أبرزت صحيفة "تليجراف" البريطانية اليوم أجواء عودة الحرب الأهلية فى إسبانيا فى ضوء تنامى الاستقطاب والتخوين بين معسكر الانفصاليين فى كتالونيا والعاصمة مدريد. وأشارت الصحيفة البريطانية فى تقريرها إلى تحذيرات متحدث الحزب الإسبانى الحاكم "بابلو كاسادو" التى أوقفت قلوب الكتالونيين، بأنّ مصير زعيمهم "كارلس بيجيدمونت" سيكون مثل الزعيم الكتالونى "لويس كومبانيس" الذى تم حبسه وإعدامه منذ 83 عاماً على يد الجنرال الديكتاتورى فرانسيسكو فرانكو. وأدان نشطاء الإشارة إلى عهد الديكتاتورية فى ظل نظام ديموقراطى بالبلاد، ولم تقتصر الحرب الكلامية على تصريحات "كاسادو"، حيث اتهّم ضابط شرطة إسبانى عبر حسابه على موقع التواصل بإيقاف الانقلابين عند حدهم، أى الانفصاليين، بينما يصفهم الجانب الأخر ب"الفرانكيين". ويحتفل الكتالونيين غداّ فى ال15 من أكتوبر بذكرى اغتيال زعيمهم الانفصالى "كومبانيس" وسط أجواء متوترة يخيمّها إعلان الانفصال الثلاثاء الماضى، رغم تأجيل أثره لإعطاء الفرصة للحوار. وسقوم رئيس الإقليك بيجيدمونت بوضع الأكاليل الزهور فوق قبر كومبانيس، فى يوم البكاء من أجل كتالونيا!، والذى يمثّل حبسه ذكرى التمرد والثورة. ويتّهم أنصار الاستقلال حكومة مدريد بتجاهل تاريخهم الثورى فى نيل الحرية، بعدم الإشارة إلى اغتيال نشطائها وعلى رأسهم كومبانيس، كما أدّى المؤيدون لوحدة إسبانيا شعار النازية خلال احتفالاتهم بالعيد القومى لإسبانىا الأسبوع الماضى فى برشلونة ، والتى شهدت اشتباكات عنيفة بين الجانبين. ونقل والدى زعيم حزب "المواطنون" ألبرت ريفيرا، تجارتهم خارج مقاطعة برشلونة، وقالوا "هذه ليست أرضنا"، كما أدان كلا الجانبين الاعتداءات الجسدية وتهديدات بالموت، كما تلقى الشرطة الإسبانية معاملة سيئة منذ أحداث قمع الاستفتاء أول أكتوبر، ووصفها بالمحتلة.