تفاجأ الجميع مؤخراً من تصريحات الكندي جاك فيلنوف الذي اعتبر أنّ الفنلندي كيمي رايكونن الذي خسر لقبي 2003 و 2005 بسبب سوء إعتمادية المكلارن محظوظ لنيله اللقب في العام 2007 مع فريق الفيراري. البعض قد يتفق مع جاك فيلنوف الذي كان أبطىء سائق في أول ثلاث سباقات من موسم 2005 على إطارات الميشلان، فيلنوف الذي اصطدم بحائط الإطارات في موناكو بينما كان يحاول تجاوز زميله فيليبي ماسا في الساوبر. لا شك في أن كلام فيلنوف الذي حطّم سيارة ال«بي.أم.دبليو ساوبر» في آخر سباق له في الفورمولا1 خلال جائزة ألمانيا الكبرى 2006 قبل أن يستبدل بالبولندي روبرت كوبتسا في المجر جاء لإرضاء الصحافة البرازيلية مشيراً الى أحقية فيليبي ماسا بنيل اللقب مع فيراري. ليست هذه هي المرة الأولى التي يختلف بها الفنلندي والكندي، فقد كان يسعى فيلنوف الى الإنتقال لفريق المكلارن بعد رحيل ميكا هاكينن، فيلنوف كان أول من عارض إعطاء رخصة «سوبر لايسينس» لكيمي عند دخوله الفورمولا1 مع الساوبر، في حين أبدى استياءه من توقيع المكلارن مع رايكونن نهاية العام 2001 ''ليس هناك منطق في سياسة المكلارن، كيف يرفض فريق التوقيع مع سائق ذو خبرة طويلة مطالباً براتب مرتفع ولكنه مستعد للتوقيع مع سائق جديد (كيمي رايكونن) بنفس المبلغ‘‘. الجدير بالذكر أنّ المكلارن دفعت 20 مليون دولار للساوبر للتخلي عن كيمي، المبلغ نفسه الذي طلبه جاك فيلنوف للانضمام للفريق. من هو كيمي رايكونن الذي أحرز لقب الفورمولا1 في 2007؟ وماذا يقولون عنه؟ الجميع تكلم في السابق عن ضعف إمكانات رايكونن في تطوير سيارة الفورمولا1، وعدم مقدرته على استخلاص كامل طاقتها مع الطاقم الفني في الفريق. بكل صراحة، لا أدري من أين أتت هذه الأقاويل، لهذا أحببت في هذا الموضوع أن أتطرق الى تصريحات مدراء فرق الفورمولا1 والمهندسين الذين عملوا مع رايكونن خلال مسيرته. سأل بيتر ساوبر كيمي رايكونن عندما إجتمع معه للمرة الأولى في العام 2001 كيف يشعر مع السيارة، كان ردّ رايكونن واضح ''ليست جيدة‘‘ أعلم كيمي المهندسين ماذا ينبغي عمله على السيارة وبعد العديد من الغييرات تمكن من تسجيل زمن أسرع بثانية واحدة عن سائق الإختبارات دينيز وأبطىء ب 0.7 ثانية فقط عن الأسطورة الألمانية مايكل شوماخر. بعد السباق الرابع من موسم 2001، أعطي رايكونن الضوء الأخضر من إدارة الفريق للقيام بإعداده الخاص للسباقات ومن ذلك الوقت تحسنت نتائجه تدريجياً. ماذا يقول بيتر ساوبر عن رايكونن (2001) ''عندما حصل كيمي على فرصة تطوير السيارة بالطريقة التي يريدها، تغيرت تأديها عما كانت عليه سابقاً. لقد تمكن من تطوير السيارة بالشكل المطلوب. لم أتعامل مع سائق هادىء مثل كيمي في السابق ولكن عندما أسأله يجيب بالشكل المطلوب بدون ترك مجالاً لأية أسئلة أخرى‘‘. مهندسه في الساوبر جاكي أيكيليرت يقول ''كيمي رايكونن سائق موهوب، يتعلم بسرعة فائقة ويتحسن مستواه بعد كل سباق‘‘. أما كريس داير الذي كان مهندس كيمي قبل 2009 فيقول ''كيمي صادق وسريع، يعطينا ملاحظات لجعل السيارة أسرع. إنه يتحدث أقل من شوماخر على الراديو ولكن نحصل على جميع المعلومات التي نريدها‘‘. رئيس المصممين في فيراري نيك تومبازيس (2008) ''العمل مع رايكونن سهل. كيمي يتحدث قليلاً ولكن كل كلمة يقولها مهمة. الفريق بأكمله يقدر مساهمته عندما يتعلق الأمر بالاختبارات‘‘. مقابلة دومينيكالي مع صحيفة أتوسبرنت الإيطالية (حول موسم 2008) ''لقد تحدثنا (مع كيمي) دائماً وتجادلنا حول الأمور التقنية. كان رايكونن مستاء من نظام التعليق الأمامي، لم يعمل بالطريقة التي يريدها. ولكن أعدنا النظام المفضل لكيمي في سباق مونزا‘‘. مقابلة أدريا ستيلا مع صحيفة تورون سانومات الفنلندية (2009) ''كان بإستطاعة رايكونن القيام بأشياء كثيرة مع مقود السيارة بدون مساعدتنا. من هذه الناحية، كيمي أفضل من شوماخر، عندما كنت مهندس بيانات مايكل شوماخر كنت أقول له الطريقة الأفضل لعبور المنعطفات وفقاً لبيانات الكومبيوتر. ولكن رايكونن لم يحتاج الى هذه النصائح، كان يجد الحلول بمفرده‘‘. صحيفة لا ستامبا الإيطالية (2009) ''لا يعلم فريق الفيراري من أين يأتي رايكونن بسرعته. فبعد أن قام الفريق بإيقاف تطويره لسيارة F60 والتركيز على سيارة الموسم المقبل، سجل رايكونن أعلى نسبة من النقاط : 35 نقطة في ستة سباقات، أي أكثر من نصف عدد النقاط المسجلة من قبل جنسن باتون. لم يتمكن أحد في الفيراري من تفسير هذا الأمر‘‘. هذه هي حقيقة كيمي رايكونن الذي يعد أنجح فنلندي في سباقات الفورمولا1 من حيث عدد النقاط، المنصات المسجلة ولفات سريعة، وثالث سائق في تاريخ الفورمولا1 الذي يفوز في موسمه الأول ببطولة العالم مع فيراري.