تعد شبه جزيرة سيناء من الناحية الثقافية واحدة من المناطق التي تتميز بالخصوصية، حيث أن طبيعة المجتمع البدوى تنتج تنويعات ثقافية تختلف عن الثقافة السائدة في الدلتا والوادي، لذا تولي وزارة الثقافة اهتماماً بسيناء من الناحية الثقافية. يأتي ذلك في إطار الخطة العاجلة في المرحلة الراهنة والمتكاملة للدولة لإعادة تنمية سيناء في كافة المجالات وخاصة التنمية الثقافية، لذا قام د. عماد أبو غازي وزير الثقافة بتقديم ورقة عمل لمجلس الوزراء تتضمن محورين الأول هو تحقيق ديمقراطية الثقافة عن طريق التركيز على المناطق المحرومة ثقافياً والخروج من سياسة المركزية إلى اللامركزية في الأنشطة الثقافية وتوزيعها بشكل عادل في كل مناطق سيناء، موضحاً أن سيناء ظلت محرومة من الخدمات والأنشطة الثقافية لفترة طويلة، بالإضافة لوضع التعبيرات الثقافية في سيناء في مركز اهتمام وزارة الثقافة في المرحلة القادمة وإبراز الخصائص الثقافية للتراث السيناوي من ناحية وإلقاء الضوء على الإبداعات المعاصرة لأبناء سيناء من ناحية أخرى، والثاني الاهتمام بالحرف التقليدية والبيئية السيناوية وتنميتها حفاظاً على التراث، وكمصدر للدخل القومي. كما تتبنى الوزارة مشروعاً لإنشاء مجلس قومي للحرف التقليدية يعمل على رعايتها وتطويرها، وشبه جزيرة سيناء من المناطق الغنية بالحرف التراثية التقليدية، وهناك بعض الجمعيات الأهلية التي تعمل في هذا المجال وتتعاون مع وزارة الثقافة لتوثيق التراث السيناوي. وأشار الوزير إلى أن وزارة الثقافة لديها 25 موقع ثقافي في محافظات سيناء ومدن القناة، منها 24 موقع تابع لهيئة قصور الثقافة ، تتمثل في قصور وبيوت ومكتبات وموقع آخر للسيرك القومي تابع لقطاع الفنون الشعبية. وصرح د. أبو غازي بأن عدم مطابقة هذه المواقع الثقافية لشروط السلامة والدفاع المدنى يشكل عائقاً أمام قيامها بعملها، وسيتم إعادة تطوير هذه المواقع لأداء دورها في خدمة
المترددين عليها بالشكل الذي يليق بمكانة سيناء، بالإضافة لقيام الوزارة بوضع خطة لتطوير العمل من خلال التعاون مع وزارة السياحة، وتوطيد التعاون مع الجمعيات الأهلية، وتنظيم قوافل ثقافية، ومعارض للكتاب وتحويل أحد مقار الحزب الوطني المنحل بسيناء إلى متحف قومي لتاريخ سيناء وفنونها، وإمداد المكتبة العامة بمحافظة الإسماعيلية بمدينة القنطرة بأحدث الإصدارات، والمشاركة في تنظيم الأنشطة الثقافية بها، بالإضافة إلى طلب تخصيص مواقع بمحافظتي شمال سيناء وجنوب سيناء لإنشاء منافذ لبيع الكتب والمنتجات الثقافية يتولاها صندوق التنمية الثقافية، فضلا عن تحويل بيت مشيد على طراز حسن فتحى بالقنطرة شرق الي متحف تراثي.
