هددت المملكة العربية السعودية بسحب دبلوماسييها من طهران، إذا لم تقم السلطات الإيرانية بتحسين مستوى حمايتهم، وذلك بعد أن تعرضت السفارة السعودية لهجوم بالحجارة والقنابل الغازية الحارقة يوم الاثنين الماضي. وأعرب وكيل وزير الخارجية السعودي الأمير تركي بن محمد بن سعود الأحد عن أمله في ألا تصل الأمور إلى حد تفكير السعودية بسحب بعثتها الدبلوماسية من إيران. وقال: "نأمل الا نصل إلى خيارات أخرى، لكن إذا وصلت الأمور إلى حد غير مقبول فمن حقنا حماية أمن موظفينا". وأضاف: "نحن لا نفكر في سحب البعثة، لكن نأمل ألا تصل الأمور إلى هذا الحد"، محملاً طهران مسئولية الحفاظ على أمن البعثة الدبلوماسية السعودية على أراضيها، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وكان طلاب إيرانيون تظاهروا في 11 أبريل الجاري أمام السفارة السعودية في طهران وقاموا برشق السفارة بالحجارة والقنابل الغازية الحارقة وحاولوا رفع أعلام ل "حزب الله" اللبناني، دون أن يسفر عن ذلك إصابات بين الموظفين بالسفارة. ووصف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني، الهجوم على السفارة ب "الاعتداء الآثم". واعتبره "يمثل انتهاكا للأعراف الدبلوماسية الدولية المتعلقة بالبعثات الدبلوماسية"، وطالب السلطات الإيرانية باتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لمحاسبة المعتدين وحماية أمن السفارة السعودية والعاملين فيها حسب ما تقتضيه القوانين الدولية. وفي الشهر الماضي، هاجم حوالى 700 شيعي إيراني بالحجارة، مقر القنصلية السعودية في مدينة مشهد التي تقع شمال غربي ايران. وحطم المتظاهرون الغاضبون بالحجارة نوافذ القنصلية، ورددوا شعارات معادية للسعودية وخادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وطالبوا بإبعاد القنصل. وجاء ذلك في أعقاب دخول قوات من "درع الجزيرة"، التابعة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى البحرين، للمساعدة في حفظ الأمن بالمملكة، بعد اندلاع مواجهات دامية بين محتجين وقوات الأمن، دفعت العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إلى فرض حالة "السلامة الوطنية" (الطوارئ) لمدة ثلاثة أشهر. وقال الأمير تركي الأحد إن الشيعة في السعودية ودول الخليج: "إخوان لنا، ولهم حقوق، ويحصلون عليها في الإطار الوطني فالولاء للوطن وليس للخارج". وينظرعلى نطاق واسع بوقوف إيران وراء تحريك المظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها البحرين على مدار أسابيع قبل إعلان حالة الطوارئ في أواخر مارس. ونظمت المظاهرات جماعات شيعية بزعم المطالبة بإقرار إصلاحات سياسية، لكن البعض تمادى إلى حد الدعوة لإلغاء النظام الملكي.