تطور نظام أكاديمية ناصر العسكرية العليا منذ إنشائها فى 1965م تبعا لتطور اختصاصاتها ودورها المتنامى فى مجال إعداد وتأهيل أجيال من قادة وضباط القوات المسلحة والعاملين المدنيين لشغل الوظائف العليا على المستوى الوطنى أو للوافدين من الدول العربية والإفريقية فى مختلف العلوم العسكرية والاستراتيجية والسياسية والاجتماعية. أم من حيث المساهمة فى كل ما يتعلق بالدراسات العسكرية ومتطلبات الأمن القومى المصرى والإقليمى، والبحث العلمى فى المجالات الأخرى التى ترتبط بتدعيم المقومات الاستراتيجية الوطنية وذلك وفقا لأحكام القانون رقم 128 لسنة 1981م. وأعطى هذا القانون لكلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر دون غيرها الحق بالتدريس والبحث العلمى فى مجال التخطيط لتحقيق الأمن القومى ولإرساء الاستراتيجية القومية بكل جوانبها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية بجانب تأهيل كبار العاملين بالدولة. وقد اعتمد المجلس الأعلى للأكاديمية السياسة العامة للدراسة والبحث العلمى فى الأكاديمية والعمل على توجيهها وتنسيقها بما يتوافق مع حاجات البلاد، وتيسير تحقيق الأهداف القومية والعلمية للدولة بما فى ذلك استراتيجية الدولة التى أعلن عنها السيد الرئيس عند بدء الفترة الثانية وتبنى فكرة إعادة بناء المواطن فى ضوء ما أصاب المواطن المصرى من استهداف للهوية والانعكاسات السلبية على القيم الوطنية. وتقوم كلية الدفاع الوطنى بالأكاديمية بوضع البرامج والدورات العلمية والتوعوية اللازمة لنشر وتنمية الوعى الثقافى والقومى، وترسيخ روح الولاء والانتماء لدى كل المشاركين فى دراسة تلك البرامج تحت شعار الفكر والإيمان والنصر. وتعمل منظومة التدريب والتدريس بالأكاديمية وفق قواعد وضوابط واضحة وشفافة من حيث إجراءات ونظام الالتحاق بالدورات أو دقة المواعيد والانتظام أو من حيث المتابعة وتقييم مستوى الأداء وقياس المردود الإيجابى بشكل دورى، الأمر الذى يلاقى استحسان الكافة كما يعد عنصر جذب أدى إلى تزايد معدلات الإقبال على الالتحاق بهذه الدورات من جميع الجهات. فتم التصديق على بروتوكولات التعاون بين الأكاديمية والعديد من الوزارات والجامعات والهيئات والنقابات لصقل وإعداد الكوادر القيادية والشبابية فى جميع المجالات وبكل المحافظات من خلال برامج متخصصة مثل (الاستراتيجية والأمن القومى، إدارة الأزمات والتفاوض، صناع القرار وغيرها..). وفى ضوء منظومة التطوير والنهضة التى تشهدها البلاد على الأصعدة المختلفة وفى كل المجالات على أيدى رجال مخلصين لله والوطن. فتبنت قيادات الأكاديمية خلال الشهور الماضية نهجا جديدا لتطوير وتكامل المنظومة التعليمية داخل الأكاديمية وتوسيع دائرة الفكر ونقل وتبادل الخبرات بين الدارسين والارتقاء بالمستويين العلمى والعملى لهم على أيدى نخبة من قدامى القادة وأعضاء هيئة التدريس والمستشارين والخبراء الاستراتيجيين وأساتذة الجامعات. كما تضمنت هذه الرؤية أيضا إعادة صياغة أساليب ووسائل تدريس الموضوعات والأحداث العالمية مع التطبيق العملى من خلال حلقات النقاش والبحث، مع وضع آليات جديدة اعتمادا على الأسلوب العلمى المدروس لترابط وتكامل الموضوعات وربطها بالواقع وتحليلها لتحقيق أقصى استفادة لتشكيل وتنمية الوعى القومى لدى المتدربين. فتم ذلك بدعم مدير الأكاديمية وبفضل جهود مدير كلية الدفاع الوطنى الدؤوب وفريق العمل المختص لتواصل الأكاديمية دورها الرائد فى إعداد وتأهيل أجيال متعاقبة من قادة المستقبل فى القطاعين العسكرى والمدنى، إنفاذا لقرارات المجلس الأعلى للأكاديمية وسياسة القيادة العامة للحفاظ على دور أكاديمية ناصر العسكرية العليا باعتبارها منارة للعلوم العسكرية والاستراتيجية وتنمية الوعى القومى فى مصر والشرق الأوسط وإفريقيا. إن أكاديمية ناصر العسكرية وكلية الدفاع الوطنى تحظى بمكانة رائدة إقليميا ودوليا، فهى واحة لتبادل العلم والمعرفة وتنمية الوعى بالأهمية الاستراتيجية لمصر ودورها، وتعمل على تدعيم أواصر الإخوة والصداقة بين الدارسين المصريين والوافدين. وتخلق رابطة بين الدارسين وبعضهم ورابطة أخرى ممزوجة بالحب والود بين المتدربين وبين الأكاديمية ومدير كلية الدفاع الذى يتعامل مع الجميع كقائد وأخ يتميز بالقدرة على التفاعل والاحتواء والتواصل مع كل الدارسين فى جميع البرامج التدريبية والدراسية المختلفة مما كان له الأثر الطيب فى فتح نافذة جديدة من تواصل القوات المسلحة مع الفئات المختلفة من المواطنين لتنمية الوعى القومى لهم. [email protected]
