أحرزت القوات العراقية، اليوم الأربعاء، تقدماً باتجاه وسط مدينة تلعفر أحد آخر معاقل تنظيم داعش في العراق، في حين تستعد منظمات الإغاثة لتدفق النازحين الهاربين من المعارك. وانطلقت معركة تلعفر الجديدة فجر الأحد الماضي، بعد أكثر من شهر من طرد التنظيم الإرهابي من الموصل، ثاني مدن العراق. وعلى خلاف الموصل التي استغرقت عملية تحريرها أشهراً طويلة يتوقع قادة المعركة في تلعفر سرعة الحسم في المدينة الواقعة على بعد نحو 70 كيلومتراً إلى الغرب من الموصل، على الطريق إلى الحدود السورية. تحرير حي الكفاح وأعلنت عمليات "قادمون يا تلعفر"، اليوم الأربعاء، تحرير حي الكفاح الجنوبي، في مدينة تلعفر، غرب الموصل، من قبل جهاز مكافحة الإرهاب، وفقاً لما ذكرته وكالة العراق المركزية للأنباء. وأكد قائد عمليات "قادمون يا تلعفر"، الفريق عبد الأمير رشيد يار الله، في تصريح، أن "قوات مكافحة الإرهاب حررت حي الكفاح الجنوبي في مدينة تلعفر ورفعت العلم العراقي فيها بعد تكبيد العدو خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات". وتستمر قوات جهاز مكافحة الإرهاب والقطعات الأمنية الأخرى لليوم الرابع على التوالي بعمليات "قادمون يا تلعفر" لتحرير القضاء من سيطرة تنظيم داعش. تقدم ملحوظ وأكدت مصادر عراقية، أن ميليشيا "الحشد الشعبي" تمكنت اليوم الأربعاء، من تأمين طريق حيوي شمال تلعفر. وقالت المصادر، إن "قوات اللواء الثالث في الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية أمنا طريق خط إمداد قرية ترمي باتجاه حي الكفاح لدعم واستمرار تقدم القطعات العسكرية صوب مركز تلعفر". وأفادت مديرية إعلام ميليشا "الحشد الشعبي"، باقتحام القوات المشتركة لحي التنك شرق تلعفر وتحرير مبنى المركز الصحي داخله. عمليات اليوم الثالث وأمس الثلاثاء، اقتحمت القوات العراقية وسط مدينة تلعفر من ثلاثة محاور وسيطرت على حيين، وعلى المزيد من القرى القريبة. وأظهرت خريطة نشرتها خلية "الإعلام الحربي"، أمس الثلاثاء، نتائج اليوم الثالث من المعركة تقدم قوات الشرطة الاتحادية و"الحشد الشعبي" من الجهة الشمالية الغربية ووصولها إلى أول الأحياء، وتوغل قوات جهاز مكافحة الإرهاب من الجهة الجنوبيةالغربية، واقتحام ميليشيا "الحشد" منطقة الجزيرة في المحور الجنوبي، بينما تتولى قطعات الجيش محورين من الجهتين الشمالية والجنوبية، حسبما ذكرته صحيفة "الحياة". وأعلنت ميليشيا "الحشد" في بيان لها "سيطرة اللواءين 11 و2 وقطعات الفرقة التاسع على حي النور جنوب شرقي المدينة، كما تمكن اللواء 11 وفرقة الرد السريع وقطعات من الجيش من تحرير حي الكفاح بالكامل في المحور الشمالي الغربي، وشرع الجهد الهندسي التابع للحشد بفتح ساتر حول الحي لتحصينه ضد المفخخات، كما طوقت الحي العسكري من المحور الشرقي وتم كسر خط الدفاع الأول". وأشارت إلى أن "اللواء 17، بإسناد قطعات الجيش تمكن من تحرير قرية الطينية جنوب شرقي ناحية المحلبية، كما أن اللواءين 11 و26 والفرقة المدرعة التاسعة في الجيش اقتحمت حي الخضراء من الجهة الجنوبيةالشرقية، وتم قتل 10 إرهابيين واثنين من أخطر قناصي التنظيم، وتفجير عربة مفخخة يقودها انتحاري، وأصبحت على مقربة 300 متر من مركز تلعفر، وباشرت كتيبة صواريخ اللواء 11 بدك معاقل عصابات داعش فيه". وسيطر تنظيم داعش الإرهابي على قرابة ثلث أراضي العراق في صيف 2014، ورغم أنه خسر منذ ذلك الحين معظم تلك الأراضي ويسجل تراجعاً في سوريا، غير أنه لا يزال قادراً على ارتكاب اعتداءات مثل تلك التي أوقعت ضحايا في إسبانيا وروسيا الأسبوع الماضي. وتشكل معركة تلعفر محطة مهمة في المعركة ضد التنظيم سواء في العراق أو في سوريا. وتؤكد السلطات العراقية والتحالف الدولي أن استعادة تلعفر ستغلق طرق إمداد التنظيم بين العراقوسوريا.