أجساد بالية، شاهدوا والدتهم تتحول إلى ذئب يجور عليهم، لتحملهم بين راحتيه اللذان تحولا من وسادة ناعمة تنعم عليهم بالأمان، الحنان، إلى مخالب تنهش أجسادهما لتلقى بهم من حافة الموت، سلبتهم الأمان، الحياة، العمر، حتى أنفاسهم الصغيرة. هكذا كان حال الطفلين رمياس، جمال، الأولى ثلاث سنوات والتي دفنت في الثلاثين من أكتوبر الماضي، الثاني خمس سنوات والذي دفن في الحادي عشر من نوفمبر الماضي، إذ تقدم والدهم ببلاغ إلى مديرية أمن محافظة الدقهلية، أنه يشتبه في وفاتهما جنائيًا؛ لعثوره على علبة دواء بها أربع شرائط فارغة من أحد العقاقير الطبية التي تسبب هبوطًا حادًا في الدورة الدموية. بعد إلقاء القبض على والدة الضحايا، اعترفت بقتلها الطفلين بأحد العقاقير الطبيبة لرغبتها في الطلاق من زوجها، إذ أعطتهما كمية من العقار الطبي، وبدأت بالفتاة التي توفت في الثلاثين من أكتوبر، وبعد وفاتها نفذت نفس العملية مع الولد الذي لقي مصرعه في الحادي عشر من نوفمبر الماضي. من جانبه قال عمرو صلاح، استشاري نفسي، إن الأم الذي تقتل أطفالها هي بالفعل قد وصلت لأعلى مراتب الوسواس القهري، الذي قد يكون مختبئ داخلها، ولا تظهر علاماته جليه عليها، موضحًا أن الوسواس القهري قد يدفع المرضى إلى قتل أنفسهم أو قتل المقربين منهم. أوضح صلاح ل"الفجر" أنه يشك في مرض الأم نفسيًا لأنها اعترفت بالجريمة، ولأنها قامت بها مرتين وليست دفعة واحدة، وهو ما يجعله يشعر أن الأمر لا يرتبط بالمرض النفسي لحد كبير، معلقًا "لو كانت مريضة نفسية كانت هتصاب بحالة هستيرية وصدمة بعد وفاة الطفلة". وأعرب محمد إبراهيم، طبيب نفسي، عن ذعره الشديد للحالة التي وصلت لها الأم، متوقعًا أنها نقمت على العيش مع زوجها، ما دفعها لارتكاب تلك الجريمة النكراء، إلا أنه يتعب من أنها لم تقتل نفسها وقتلت أطفالها فقط، ففي حال مرضها باكتئاب أو وسواس قهري أو أي مرض نفسي فسيدفعها لقتل نفسها أو زوجها وليس الأطفال.
