إحتفل الليبيون اليوم الأربعاء بأول أيام عيد الفطر لأول مرة منذ 42 عاما، من دون وجود العقيد معمر القذافي المختفي عن الأنظار في مكان مجهول. وعلى أصوات التكبير من مختلف المساجد تجمع الآلاف من الليبيين في "ميدان الشهداء" وسط العاصمة طرابلس لتأدية صلاة العيد، ولتهنئة بعضهم البعض بهذا اليوم الذي تزامن مع انتصار ثورتهم على نظام القذافي.
وفي خطبة صلاة العيد التي بثتها قناة الجزيرة قال الشيخ الذى أم المصلين إن هذا يوم العيد الحقيقى بعد سقوط القذافى الذى وصفه بأنه طاغية وظالم، وتوجه بالدعاء لله بأن ينتقم منه وسط تهليلات وتكبيرات المصلين.
ووصف الثورة بأنها "أعظم ثورة فى العصر الحديث" ودعا الليبيين للوحدة ونبذ الفرقة، كما توجه الإمام بالشكر لدولتي قطر والإمارات والمجتمع الدولي على ما تم تقديمه من مساعدة للثوار.
وقال الخطيب برسالة موجهة للقذافي "لا مكان لك اليوم بيننا فقد قام الشعب على الظلم". وأضاف أن ليبيا بحاجة إلى النهوض بها في جميع المجالات، ولن تستطيع تحقيق ذلك وحدها وأن ذلك يحتاج إلى مساعدة من جانب جميع الدول. وأكد أن ليبيا لا تحتاج إلى وصاية من أحد سواء كانت إسلامية أو أجنبية.
كما دعا الله أن يرحم شهداء الثورة، وطالب المواطنين بالعفو والصفح والمحافظة على المنشآت العامة، والشباب بتسليم أسلحتهم من أجل سلامتهم وسلامة المجتمع كله.
وبدأت علامات الفرح على الحشود، وهي تصطحب أطفالها رغم الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان طرابلس خاصة انقطاع المياه وقلة المواد الغذائية والأدوية.
وحاول المجلس الوطني الانتقالي معالجة الأوضاع بما يمكن سكان طرابلس قضاء حاجياتهم بمناسبة العيد فأمر بفتح جميع المصارف ومنح الجميع 250 دينارا.
وذكرت مصادر الانتقالي للعاصمة طرابلس برئاسة عبد الرزاق أبو حجر أن المجلس يعمل جاهدا على تأمين الحاجيات الأساسية للسكان، وأنه تم تأمين الوقود وفتح جميع محطات التزود بها، وأن النقص بالوقود سينتهى في غضون أيام قليلة.
وسارع التجار إلى فتح محلاتهم التجارية، واكتظت السوق بالحركة، وعادت إلى الشوارع حيويتها في ظل ظروف أمنية صعبة مع وجود مكثف للثوار الذين يجوبون الأحياء لتأمين مداخل ومخارج العاصمة من فلول كتائب القذافي.
وقال النعمي مصباح (موظف) "نعم لأول مرة نشعر بالحرية رغم ظروفنا، نحن مستعدون للتحمل فقد تحملنا نظاما قاسيا أكثر من أربعين عاما".
ويحاول قادة المجلس الذين باشروا أعمالهم من العاصمة أن يوضحوا قدرتهم على السيطرة على كافة الأمور من خلال أحاديثهم الصحفية بين الحين والآخر، إلا أن هاجس الليبيين من عدم اعتقال القذافي وأبنائه يظل شغلهم الشاغل من خلال استفساراتهم واتصالاتهم عن مكان اختبائه.