ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية فى معرض تعليقها اليوم الثلاثاء على تطورات الاوضاع الليبية أن أوجه التشابه بين الزعيم الليبى معمر القذافى والرئيس العراقى السابق صدام حسين أثارت قلقا واسعا بين الزعماء الغربيين. وأعادت الصحيفة - فى تقرير ارودته على موقعها الالكترونى - الى الاذهان انه ومنذ ما يقرب من 20 عاما مضت ، عشية حرب الخليج ، احتج الزعيم الليبى القذافى على احد الصحفيين الاجانب عندما قارن بينه وصدام حسين ، رافضا تلميحات بأن الغزو الذى قاده حسين على الكويت جعله يحل محل القذافى فى ان يصبح ابرز اعداء الغرب فى العالم العربى. ولفتت الصحيفة الى انه وفى الوقت الذى دخل فيه الثوار الليبيون طرابلس على مدار اليومين الماضيين ، فان الظروف المحيطة بالقذافى لفتت الانظار مرة اخرى الى مقارنات بينه وبين صدام فمثل الرئيس العراقى فى عام 2003 ، تعهد القذافى بهزيمة الاعداء على ابواب عاصمته طرابلس ، الا انه بعد ذلك وجد دفاعاته الخارجية التى تتضمن الوحدة شبه العسكرية بقيادة نجله خميس والتى يخشاها الليبيون على نطاق واسع والفرقة 32 ، تتقهقر تحت هجمات الثوار وعمليات قصف الناتو الجوية. وأشارت الصحيفة الى أن أحد أوجه التشابه أيضا هو ما حدث فى عام 2003 حيث فر نجلا صدام حسين وأحدهما خليفته المحتمل من العاصمة العراقية بغداد دون اطلاق رصاصة واحدة ، وكما هو عليه الحال يوم الاحد الماضى فقد استسلم نجلان للقذافى احدهما سيف الاسلام خليفته المحتمل ايضا للثوار بسرعة / حسب قول الصحيفة / .وفى جانب آخر ،على حد تعبير الصحيفة ، بدا ان الزعيم الليبى ايضا يضاهى تصرفات الرئيس العراقى السابق ، ففى حين عصفت الاضطرابات بعاصمته اختفى عن الانظار .. وهو ما يماثل ما حدث فى العراق عندما دخلت الدبابات الامريكية قلب بغداد تعهد الرئيس العراقى صدام بالوقوف الى جانب شعبه ، الا انه اختفى بعد ذلك عن الانظار لثمانية اشهر حتى ظهر مرة اخرى فى حراسة القوات الامريكية حول حفرته العنكبوتية . ومضت الصحيفة الى القول أن الزعيم الليبى وصف فى خطابه الاخير الثوار الليبيين بالجرذان قبل اختفائه ايضا عن الانظار. وذهبت الصحيفة الى ان القتال الكثيف حول المجمع الرئاسى للزعيم الليبى بباب العزيزية فى قلب العاصمة طرابلس يشير الى تشابه آخر مع ما حدث مع صدام ..لافتة الى ان قادة الثوار الليبيون خلصوا الى نتائج على ارض الواقع فحواها ان الزعيم الليبى وبعد اشهر من عمليات القصف من جانب قوات الناتو التى طمست تقريبا كل شيء على وجه الارض فى المجمع الرئاسى تراجع الى مجمع كبير تحت الارض تحت الانقاض ،وهو حسبما اعتبرته الصحيفة اخر خندق للاجئين المشابه للخنادق التى اختبأ فيها صدام حسين لعدة ايام تحت قلعته.