-إزدحام و توقف لحركة المرور بمحيط ملعب رادس لم يحد "كلاسيكو" تونس عما عهدناه عليه، و كان وفيا لكل تفصيلة من قبل إنطلاق المباراة إلى غاية ما بعد نهايتها. مباراة حل فيها النجم الرياضي الساحلي ضيفا على الترجي الرياضي التونسي، في تنقل كان هاما لأبناء "جوهرة الساحل" الذي حاولوا تقليص فارق النقاط مع أبناء "باب سويقة" الذين حرصوا على الهروب على بقية منافسيهم في ترتيب البطولة. البداية كانت مع جماهير الترجي، التي تسببت في توقف حركة المرور بمحيط ملعب رادس. و اضطرت أعداد كبيرة منهم، إلى ترك السيارات بالطريق و المشي سيرا على الأقدام ربحا للوقت. الأمن التونسي كان متأهبا، فقد انتشر رجال الأمن بكل مكان لتسهيل حركة المرور و لتفتيش الجمهور تأمين المباراة. و بدأت الجماهير بالدخول إلى الملعب، في حين خرج إحتياطيوا الترجي و على رأسهم المهاجم طه ياسين الخنيسي، من حجرات الملابس صحبة المدرب الجديد خالد بن يحي و مساعده معين الشعباني. -3 أهداف بالشوط الأول.. إثنان منها لصالح الفريق الضيف و انطلقت المباراة لتنطلق معاها الأجواء الجماهيرية بالأهازيج و الهتافات التي حفزت صاحب الأرض و الجمهور، ليبادر بالتسجيل في الدقيقة 16 من عمر المباراة و ذلك عن طريق الجزائري العائد يوسف البلايلي. هدف جعل الهتافات تتعالى، قبل أن يخمدها مدافعهم منتصر الطالبي الذي سجل ضد حارس مرمى فريقه معز بن شريفية. هدف التعادل الذي جاء في الدقيقة 37، دعمه النجم بهدف ثان جاء بأقدام خليل بانجورا بالدقيقة 44، ليخرج بذلك زملاء عمار الجمل إلى حجرات الملابس متقدمين بهدفين مقابل هدف يتيم لزملاء خليل شمام. -توتر في المدارج يتسبب في إيقاف اللعب و رغم تقدم النجم فإن جماهير الترجي لم تهدأ و ظلت تساند ناديها، الذي تمكن من الظفر بضربة جزاء تسببت في حدوث مناوشات كبيرة بين لاعبي الفريقين، ليتم عندها طرد عمار الجمل من قبل حكم المباراة. و استأنف اللعب بتنفيذ الخنيسي لضربة الجزاء المثيرة للجدل، معلنا عن تعديل النتيجة لتصبح هدفين لكلا الفريقين. تعديل النتيجة لم يصد جماهير الترجي عن الدخول في مناوشات و كر و فر بينهم و بين رجال الأمن، الذي أصيب منهم ما يقارب 40 عونا نتيجة رميهم بالحجارة و الكراسي و أحواض و قنوات دورات المياه، و قطع حديدية تم تهشيمها و اقتلاعها من الملعب. هذه الأحداث الدامية كانت مرفوقة برمي أعداد كبيرة من الشماريخ، ليتصاعد دخان كثيف بسماء رادس. التوتر الذي عرفته مدارج الترجي، أوجبت على الحكم كريم الخميري إيقاف المباراة لبضع دقائق حتى تعود الأمور إلى نصابها. توقف المباراة كان في مصلحة الترجي الذي استرد أنفاسه، و تمكن مهاجمه هيثم الجويني من إقتناص خامس أهداف هذا اللقاء. -تصريحات من جانب الترجي إثر إقتناص الفوز من النجم هيثم الجويني الذي أحرز هدفا ربما يكون هو الهدف الأغلى للترجي بهذا الموسم، صرح بأنه نسي الإنذار الذي في رصيده و أخذته فرحة الفوز لينزع قميصه و ترفع بوجهه ورقة حمراء ستحرمه من لعب الدربي يوم الأحد القادم. هدف الجويني كان شفيعا له رغم الطرد، حيث عبر معين الشعباني مساعد مدرب الترجي عن تفهمه لسهو الجويني، قائلا بأن اللاعب إنسان و الخطأ وارد. أما العائد للترجي سامح الدربالي، فقد فقد أكد بأنه و زملائه لم يسرقوا هذا الإنتصار. في حين عبر محمد علي منصر، عن رضاه بمردوده و بالعمل الذي يقوم به رغم إنتقادات المشككين له. -أحداث "الكلاسيكو" تخلف مخاوفا حول مصير دربي العاصمة مباراة كانت نارية منذ أول "شمروخ" ألقت به الجماهير، وصولا إلى بعض التصريحات النارية و الإتهامات. و مر هذا "الكلاسيكو"، ليخلف وراءه قلقا و خوفا حول مصير دربي العاصمة، و مدى القدرة على تأمينه من أية أمور جانبية.