ألقى الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، كلمة حول أحداث مباراة مونانا والأهلي في ذهاب الدور ال32 من دوري الأبطال الإفريقي لكرة القدم. وقال الكابتن الخطيب في كلمته اليوم: بسم الله الرحمن الرحيم اليوم.. عقدنا اجتماعًا طارئًا لمجلس إدارة النادي الأهلي، بناءً على دعوتي، لمناقشة الأحداث التي شهدتها مباراة الأهلي الأسبوع الماضي في ستاد القاهرة، ونظرًا لأهمية الموضوع الذي تمت مناقشته؛ قررتُ أن أعرض بنفسي قرارات مجلس الإدارة لأعضاء النادي وجماهيره؛ لأول مرة.. وقبل أن أعرض عليکم القرارات؛ أريد الحديث عن عدة نقاط مهمة: أول نقطة.. هي أن مرجعيتُنا دائمًا في أي أزمة أو قرار هي مبادئ النادي الأهلي.. المبادئ التي حافظنا عليها من عام 1907 حتى اليوم على مدى أکثر من 110 سنوات. جيل يعلمها لجيل.. نحن تعلمناها ممن سبقونا. وواجب علينا أن ننقلها للأجيال القادمة. مبادئ النادي الأهلي هي التي تحافظ على کيان عظيم.. قبل البطولات والانتصارات! وأول مبدأ لدينا.. هو «الأهلي فوق الجميع»، بمعنى أن کل فرد ينتمي – بجدٍ – لکيان النادي الأهلي يضع مصلحة النادي الأهلي فوق مصلحته أو رغبته الفردية.. ومن هنا أريد أن أطرح سؤالا.. «ما حدث في مباراة مونانا، لمصلحة من!؟»، هل هذه مصلحة الأهلي..!؟ هل هذه في مصلحة أعضائه وجماهيره..!؟ قلة مندسة وسط جمهورنا الحقيقة.. إن هناك قلة قليلة اندست وسط جماهيرنا العظيمة؛ لتضر بمصلحة النادي، وأعضائه، وجماهيره؛ وتعود بنا سنوات إلى الوراء. مباراة الأسبوع الماضي کان يمكن أن تکون حدثًا عظيمًا، فلأول مرة – من حوالي خمس سنوات – النادي الأهلي يلعب في وجود جماهير داخل ستاد القاهرة.. من سنوات ونحن نلعب بعيدًا عنه، ودون جمهورنا العظيم. سنين.. وفريقنا يسافر مئات الکيلومترات كي يلعب مباراة.. لهذا.. إدارة النادي بذلت مجهودًا کبيرًا كي نعيد الجمهور إلى مدرجات ستاد القاهرة: الملعب الذي شهد أعظم انتصارات الأهلي.. لقد عقدنا اجتماعات كثيرة جدًا مع عدد کبير من أجهزة الدولة المختلفة كي نحصل على موافقات للعب في ستاد القاهرة، حتى ولو بخمسة آلاف متفرج.. وعندما تنجح التجربة هذه المرة نرفع العدد تدريجيًا إلى أن تعود الحياة طبيعية في المدرجات لتمتلئ بالجماهير. ثم نعود مرة أخرى للعب بمائة ألف متفرج.. ويعود الجمهور ليكون اللاعب رقم واحد في انتصارات الأهلي. هذا الجمهور الذي لا مثيل له في العالم. ليعود قويًا وكل فرق أفريقيا تَعمَلُ له ألف حسابٍ. الجمهور.. الذي نبني ونخطط له ستادًا عالميًا، سيكون من أفضل عشرة ستادات في العالم – إذا لم يكن أفضلهم – وهذا ما يستحقه جمهور الأهلي! جمهور الأهلي يعرفني من 50 سنة أنا أعرف جمهور الأهلي جيدًا.. وهو يعرفني جيدًا.. «احنا عشرة.. عمرها تقريبًا خمسين سنة».. لهذا أقول: إن ما رأيته الأسبوع الماضي لا يمكن أن يصدر عن جمهور النادي الأهلي، وحتى أكون دقيقًا.. أقول إن الشوط الأول من مباراة مونانا كان ممتازًا، والتشجيع مثاليًا ومحترمًا، وكنت سعيدًا بذلك؛ في ظل وجود الأسرة الأهلاوية بشبابها الجميل المحب لفريقه.. إلا أن ما حدث في الشوط الثاني، وأحداث ما بعد المباراة لا يمكن أبدًا أن تكون صادرة من جمهور الأهلي. جمهور الأهلي لا يسب و لا يحطم جمهور الأهلي لا يسب و لا يشتم أحدًا.. ولا يخرج عن السلوك الرياضي؛ هذه هي مبادئ النادي الأهلي. جمهور الأهلي يحضر إلى المدرجات كي يدعم فريقه ويشجعه.. المدرجات ليست مكانًا لأي هتاف خارج الرياضة.. هذه هي مبادئ الأهلي. جمهور الأهلي ليس فيه أشخاص يدخلون المباريات وهم ملثمين، ويعتدون على غيرهم. جمهور الأهلي لا يحطم المقاعد، ولا يهشّم الكاميرات في ملعبنا.. جمهور الأهلي لا يكبّد ناديه مئات الألوف؛ تعويضاتٍ، وغراماتٍ، التي من المفترض أن نستغلها لتطوير النادي ودعم فِرقِه الرياضية. جمهورنا ومشروع القرن جمهور الأهلي يحلُم باستاد النادي الأهلي؛ ولكي نبني هذا المشروع العملاق استعنّا بالمستثمرين لضخ أموال بالمليارات؛ كنوع من الشراكة مع النادي الأهلي. وهنا أتساءل: أي مستثمر هذا الذي سيضخ أموالًا في مكان به تحطيم وتكسير وشتائم وخروج عن الروح الرياضية..!؟ وأي مستثمر هذا سيضع أمواله في ستاد تُلعب فيه مباريات بلا جمهور..!؟ من الذي يحاول قتل الحلم الذي هو بالنسبة لكل الأهلاوية مشروع القرن..!؟ لهذا، أنا فعلا حزين..! حزينٌ أن هناك بعض الأفراد قد اندسوا وسط جمهورنا العظيم وأساءوا إليه.. بعض الأفراد فعلوا فعلتهم، وتركوا غيرهم يدفع الثمن.. بعض الأفراد يحاولون توجيه حماس شبابنا الجميل لأهدافهم هم؛ بعيدًا عن مصلحة النادي الأهلي، ويعرضون مستقبلهم للخطر، وهذا أمر أنا شخصيًا – كأبٍ وليس رئيس نادِ بحجم الأهلي – لن أسمح به. جمهور الأهلي يمثل شعب مصر هناك بعض الذين يظنون أن بإمكانهم إعادتنا إلى المربع صفر، ويظنون أن بمقدورهم محو مبادئ الأهلي وتاريخه، ليس هذا فقط ولكن المساس بمستقبله أيضًا، هؤلاء يقفون حائلا بين الأهلي وبين عودة جماهيره إلى الملاعب. إن جمهور الأهلي يمثل شعب مصر، بكل عناصره، ومن أجل هذا اسمه «النادي الأهلي»، لأنه نادي أهل مصر، أباءً وأمهاتٍ، وعائلاتٍ، وشبابًا، وأبناءً.. لكن من الواضح أن عدة أفراد تظن أنه من الممكن التفريق بين الأهلي وجماهيره. من أخطأ لابد أن يحاسب أنا لن أسمح بهذا..! ومجلس الإدارة لن يسمح به..! وأعضاء النادي وملايين الأهلاوية أيضًا لن يسمحوا بهذا..! لأن مبادئ النادي الأهلي تقول إن الذي يخطأ لابد أن يُحاسب، أيًا کان.. وفي نفس الوقت.. مجلس الإدارة شکّل لجنة قانونية للدفاع عن الأبرياء، الذين لم يتورطوا في الأحداث حفاظًا عليهم. الأهلي سائر في طريقه.. ولا يوجد أحد – بإذن الله – يستطيع أن يوقف المسيرة... وكما نحافظ على تاريخنا ومبادئنا؛ فسوف نُکمل التطوير؛ لأن شعارنا هو «تاريخ. مبادئ. تطوير»؛ وأن ما حدث لن يخرجنا عن طريق التطوير؛ وکل إدارة الأهلي تعمل ليلًا نهارًا، على مدى 3 شهور، من أجل تنفيذ برنامج عائلة الأهلي.. والأسبوع القادم – إن شاء الله – سنعقد لقاءً خاصًا؛ لنقدم أخبارًا تُسعد کل أفراد عائلة الأهلي. قراراتنا مؤسسية وليست فردية بصراحة..! کنت أريد أن أتحدث معكم منذ انتهاء مباراة الأهلي مع مونانا الجابوني، لکني اكتفيت ببيان يوضّح موقفنا المبدئي، وقررت تأجيل کلمتي معکم؛ لأننا تعلمنا من مبادئ الأهلي أن قرارات الأهلي هي قرارات مؤسسية: قرارات مجلس إدارة وليست قرارات فردية.. ولابد أن تكون مدروسة ومبنية على حقائق.. ومعلومات وليس قرارات انفعالية.. وخلال الأيام الماضية، أجرينا تحقيقات داخلية في النادي الأهلي؛ لنعرف من أين جاء الخطأ؛ ونحدد ما يجب أن نفعله كي لا يتكرر ما حدث مرة أخرى. ونظرًا لأهمية الموضوع الذي ناقشناه اليوم في مجلس الإدارة.. أعلن قرارات مجلس الإدارة بنفسي، لأول مرة: 1- تكليف الشئون القانونية بالنادي بمتابعة التحقيقيات الجارية مع الشباب، وتوفير المساندة والدعم القانوني للأبرياء وغير المتورطين في أحداث الشغب والهتافات المسيئة. 2- تشكيل لجنة لتحديث تذاكر و دعوات المباريات و كيفية حصول المشجع عليها بطريقة آمنة. 3- تفعيل التعاقد مع الشركة الأمنية المتخصصة لتحديد المسئوليات لتكون مسئوليتها واضحة في تأمين المباريات. 4- بعد انتهاء التحقيقات، منع المتورطين في أعمال الشغب من دخول المباريات أو ممارسة أي أنشطة داخل الأهلي لمدة 3 سنوات