13 عامًا مرت علي رحيل نجم الكرة المصرية السابق "محمد عبد الوهاب" واحد من أفضل اللاعبين الذين شغلوا مركز الظهير الأيسر في الأهلي ومنتخب مصر، والذي رحل عن عالمنا في 31 أغسطس لعام 2006 حيث سقط مغشيًا عليه علي أرضية ملعب "مختار التتش" بالجزيرة خلال تدريبات فريقه، متأثرًا بأزمة قلبية فارق علي إثرها الحياة قبل أن يُكمل عامه ال23. ويستعرض "الفجر الرياضي" في هذا التقرير محطات من حياة الراحل محمد عبد الوهاب:- -والده يرفض انتقاله للزمالك.. و"المعلم" يكتشف نجوميته: وُلد محمد عبد الوهاب في 1 أكتوبر لعام 1983 بمحافظة الفيوم بدأ مشواره مع كرة القدم وعمره 14 عاما بمركز شباب سنورس، وعن طريق مدربيه ذهب إلى اختبارات البراعم بالزمالك واجتازها بنجاح واستمر في التدريب مع فرق الناشئين 4 أشهر، لكن والده رفض التوقيع على استمارات القيد بالزمالك، فانتقل لمركز شباب الألمونيوم ومنه إلى الفريق الأول. -نتيجة لتألقه في صفوف الألمونيوم اختاره الكابتن حسن شحاتة، المدير الفني لمنتخب الشباب عام 2003، للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية للشباب رقم 13 في بوركينافاسو، وهي البطولة التي توج منتخب مصر بلقبها بعدما تغلب في النهائي على كوت ديفوار 4/ 3 سجل نجمي الأهلى ومنتخب مصر أحمد فتحي وعماد متعب ثلاثة أهداف، وحسني عبد ربه هدف، وكان محمد عبد الوهاب قد سجل هدف فوز مصر على مالي في دور الأربعة. ومن كأس الأمم الأفريقية إلى كأس العالم بالإمارات، واصل عبد الوهاب مشاركته بانتظام مع منتخب مصر، وازداد تألقا بعد أن أعاده شحاتة إلى مركز الجناح الأيسر المركز الذي يجيد فيه كثيرًا، وقدم مستوي رائع بالبطولة. -تجربة إماراتية "لم تكتمل".. وتألق مع الفراعنة: جذب عبد الوهاب خلال مشاركته في كأس العالم للشباب، أنظار نادي الظفرة الإماراتي الذي يلعب في الدرجة الثانية، وضمه من الألمونيوم لمدة أربع سنوات. ورغم توقيعه علي عقود انضمامه لنادي الظفرة الإماراتي، لكن لم يرتدي "عبد الوهاب" قميص الظفرة أبدا، فالنادي الإماراتي أعاره في الموسم الأول إلى إنبي الذي كان بداية بزوغ نجمه في الدوري الممتاز. و ضمه الإيطالي ماركو تارديللي للمنتخب الأول استعدادا لبدء تصفيات كأس العالم، ووضع عبد الوهاب بصمته في مشاركته الأولى الدولية بهدف في شباك السودان في مستهل مباريات التصفيات، ليحجز مكانًا اساسيًا في تشكيل الفراعنة. -بزوغ نجمه في سماء القلعة الحمراء: لم يفت تألق عبد الوهاب الشديد على مسئولي الأهلي، الذين سارعوا باستعارته لمدة موسمين من الظفرة.، لكن عبد الوهاب لم يلق ذات النجاح في بدايته مع الأهلي، فلم يشارك طوال الدور الأول لموسمه الأول مع الفريق سوى في شوط واحد أمام أسمنت أسيوط وتم استبداله. وواصل عبد الوهاب سعيه الحثيث للحصول على مكانة أساسية في الجبهة اليسرى للأهلي في ظل منافسة شرسة من لاعب بحجم الأنجولي جيلبرتو، والمثير أن اللاعب الراحل كان صاحب مكانة أساسية في تشكيلة منتخب مصر رغم عدم مشاركته مع الأهلي. الموسم الثاني لعبد الوهاب مع الأهلي شهد دخول اللاعب في تشكيلة البرتغالي مانويل جوزيه لوقت أكبر، لكن نقطة التحول الأساسية جاءت خلال مباراة الأهلي والنجم الساحلي التونسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا نوفمبر 2005. دخل عبد الوهاب بديلًا لجيلبرتو بعد مرور عشر دقائق فقط من البداية، واستغل اللاعب الراحل الفرصة وقدم أداء مبهرا تخلله كرة عرضية متقنة أحرز منها أسامة حسني هدفا من بين ثلاثية الأهلي يومها، ونال استحسان مدربه البرتغالي. وحصل عبد الوهاب على فرصة أخرى ذهبية لتثبيت أقدامه مع الفريق الأهلاوي بعد إصابة جيلبرتو البالغة بينما كان اللاعب الراحل يشارك مع منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية. وبات عبد الوهاب لاعبا مهما في صفوف الأهلي ومنتخب مصر لاسيما بعد مشاركته الإيجابية في فوز "الفراعنة" بكأس الأمم الأفريقية 2006، ليصبح بعدها أحد أبرز نجوم القلعة الحمراء ومنتخب مصر. وضح النضج على عبد الوهاب رغم أنه لم يكمل عامه ال23 بعد، وقاد الجبهة اليسرى للأهلي بثبات وثقة في النصف الثاني من موسم 2005/ 2006، وكان سببا في انتصارات عديدة للفريق الأحمر محليا وأفريقيا. شارك "عبد الوهاب" في 36 مباراة مع الأهلي سجل 6 أهداف وصنع 4 أهداف. -10 بطولات مع الأهلي والمنتخب: حقق محمد عبد الوهاب خلال مشواره القصير في الملاعب 10 بطولات منها 7 بطولات مع الاهلى (الدوري المصري "مرتين" – السوبر المصري "مرتين" – كأس مصر "مرة" – دوري أبطال أفريقيا "مرة" – السوبر الأفريقي "مرة"، كما حقق ثلاث بطولات مع المنتخبات، كأس أفريقيا للشباب 2003، وكأس العالم العسكرية 2005 وكان هداف البطولة برصيد 3 أهداف، وكأس أمم أفريقيا 2006. -رحيله علي المستطيل الأخضر: توفي محمد عبد الوهاب في صباح 31 أغسطس 2006 على البساط الأخضر، إثر أزمة قلبية حادة مفاجئة وهو يؤدى التدريبات العادية بإستاد مختار التتش عن عمر يُناهز ال 22 عامًا، وتسبب رحيله في صدمة كبيرة للاعبي الأهلي .