قالت المعارضة الليبية يوم السبت انها بدأت زحفها للسيطرة على بلدة البريقة الساحلية النفطية لكنها تتقدم ببطء بسبب الالغام الارضية التي زرعتها القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي عند مداخل البلدة. وقال المتحدث باسم المعارضة محمد الزواوي "هناك حركة كبيرة على كل الجبهات حول البريقة. نحن نهاجم من ثلاثة اتجاهات."
وتعثر القتال في الصراع في ليبيا خلال الاشهر الماضية وتراوح بين تقدم وتقهقر لاسابيع على مشارف البريقة التي تقع جنوب غربي بنغازي عاصمة المعارضة.
وقال الزواوي ان قوات المعارضة اصبحت على مرمى البصر من منطقة سكنية بالبلدة وانها تعتقد انها يمكن ان تسيطر على البلدة التي تبعد نحو 750 كيلومترا عن طرابلس.
واضاف ان ذلك قد يحدث قريبا جدا لكن المعارضة لا تريد ان تفقد اي مقاتل لذلك تتقدم ببطء لكن بثقة.
وقال متحدث باسم المعارضة يدعى عبد الرحمن في الغرب ان بلدة بير الغنم القريبة من الزنتان اصبحت الان تحت سيطرة المعارضة بعد هجوم على القوات الحكومية خلال يوم السبت قتل فيه اربعة من قوات المعارضة.
وقال عبر الهاتف من الزنتان "بير الغنم تحت السيطرة الثورية الكاملة. انهم الان يمشطون المنطقة بحثا عن الموالين للقذافي والالغام... قوات القذافي تركت بير الغنم وانسحبت الى طريق يؤدي الى بلدة الزاوية.
"استشهد اربعة ثوار في القتال اثنان منهم من الزنتان والاخران من الزاوية. وهناك ايضا 17 مصابا... معظم من شاركوا في القتال اليوم من الزنتان."
وفي مصراتة قالت مصادر على معرفة برحلة طائرة قطرية انها قامت بتوقف سريع في المدينة التي تسيطر عليها المعارضة الليبية يوم السبت لتفريغ ذخيرة مرسلة الى المقاتلين المعارضين.
وأكد مسؤولون في مطار مصراتة هبوط طائرة قطرية في المطار لكنهم رفضوا كشف تفاصيل عن حمولتها.
وقال مصدر طالبا عدم كشف اسمه "افرغت الطائرة ست شاحنات صغيرة كانت محملة بالذخيرة وبعد دقائق اقلعت مغادرة مرة اخرى."
ويشكو المعارضون الذين يسعون لحماية مصراتة والتقدم 200 كيلومتر الى طرابلس من نقص الاسلحة والذخائر التي يحتاجون اليها للتقدم بفاعيلة نحو العاصمة.
وقطر من أشد المؤيدين لليبيين الذين يسعون الى الاطاحة بمعمر القذافي من السلطة.
وكان يوم الجمعة يوما اخر من ايام صدور البيانات والبيانات المضادة في الحرب المستمرة منذ ستة اشهر.
ونفت حكومة القذافي ما زعمته المعارضة من أن غارة جوية لحلف شمال الاطلسي اسفرت عن مقتل خميس القذافي نجل الزعيم الليبي والذي يقود واحدة من اكثر ألوية الجيش الليبي ولاء وافضلها تسليحا.
وقال موسى ابراهيم المتحدث الحكومي ان التقارير التي تحدثت عن مقتل خميس هي حيلة للتستر على مقتل أسرة مدنية في زليتن الواقعة على خط الجبهة حيث تحاول قوات القذافي منع تقدم مقاتلي المعارضة صوب العاصمة طرابلس.
وقال ان هذا نبأ كاذب اختلقته المعارضة للتستر على "جريمتهم" في زليتن.
وكان متحدث باسم المعارضة الليبية قد قال في وقت سابق ان هجوما جويا لحلف شمال الاطلسي تسبب في مقتل 32 شخصا موالين للقذافي في زليتن حيث يعتقد ان اللواء الثاني والثلاثين بقياد خميس القذافي يقود الدفاع عن مداخل طرابلس الواقعة على مسافة 160 كيلومترا.
ولم يستطع حلف شمال الاطلسي تأكيد نبأ مقتل خميس. لكنه قال يوم الخميس انه ضرب هدفا للقيادة والتحكم في منطقة زليتن.
وقال مسؤول في مقر عمليات حلف الاطلسي في نابولي انه علم بالتقرير لكنه لا يستطيع تأكيده. وقال "لا نستطيع أن نؤكد أي شيء الان لاننا لا نملك أفرادا على الارض ونحاول ان نعرف كل ما يمكننا معرفته."
وتحاول المعارضة التي اخرجت قوات القذافي من مصراتة ثالث اكبر المدن الليبية بعد اسابيع من القتال العنيف الزحف غربا للاستيلاء على زليتن التي تفتح السيطرة على الطريق الساحلي نحو العاصمة طرابلس.
وهذه ليست المرة الاولى التي يشاع فيها نبأ مقتل خميس خلال الصراع وقالت وسائل اعلام عربية في مارس اذار انه قتل في حادث طائرة أسقطها عمدا قائدها المتذمر وهو من السلاح الجوي الليبي. وعرض التلفزيون الليبي في ذلك الوقت لقطات لرجل يشبه خميس وقال ان ذلك يفند تقارير موته.
وظل القذافي مسيطرا على العاصمة طرابلس رغم نقص الوقود والتقدم الذي تحرزه المعارضة التي تدعمها ضربات حلف شمال الاطلسي منذ مارس اذار.
وتواجه المعارضة مشاكلها الخاصة من فقدان قوة الدفع على جبهة القتال الى مشاكل الانقسامات الداخلية التي كشفها الاسبوع الماضي بوضوح مقتل اللواء عبد الفتاح يونس قائدها العسكري في ظروف غامضة.
وبالقرب من العاصمة تسيطر المعارضة ايضا على منطقة الجبل الغربي الواقعة جنوب غربي طرابلس. وقال العقيد جمعة ابراهيم المسؤول بالمعارضة لرويترز ان قواته حددت موعدا نهائيا لاستسلام بلدة تيجي المحاصرة والا اقتحمتها يوم السبت.
وتستخدم قوات المعارضة مكبرات الصوت لتطلب من قائد قبلي من الموالين للقذافي اجلاء المدنيين عن تيجي والتوسط في سحب قوات القذافي من البلدة. (رويترز)