استطاع السيناريست حسان دهشان، من اللحظة الأولى لعرض مسلسله "طاقة نور" بطولة النجم هاني سلامة، أن يخطف الأنظار نحوه بسيناريو مختلف يحمل الكثير من المفاجآت التي لا تزال تشوقنا للمتابعة. لن يعتمد على النجوم المشاركين في المسلسل ولا على نجم العمل، ولكنه كتب كل الأدوار بطريقة احترافية وخلق من كل شخصية رسالة، حيث جمع بين شخصية القاتل الذي يستأجره ذوى النفوذ وحبه للمال وبين الرجل المريض بالصرع الذي يتعاطف معه الجمهور ويلمس قلوبهم فيقدم لنا (ليل عبد السلام) –هاني سلامة.
ولأول مرة تلعب هيدي كرم دور المرأة الشريرة صاحبة النفوذ والأموال والتي تقدم الدور بشكل عبقري لا تعتمد فيه على أنها فنانة حسنة المظهر، ولكنها قامت بتجسيد شخصية متبلدة المشاعر تستفز الجميع بأسلوبها الهادئ في الكلام.
بالإضافة إلى جيهان خليل، والتي تجسد شخصية (ناريمان) شقيقة (ليل) والتي يدور حولها الكثير من علامات الاستفهام ورغم مرور 10 حلقات من المسلسل إلا أن الكثير لا يفهم طبيعة شخصيتها في المسلسل وهل هي مع أم ضد شقيقها (ليل)؟
على جانب آخر، قدم لنا حنان مطاو" والتي تلعب دور البنت الشعبية التي تساند (ليل) رغم بساطتها التي تؤدي بها إلى الكثير من المشاكل وتورطها مع (شعبان) الذي يجسد شخصيته وليد فواز، والذي كان مفاجأة الجمهور هذا العام حيث يلعب دور البلطجي المتعصب والمسيطر على الحارة التي يسكن بها حيث يؤدي الدور بشكل طريف أحبه الناس رغم خلافهم معه على ما يفعل من أعمال بلطجة وغيره.
وهناك شخصية (خيري رستم) الذي رسمها لنا ويلعبها "محمود فارس" المحامي المبرشم، حيث علقت الشخصية في أذهان الكثير من المشاهدين وأشادوا بإعجابهم بها.
واعتمد "دهشان" على عنصر المفاجأة في نهاية كل حلقة حيت تنتهي الحلقة بحدث يشوق الجمهور ويجعله ينتظر ليعرف ماذا سيحدث في الحلقة القادمة. وبعد النجاح الذي حققه المسلسل في أول 10 حلقات وتزايد نسب المشاهدة على موقع الفيديو "يوتيوب" ووجوده ضمن الأعمال الأكثر منافسة في الموسم الرمضاني الحالي كان ل"لفجر الفني" هذا الحوار مع السيناريست "حسان دهشان"،،
في البداية.. حدثنا عن "طاقة نور" ولماذا اخترت هذا الاسم؟ "طاقة نور هو الأمل المدفون داخل الضلمة، وداخل كل ضلمة هناك طاقة صغيرة بها شوية نور"، وأمل كل الإنسان أن يصلح من حاله ونفسه وحال الدنيا كاملة يتحسن معه، ويمكن هذا اختصار ل"طاقة نور".
"طاقة نور" يناقش العديد من المشاكل التي تدور في المجتمع ولم يقتصر فقط على مشاكل العلاقات والنفوذ ولكنه يحمل جانب إنساني كبير يتجسد في علاقة الشقيق بشقيقته والأب بابنته وغيرها.. ما السبب وراء ذلك؟ الدراما المصرية خريطة من كل الاتجاهات وعبر عن ذلك أنه عندما تأخذ مثلث تورته من تورته كبيرة فالسكين لابد أن تمر خلال جميع طبقاتها من كريمة وفواكه إلى أن تصل للقاع وكذلك أيضًا الدراما المصرية.
فلابد من أن يكون العمل الدرامي شامل لجميع المستويات ويناقش المشاكل التي يتعرض لها المجتمع بمختلف طبقاته.
