أعلنت وحدة الرصد الفرنسية، بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، تقريرا بعنوان "منصات التواصل الاجتماعي ودورها في صناعة التطرف". وأوضحت الوحدة في تقريرها، أن انتشار الهواتف الذكية وما تحتويه من تطبيقات مشفرة وثورة رقمية يشاهدها العالم الآن، سهلت للأشخاص التفاعل المباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك ساهم بشكل كبير في صناعة التطرف وأيضا العامل الرئيسي في غزو تلك المواقع كل بيت وحدب وصواب. وتابعت "كما أنّ الاهتمام البالغ الذي تحظى به تلك المنصات من قِبل روادها، أصبح من أخطر التهديدات الفِكرية والأمنية التي تُعانى منها جميع البلدان، وذلك بسبب شغف الشباب بكل ما هو جديد، وسرعة تأثرهم بالأحداث المختلفة، علاوة على ضعف خبراتهم الحياتية والثقافية، ما يجعل لتلك المنصات تأثيرًا شديدًا على أمن المجتمعات واستقرارها؛ حيث يتم من خلالها استقطاب العديد من الشباب لتنفيذ هجمات إرهابية ضد بلدانهم ومجتمعاتهم". وأوضح التقرير، أن ما يُسهم أيضًا في جعل الشباب فريسة سهلة للتطرّف الإلكتروني، عملية التضليل التي تُمارسها الحركات والجماعات المتطرفة والإرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال ترويج وتناقل الأفكار الخاطئة والمفاهيم المغلوطة بين مستخدمي تلك المنصات. كما يمكن استخدام منصات التواصل الاجتماعي أداةً فاعلة لتداول وترويج إشاعات وأخبار كاذبة وفقًا لأيديولوجيات معينة؛ لتحقيق مآرب بعينها لتغذية فِكر موجّه وتمزيق النسيج المجتمعي. وأردفت أنه لا يمكن أنْ نغفو عن حالة الفوضى المعلوماتية التي تتسم بها الشبكة العنكبوتية عامة، ومنصات التواصل الاجتماعي خاصة، لا سيما في الأمور الدينية، حيث تنتشر فتاوى وتفسيرات متشددة وشاذة للنصوص الدينية، والتي ينخدع بها مَن هم على دراية سطحية بأمور دينهم، فينخرطون في صفوف الحركات والجماعات المتطرفة والإرهابية التي ترتكب الأعمال الإرهابية بدعوى الدين، والتي تُسهم بشكل كبير في إحداث انقسامات بين نسيج المجتمع الواحد وتأجيج الفتن الطائفية، بدعوى إقامة الدين. كما يمكن استخدام غُرف الدردشة ومنصات التواصل الاجتماعي في محتويات تروج لأفكار متطرفة ومعلومات مغلوطة، تُرسخ لأعمال العنف والإرهاب والقتل والتخريب، وادعاء الحق المطلق، لنشر الذعر بين أفراد المجتمع وإثارة الفتنة وزعزعة استقراره، بل ومن الممكن إيصال هذا المجتمع إلى شفا حربٍ أهلية. ونوهت بأن مواقع التواصل الاجتماعي تشكل خطرا على مجتمعات والدول، وذلك لتحقيق أغراض سياسية أو دينية أو عرقية. وشدد المرصد في نهاية تقريره على أنه يجب على التكاتف بين مؤسسات الدولة ا من أجل توفير منصات للخطاب البديل يكشف خطورة التطرف، ويقدم بدائل وحلول لمشكلات الشباب، خاصة الشباب المتخبط والباحث عن حلول عبر الشبكة العنكبوتية، وذلك خلال الاستعانة بمتخصصين على دراية تامة بمشكلات الشباب ولديهم القدرة على التواصل معهم بلغة سهلة ومبسطة. هذه المنصات الإلكترونية والإعلامية يجب أن تعتمد على كافة الوسائل والتقنيات التكنولوجية الحديثة، لترسيخ القيم الإنسانية، وثقافة الحوار والتسامح.