باحث مصرى مقيم بالصين يكشف تعد مدينة ووهان الصينية البؤرة الرئيسية فى تفشى فيروس كورونا بنهاية العام الماضى، لتتحول بعدها إلى مدينة أشباح خالية من المارة والحياة التى كانت تضج بها قبل أن ينطلق فيروس كورونا منها. ومن بين 39 عالما مصريا ظل الدكتور السيد نشيوى مدرس الوراثة والكيمياء الحيوية بجامعة وسط الصين الزراعية، قابعًا فى مدينة ووهان يستكمل عمله على أحد المشاريع المهمة الممولة من قبل الحكومة الصينية ليواصل مهمته العلمية دون خوف من فيروس كورونا. ولا يعلم الكثيرون حول العالم عن كواليس الحياة داخل هذه المدينة الموبوءة، لذلك تواصلنا مع الدكتور نشيوى لمعرفة طبيعة الحياة فى مدينة ووهان الصينية قائلا: «قررت البقاء فى مدينة ووهان الصينية حيث إننى حصلت على مشروع ممول من الحكومة الصينية منذ عام ولا أستطيع ترك عملى وإلا سأتعرض لخسارة كبيرة». وأضاف سيد فى تصريحات ل«الفجر»: «الأمر فى البداية كان صعبا جدا أن تصل إلى مرحلة الشك فى كل ما يحيط بك حتى الهواء الذى تتنفسه، فيومى يبدأ من الساعة التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساءً ولابد أن التزم طوال الوقت بالتعليمات لأقصى درجة على أن أذهب للمعمل يوميا لفحصى». وتابع: «أصعب اللحظات التى تواجهنى عند ذهابى لشراء متطلباتى الأساسية من الماركت حيث إننى أتعامل مع الكثير من الأشخاص ولا أعلم هل مصابون بالفيروس أم لا، وعندما أعود بالمنزل أقوم بتعقيم نفسى بالكامل»، لافتا إلى أن الجامعة أرسلت تعليمات للعاملين بها مع بداية تفشى الفيروس بعدم النزول من المنزل نهائيا إلا فى حالة الضرورة،على أن نقدم تقريرا حول حالتنا الصحية يوميا. وأوضح أن المستشفيات الحكومية الصينية يتم التعامل بها إلكترونيا، حيث يدخل المواطن المستشفى ويحجز دوره باستخدام كارت ممغنط داخل ماكينة تشبه ماكينة الصرف الآلى ويكشف الطبيب عليه ثم يدفع المريض ثمن الكشف والعلاج عن طريق الكارت الممغنط دون التعامل مع البشر نهائيا. وأشار «نشيوى»، إلى أن أى شخص يتم التأكد من إصابته بالفيروس لابد أن يبلغ عن جميع الأشخاص الذين تواصل معهم خلال آخر 30 يوما والأماكن التى ذهب إليها، مؤكدا أن السفارة المصرية على تواصل دائم مع المصريين الذين لم يغادروا الصين لطبيعة عملهم، ووجه محمد البدرى، سفير مصر بالصين رسالة إلى كل المصريين بأن من يحتاج أى مساعدة يتواصل مع السفارة. وأوضح أن سلطات ووهان قامت بتعقيم المستشفى الذى تم بناؤه خلال 6 أيام والمخصص لعلاج المصابين بالفيروس، وأغلقته عندما انتهت حالات الوفاة نتيجة الفيروس، مشيرا إلى أن الصين استخدمت جميع وسائل التكنولوجيا الحديثة للسيطرة على المرض، مضيفًا أن العلماء الصينيين توصلوا إلى مصل للعلاج على أن يبدأ تداوله واستخدامه بداية من شهر أبريل.