أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عن الأسير زكريا داود عيسى (43 عاما) من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، الذي يعاني من أوضاع صحية صعبة. واستقبلت جماهير الخضر وبيت لحم، الأسير الرياضي داوود بأجواء من البهجة والفرحة، عند حاجز النشاش على المدخل الجنوبي للبلدة، لتحتفل جماهير المواطنين بوصوله عند منزل شقيقه الأكبر يحيى.
وكانت سلطات الاحتلال نقلت الأسير داوود من مستشفى سوروكا في بئر السبع عبر سيارة إسعاف إسرائيلية وتم تسليمه لسيارة إسعاف الهلال الأحمر على الحاجز الإسرائيلي القريب من بلدة الظاهرية، وكان في مقدمة مستقبليه وزير الأسرى وشؤون المحررين عيسى قراقع، وعدد من النواب وقادة فصائل العمل الوطني، ورئيس بلدية الخضر رمزي صلاح، ورئيس نادي الخضر خليل العموري، وعضو اتحاد كرة القدم محمود خليفة، إضافة للعشرات من ذويه وأصدقائه.
نقل الاسير إلى مستشفى بيت جالا
ونقل الأسير المحرر فور وصوله بيت لحم إلى مستشفى بيت جالا الحكومي، لتلقي العلاج، وتم إجراء بعض الفحوصات قبل أن يحول إلى القسم الخاص بالأورام.
وقال مدير مستشفى بيت جالا الحكومي الدكتور علي الرمحي، إنه تم إجراء فحوصات أولوية لتقييم وضعه الصحي وسيقيم في المستشفى لاستكمال العلاج، فيما قال مسؤول قسم الأورام في مستشفى بيت جالا الدكتور عبد الرزاق سلهب إنه بناء على التقرير الطبي يوجد لدى الأسير سرطان في المعدة وهشاشة في العظام.
يشار إلى أن الأسير زكريا داوود محكوم عليه بالسجن لمدة (16 عاما)، وأمضى منها تسع سنوات، أغمي عليه في الأول من الشهر الجاري في سجن النقب، وحول إلى مستشفى سوروكا حيث شخصت حالته بالصعبة.
قراقع يحمل مصلحة السجون المسؤولية عن حياة الاسرى
وحمل قراقع إدارة السجون وحكومة الاحتلال المسؤولية عن هذه الأمراض الخطيرة والخبيثة التي بدأت تنتشر في صفوف المعتقلين.
وأشار قراقع إلى أن الأسير داوود كان يراجع عيادة السجن منذ فترة طويلة، ولم يبلغوه عن تشخيص المرض المصاب به إلا بعد أن فقد الوعي ووصل المرض إلى حالة مستفحلة، بسبب سياسة الإهمال الطبي نتيجة عدم وجود أطباء مختصين في إدارة السجون.
وقال إن واقع السجن في الفترة الأخيرة بدأ يزداد سوءا، وحالات السرطان ترتفع بشكل كبير، لافتا إلى وجود 25 حالة من الأمراض الخطيرة في السجون.
وأوضح قراقع أن ملف الأسير داوود يفتح الباب واسعا حول الإهمال الطبي، وإصابة الأسرى بأمراض خطيرة وعن ما يجري بحق الأسرى، وهذا يفتح ملف احتجاز الأسرى في ظروف غير لائقة إنسانيا واستخدام وسائل قمع سامة مثل الغازات التي تسبب الأمراض في أجسامهم.
وشدد على وجود جريمة حرب تجري في ساحة السجون، وعلى المجتمع الدولي أن يقوم بمسؤولياته وبدوره ويوفر حماية للأسرى العزل الذين بدأنا نشعر بحالة القلق الكبيرة عليهم، لافتا إلى أن 20 أسيرا استشهدوا داخل سجون الاحتلال منذ عام 2000 بسبب أمراض صحية صعبة.
الاسير المحرر يعرب عن سعادته
من جانبه، أعرب الأسير المحرر داوود عن فرحته العارمة وهو بين أسرته وأهله وأحبته، لكن الفرحة منقوصة بعد ترك آلاف المعتقلين في سجون الاحتلال، بحسب قوله.
وحول مرضه قال: 'لم أكن يوما وأنا في سجون الاحتلال أشعر بوجود مرض لدي، وفجأة شعرت بذلك لكن أحمد الله على كل شيء'.
وأضاف أن رسالة الأسرى هي رسالة التضامن والوحدة، وضرورة تعزيز الصف الواحد في مواجهة كل المخططات الاحتلالية، وهي السبيل الوحيد لتحقيق أهدافنا المنشودة.
يشار إلى أن داود اعتقل في شهر شباط من عام 2003، وكان مهاجما من الطراز الأول تشهد له ملاعب الكرة الفلسطينية ولقب بالحصان الأسود، ولعب في صفوف الخضر وذاع صيته ومثل أكثر من فريق، كما حظي بأن يكون من بين أعضاء المنتخب الفلسطيني الأول الذي واجه منتخب قدامى لاعبي فرنسا بقيادة ميشيل بلاتيني في أريحا والفوز بهدف وحيد في عام 1993.