أكدت وثيقة رسمية مسربة عن البنتاغون أن الولاياتالمتحدة لا تعمل على تحديث ترسانتها النووية فحسب، بل تتطلع إلى تنويعها. وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" أمس السبت عن مسودة "استعراض الترسانة النووية الأمريكية"، أن "البنتاغون ينتج أنواعا جديدة من الأسلحة النووية، لمجاراة روسيا والصين وغيرهما من خصوم واشنطن في هذا المجال". وأوضحت الصحيفة أن بين الأنواع الجديدة من الأسلحة النووية الأمريكية، ما يسمى ب"القنابل النووية محدودة الشدة"، التي يمكن تركيبها على صواريخ "ترايدنت" وإطلاقها من الغواصات، مشيرة إلى أن هذه القنابل قادرة على إلحاق ضرر أكبر مما أحدثته ضربة هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين أواخر الحرب العالمية الثانية. كما دعا البنتاغون، حسب الوثيقة إلى تصميم صاروخ بالستي مجنح جديد يمكن إطلاقه من الغواصات ويسمى SLCM، سبق أن رفضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مشروعه سنة 2010. وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن تصنيع هذه الأسلحة سيزيد من النفقات الضخمة أصلا التي يتضمنها مشروع "قانون تحديث الترسانة النووية" المقبل بكلفة قدرها 1.2 مليار دولار خلال السنوات ال30 المقبلة. وذكرت الصحيفة الأمريكية أن المسودة المشار إليها، "تعتبر روسيا تمثل أكبر تحد يدفع واشنطن إلى تطوير ترسانتها النووية، ولاسيما على وقع تفاقم الأجواء الاستراتيجية في ظل التوتر في العلاقات مع موسكو. واتهمت الولاياتالمتحدةروسيا ب"انتهاك معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا لعام 1987، محملة إياها المسؤولية عن إنتاج صاروخ مجنح جديد حامل للرؤوس النووية". وتعتبر المسودة، أن الأولوية الاستراتيجية الأهم بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة، "تكمن في تصحيح موقف روسيا الخاطئ، ولاسيما في ظل ما تتمتع به من قدرات تتيح لها توجيه ضربة نووية محدودة النطاق تكفل لها مكاسب كبيرة بالقنابل النووية محدودة الشدة التي في حوزتها". تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلف وزير دفاعه جيمس ماتيس بتفقد الترسانة النووية للبلاد، دون الكشف عن تفاصيل المهام الموكلة لوزير الدفاع الأمريكي على هذا الصعيد. ومن المتوقع أن تنشر وزارة الدفاع الأمريكية المسوّدة التي استقت "واشنطن بوست" منها تقريرها بعد كلمة سيلقيها ترامب في الكونغرس في ال30 من الشهر الجاري.