اعتادت شركات الإنتاج الفنى الاهتمام بتقديم أغنيات دينية وابتهالات وبالأخص فى شهر رمضان، رغم صعوبة تسويق هذه الأغانى للفضائيات وعدم تحقيقها مكاسب مادية، يعتبرها البعض "بيزنس" على اختلاف المكاسب سواء المادية أو المعنوية، وهذا العام قرر عدد كبير من النجوم التواجد فى الشهر الكريم بأغنيات وأدعية دينية، منهم الفنان اللبنانى عاصى الحلانى الذى انتهى من وضع اللمسات النهائية على الأدعية الدينية الجديدة لطرحها فى شهر رمضان، كما سجلت المطربة أصالة نصرى دعاء "جمع يا رب قلوب"، من كلمات هشام صادق، وألحان مدين، وتوزيع كريم عبد الوهاب لعرضه فى رمضان أيضاً. بينما يعود الفنان محمد عدوية للساحة الفنية ب 30 دعاء دينيا من إنتاج شركة "كلمة"، 5 منها للشاعر يحيى مرسى، ومن توزيع أحمد العسال، أما الفنان أحمد جمال فيتعاون هذا العام مع الشاعر عزيز الشافعى فى مجموعة من الأدعية بعد النجاح الذى يحققه الشافعى كل عام فى كتابة تترات برنامج "مصطفى حسنى"، أيضاً المطرب زجزاج الذى اكتشفه الموسيقار هانى شنودة سيطرح أغنية جديدة بعنوان "صلوا على خير الأنام"، من ألحان وتوزيع الموسيقار الكبير هانى شنودة، ومن كلمات وأشعار الدكتور محمود مرسى. كذلك الفنانة مروة نصر ستطلق دعاء بصوتها من كلمات وألحان مصطفى شكرى، والفنانة وعد البحرى تقدم أيضاً دعاء هو "طمن قلبى" من كلمات الشاعر السيد على وألحان أحمد البرازيلى وتوزيع عمار، وعادت نجمة ذا فويس مروة ناجى للابتهال فى مجموعة من الأدعية، وطرحت "قصدت بابك"، و"سلمولى عليه" و"خلى الأمل فى الله"، و"علتى النسيان" من كلمات وألحان المبتهل الدينى إبراهيم راشد، ويشاركها الغناء المطرب هانى حسن الأسمر من إنتاج شركة "بلاك أن وايت" لمالكها ياسر سليم. وعما إذا كانت تحقق هذه الأدعية مكاسب مالية علق المنتج ياسر سليم وقال: "من المؤكد أن هناك مكاسب من طرح الأدعية ديجتال، لكن لا يكون الهدف منها التربح بقدر تقديم أغنيات دينية جيدة"، وتابع: "لا أعتبر أن الغناء الدينى سبوبة لأن عبد الحليم وأم كلثوم وغيرهما سبق وقدموا أغنيات دينية فهل كانوا يبغون التربح منها بالتأكيد لا، لكن من وجهة نظره كمنتج هذه الأغنيات تكون بمثابة دعاية الشركة لمطربيها، لأنها تنتشر بشكل أكبر عند شرائح مختلفة من الجمهور. وفى نفس السياق للعام الثانى على التوالى أنتجت شركة مزيكا مجموعة من الابتهالات للمنشد الشاب محمود هلال الحاصل على لقب "منشد العرب"، وعن هذا الأمر يقول محمد محسن جابر مدير إدارة التطوير بشركة مزيكا إن الأغنيات الدينية تختلف كثيراً عن الأغنيات العاطفية فهى لا تقوم على مبدأ التربح بل العكس تماماً، ففيها يتنازل المطرب عن أجره تماماً، فيما يقوم الشعراء والملحنون بتخفيض أجورهم كما أن البعض يتنازل عن الأجر بالكامل مشدداً على أنه من الصعب إجبار الشعراء والملحنين على التبرع بأجورهم لأنه مصدر رزقهم، كما أن هذه الأغنيات يتم إهداؤها دون مقابل تماماً للمحطات التليفزيونية، والإذاعية ولا توجد حالات لمحطات دفعت مقابلا ماديا للمطرب لإذاعة أدعيته، بل يمكن أن يكون هناك مطرب قام بتسجيل دعاء وأعجبت القناة به فيقرران استكمال المشروع بتصويره فى شكل كليب، وتتحمل القناة نفقات الكليب ويكون المطرب متحملا للأغنية "الأوديو". ونفى جابر أن يكون الأمر بمثابة السبوبة للمطربين وأن الأغنيات التجارية تكون الأكثر ربحاً، ونفس الأمر على الشركات فالمنتج لا يفكر فى التربح عندما يقوم بإنتاج الابتهالات وإنما ينظر إلى الجمهور الذى يعيش على الأغنيات الدينية والابتهالات طوال العام، وليس فى موسم واحد كمولد النبى أو رمضان وهذه الشريحة الكبيرة لا تستمع للأغانى العاطفية التى تنتجها فبالتالى يكون الوصول إليهم من خلال الأغانى الدينية، وختم جابر حديثه أن المطربين من المستحيل أن ينجحوا فى الغناء الدينى إذا لم يكن سبق ونجحوا فى الغناء التجارى.