شخصية (ليل عبد السلام) هل كتبتها خصيصًا ل هاني سلامة؟ الحقيقة إني من أول لحظة استهدفت (ليل عبد السلام) في هاني سلامة، شاهدت (ليل) داخل هاني وهاني داخل (ليل)، فهاني ممثل كبير وداخله العديد من الأشياء التي حاولت أن أخرجها منه بشكل مختلف لم يظهر بها من قبل في سيناريوهات أخرى.
والمخرج رؤوف عبد العزيز بذل مجهود كبير معه بشكل غير طبيعي في أنه يقدم هاني بشكل مختلف، فأنا أعتقد أن أجمل مرة أرى فيها وجه هاني سلامة كانت على يد "رؤوف"، خاصة وأنه مدير تصوير وعندما يحب شخص يحب أن يراه في أجمل شكل إضافة أنه كمخرج يعمل على خدمة الشخصية التي تقف أمامه، وهو من النوع الذي يحب الممثل وماذا إذا كان هذا الممثل هو نجم عمله.
تعاونك مع هاني سلامة لأول مرة خاصةً وأنك كنت ترى شخصية (ليل) فيه؟ التعاون معه ممتع والتجربة أيضًا ممتعة فهاني ممثل رائع ويؤدي الشخصية ببساطة شديدة لا يحتاج إلى التكلف أثناء التمثيل فهو يقدم الدور بكل حذافيره الدموع والغضب والحزن حتي التردد فهو ممثل يمتلك البساطة والقرب من الشخصية التي يؤديها ببساطة من الممكن أن نطلق عليها "بساطة معجزة".
فكرة أن البطل قاتل ومريض أول مرة تحدث في عالم الدراما المصرية.. من أين أتت هذه الفكرة؟ الفكرة أتت لي بالصدفة وأنا أنتهي من كتابة الحلقة الأولى كنت أتحدث مع المخرج رؤوف عبد العزيز في حالة بحث عن نهاية الحلقة إذ فجأة الفكرة خطرت ببالي وعرضتها عليه فأشاد بإعجابه بهذه الفكرة وقررنا أن تكون خط أساسي في شخصية (ليل عبد السلام).
حالة الحب والإنسانية والعلاقة اللي بتجمع بين الأب وابنته والأخ وشقيقته شاهدنا ذلك في شخصية قاتل مأجور فكانت مسألة غريبة بعض الشيء؟ هناك قصة ل يحيي حقي غريبة بعض الشيء اسمها "كأن" يقول فيها حاجة بسيطة جدا "إن أي مجرم مهما كان مجرم ولكنه إذا أتى إلى بيته يكن مختلفًا وتظهر المشاعر والحب والطيبة بداخله"، بمعنى أنه سواء كان قاتل أو حرامي فهو في النهاية أب أو ابن أو أخ.
ومجتمعنا المصري يقدس فكرة العائلة فمهما حدث في الخارج ومهما كان الشخص مختلف فلحظة دخوله إلى منزله يكن شخصًا مختلفًا تمامًا، فلست أنا الذي اخترع ذلك بل هي اختراع المصريين.
ردود الفعل علي المسلسل بداية من أول حلقة واكتشافهم لمرض (ليل) وتعاطفهم معه والتعليقات على الفيسبوك تتحدث عن ذلك.. فماذا عن رد فعلك على كل هذا؟ أكيد فرحان جدًا من ردود فعل الناس سواء بالفرح أو الحزن أو التعاطف وحتى إذا كان غضب أو كره فمجرد وجود رد فعل يعني أنني ممثل لي تأثيري علي الجمهور، فهناك تأثير شوكة وتأثير حرير فأتمنى أن يكون "طاقة نور" له تأثير الحرير لدى الناس، ولكن في النهاية فهناك البعض الذي يرى أن الحرير به شوك فأنا لا يوجد لدى أي مانع.
ماذا عن المفاجآت التي يحملها المسلسل في الحلقات المقبلة؟ المسلسل فيه مفاجآت كتير جدًا فكل حلقة تحمل مفاجأة لا يتوقعها المشاهد.
في النهاية ماذا تقول لجمهور ومتابعي مسلسل "طاقة نور"؟ أقول لهم إن من خلال متابعتهم للمسلسل سيكتشفوا أن كل شخص فينا مهما كان بداخله الكثير من الظلام فهناك بقعة نور من المهم أن نجدها.