفزيونية مصحوبا بالعود ومشاركتي في برنامج ديو المشاهير، باتت الجماهير تعرف أني أيضًا أغني ولدي موهبة غنائية.
هل تستعد لطرح ألبوم غنائي جديد خلال الفترة المقبلة؟
إضافة إلى أغانيّ الأربعة التي سجلتها سابقًا، أتحضر لتسجيل ألبوم غنائي استحضر فيه أغاني قديمة بتوزيع جديد مع المحافظة على رونق النفس الشرقي البحت وليس كما يفعل بعضهم، ممن يأتون بأغنية قديمة جميلة وبتوزيع جديد فيه الايقاع النافر والغربي فتفقد الاغنية حسها الشرقي وأبدأ ألطم على وجهي عندما اسمعها.
احتفلنا منذ أيام بذكرى العندليب.. ما هي أكثر أغنية تحبها له؟
الأستاذ عبد الحليم حافظ رحمه الله هو علامة فارقة في العالم العربي وفي هذه المناسبة، اشكر الله انه اعطانا فنانا كبيرا مثله يؤنسنا في فرحنا وغربتنا وحزننا وحبنا للحبيب وانا من محبيه الكُثُر واغني له في حفلاتي معظم اغانية من جانا الهوى الى قارئة الفنجان وزي الهوى الى حاول تفتكرني واي دمعة حزن وغيرهم الكثير.
ما هي قصتك مع السوشيال ميديا؟
قصتي مع السوشيال ميديا طويلة، فأنا منذ زمن طويل لا أتفاعل معها لأن وقتي لا يسمح وهي بحاجة إلى متابعة دورية، الآن زوجتى شجعتني على الاهتمام بحساباتي وهي التي تساعدني كثيرا اذ هي من يتولى ادارة المواقع في معظم الاوقات إضافة الى الانستغرام واليوتيوب، أحيانا انا اعالج الموضوع فانا احترم المشاهد وأرد على الصغير قبل الكبير كلما سنحت لي الفرصة.
هل أنت مع ام ضد أن يعبر الفنان عن آرائه السياسية عبر صفحاته؟
اختلفت الآراء حول هذا الموضوع، فمنهم من يحبذ ومنهم لا، بالنسبة لي أنا لا أعبّر عن آرائي السياسية عبر شبكات التواصل الاجتماعي كما يسمونها إلا في الحالات الوطنية الكبرى التي تخص بلدي وخاصة في موضوع العدو الصهيوني والعمالة له.
منطقتنا العربية مقسّمة ولا تفهم جيدا معنى الديمقراطية، فإذا تكلمت في موضوع ما يقولون أن هذا الشخص تابع إلى جهة معينة، وتبدأ المقاطعة وأنا اكون في معرض التحليل، احيانا اتكلم عن خصمي بالمديح فينبري لي الشخص الآخر ويبدأ بالنقد غير البناء واحيانا هناك الفاظ نابية.
ماذا تفعل خلال مرحلة الحجر المنزلي بسبب كورونا؟
أمارس الرياضة والعزف على العود والتواصل مع الأصدقاء عبر الهاتف وسماع الموسيقى والقراءة.
ماهي نصيحتك للجمهور للوقاية من كورونا؟
أنصحهم بملازمة المنزل وعدم استقبال اي أحد او التسليم على أحد واذا أرادوا الخروج للضرورة فعليهم بالكمامة والكفوف وأن يعقموا يديهم بإستمرار وعندما ينزعوا الكفوف ينزعونها بطريقة صحيح ولاتمس أصابعهم سطح الكف ولا يستعمل أحد الكمامة إلا لست ساعات واذا شك في المكان الذي يجلس فيه فعليه فورا غسل ملابسه وفي المساء عليه قبل النوم الغرغرة بالماء والملح وشرب عصير الليمون وتقطيع الليمون الحامض الى شرحات ووضعه في ماء مغلية وتركه حتى يفتر ثم شربه بعد ذلك ثم شرب اليانسون بعد غليه وتعقيم مدخل المنزل ، كل هذا يؤدي الى الوقاية من الكورونا.
وما رأيك في استقبال الشباب لأزمة كورونا بالهزار والتريقة والاستهزاء؟
فليشاهدوا ماذا يحدث في الدول الأخرى، هذا الوباء هدد العالم كله والكل اتخذه على محمل الجِد والإستهزاء بالكورونا يودي بحياة صاحبه.
برأيك.. هل للسوشيال ميديا دور في نقص الوعي لدى الجميع وعدم أخذ الأمور على محمل الجد؟
للسوشيال ميديا دور مهم في توجيه الناس وتوعيتهم وهو يوازي دور التلفاز في الحماية والوقاية من وباء الكورونا المتفشي.
بالعودة إلى الوراء 10 سنوات.. ماهو الشئ الذي ستقوم بحذفه من حياتك؟
كنت تركت طِيبةَ القلب وتصرفت مع البعض كما يجب.
ما رأيك في أغاني المهرجانات الشعبية وهل أخذت أكثر من حجمها مثل أغنية بنت الجيران؟
أغاني المهرجانات الشعبية لها روادها وهم كثر وأحيانا تحتاج المناطق الى هذه المهرجانات من حيث سعر بطاقة الدخول ومحاولة بعض الفنانين تجربة أغانيهم الجديدة ضمن هذه المهرجانات وكسب شهرة أكبر.
وبالنسبة لأغنية بنت الجيران انا ادعو بالتوفيق لكل شخص تنجح أغنيته لان المغني ينتظر الفرصة حتى يصبح مشهورا فيزداد مردوده المادي وأغنية بنت الجيران لطيفة وقد اخذت اكبر من حجمها وانا لا احسد صاحبها ولو كنت مكان من غناها لأستغليتها أحسن استغلال.
ماهو أول شئ ستفعله بعد انتهاء كابوس كورونا؟
زيارة الأهل والأصحاب والعودة الى ممارسة حياتي الطبيعية والنقابية، فأنا أمين سر نقابة الممثلين في لبنان واخيرا سأتابع تسجيل اغنيتي الجديدة التي لحنتها وهي من كلمات الشاعر الغنائي جان السمراني وتسجيل المايسترو إحسان المنذر.
وقبل ان اختم اتوجه بالشكر الى أسرة مجلة الفجر الفني لإتاحتها الفرصة لي للإطلالة عبرها متمنياً لها التقدم والإزدهار ، راجيا من الله العلي القدير ان يحفظ شعب مصر الشقيق والطيب الذي نُكن له كفنانين لبنانين كل المحبة والتقدير وان يبعد عنكم وعنا كل ضرر.