أثار مقترح خطة البرلمان بتقسيم مستحقي الدعم لثلاثة شرائح وتحويله ل"نقدي"، جدلاً واسعًا بين المختصين في الشأن الاقتصادي، مؤكدين أن اتباع هذا المقترح سيكون عبء على المواطنين البسيط، لاسيما وأن قيمة الدعم النقدي لا تتغير مع معدل التضخم. وطالب الدكتور حسين عيسى، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، بسرعة تحديد الحكومة مستحقي الدعم، وتقسيمهم إلى 3 شرائح، وتحديد مبلغ نقدي يحصل عليه المواطن بكل شريحة على حدة، نظرًا لأن الدعم العيني يشمل نقاط ضعف وخروقات، ويجب الخروج عن إطار توجيه الدعم للجميع، مشيرًا إلى أزمة حصول العديد من المواطنين على السلع المدعمة رغم عدم استحقاقهم، وحرمان من هم في حاجة إليه ولا يستطيعون استخراج بطاقة من الأساس.
عبء على المواطن في ضوء ما سبق قال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إن تحول الدعم العيني إلى نقدي وتقسيمه على ثلاثة مراحل مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات المستمر سيجعل المواطن في النهاية لا يحصل على أي دعم، وبالتالي سيكون هذا القرار عبء عليه.
وأضاف "عبده"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن الدعم العيني ثوابت مضمونة ولكن النقدي يساعد على جشع التجار وضياع حق المواطن كليًا في حين ضعف الحكومة أمام قوة التاجر، موضحًا أن في حالة رفع الحكومة الدعم النقدي للمواطنين سيزيد جشع التجار وستزيد أسعار السلع أضعاف مما عليها، مؤكدًا أن هذا الدعم سيتجه إلي جيوب التجار والمحتكرين، نظرًا لأن الأزمة الحقيقية تكمن في غياب الدور الرقابي وفشل الحكومة في إدارة الأزمات_بحسب قوله.
ولفت الخبير الاقتصادي، إلى أن المواطن حاليًا مع تقسيم جزء نقدي فإنه يستفيد بالجزء العيني الثابت، فيضمن للمواطن الحصول على بعض السلع الأساسية الغذائية، أما عندما يتحول كليًا فهنا الكارثة التي لا يتحملها سوى المواطن البسيط.
لابد من تغير قيمة الدعم النقدي مع معدل التضخم في السياق ذاته قالت الدكتورةعالية المهدي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، إن الدعم النقدي أزمته أنه مرتبط بارتفاع الأسعار، موضحة أن المواطن إذا حصل على مبلغ قيمته 1000 جنية وارتفعت الأسعار 20 في المائة كما حدث من قبل، فهنا قل الدعم بشكل كبير عن العيني.
وأضافت "المهدي"، في تصريح خاص ل"الفجر"، إذا كان قيمة الدعم العيني يتغير قيمته مع معدل التضخم فأهلا به، إنما إذا كان مجرد حل للقضاء على أزمة الدعم فهذه كارثة.
وأشارت أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، إلى أن الدعم العيني يتميز بكثير عن الدعم النقدي الذي تتراجع قيمته مع ارتفاع الأسعار.
خفض الموازنة العامة أما الدكتور مختار الشريف، الخبير الاقتصادي، يرى أن الدعم النقدي يساعد في خفض الموازنة العامة للدولة، ويساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية، ولكن بشرط أن يتوفر قاعدة بيانات عن الفقراء والمستحقين.
وأضاف "الشريف"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن الدعم العيني يوجد به تلاعب كثير ويذهب لغير المستحقين، في غياب الرقابة على الأسواق، وبتحويله كليًا لنقدي سيحل الأزمة.
وتابع الخبير الاقتصادي، أننا نعاني منذ فترات طويلة من اعطاء الدعم لغير مسحقيه، فلماذ يتخوف البعض من تطبيق هذا القرار؟، مؤكدًا أن هذا القرار في صالح المواطن الفقير وقطع الفرصة على أصحاب الدخل المرتفع من الخدمات والسلع المدعمة.