- كتابى الأخير ليس تحريضا على الطلاق أو دعوة لانحلال المرأة - من حق المرأة الحصول على أجر مقابل خدمة زوجها واقتسام الثروة معه - نوال السعداوى خطابها كان للنخبة فقط وهذا أضرها كثيرا - لا أخجل من شقيقتي الراقصة دينا ولدى شقيقتان ترتديان النقاب كثير من العاملين بالحقل الصحفي والإعلامي يعرفون أن الصحفية الأديبة والمفكرة وإحدى المهتمات بشئون المرأة في مصر والعالم العربي أمنية طلعت هي شقيقة الفنانة والراقصة الشهيرة دينا، وأمنية نفسها لا تخجل ولا تبدى امتعاضا من أن تذكر ذلك بل انه مثار فخر بالنسبة لها ولكن الكثير من الجمهور والقراء لا يعرفون تلك المعلومة والتى لم تكن بالطبع هى السبب فى حوارنا معها.
سبب هذا الحوار هو أخر كتاب صدر لأمنية طلعت والذى يحمل اسم "اتركيه وانطلقي فى الحياة" والذي أثار جدلا شديدا بين الكثير من المهتمين بالشأن الثقافى على مواقع السوشيال ميديا بكافة أنواعها واشتعل الأمر بمداخلات العوام وإطلاق الكثير من سهام النقد لها واتهاماتها بأنها تحرض فى كتابها نساء مصر على الطلاق والخلع من أزواجهن والانحلال نحو حياة بلا اى ضوابط دينية أو أخلاقية.
الكتاب الأخير لم يكن هو الأزمة الوحيدة فى حياة أمنية طلعت؛ حيث سبق أن صدرت ضدها فتوى بإهدار دمها بسبب بحث نشرته عن "الحور العين" كما تم تهديدها بالقتل مرات عديدة بسبب رأى البعض نحوها بأنها ملحدة وكذلك بعض آرائها المناصرة للمرأة وحقوقها ورغم أن طلعت حاصلة على بكالوريوس الإعلام قسم صحافة من جامعة القاهرة إلا أن اهتماماتها الأولى هى حقوق المرأة، "الفجر الفني" التقى أمنية طلعت فى حوار خاص،،
* قلتي أن رأيك فى تعدد الزوجات للرجل ما هو إلا "زنى" فهل ما زلت عند رأيك أم ستتراجعي؟ لم ولن أتراجع، أنا من وجهة نظرى الشخصية البحتة أن تعدد الزواج أمر غير شرعى لذا فهو زنى وذلك من منطلق المنطوق اللغوى للآية الكريمة والذي حدد الزواج من مثنى وثلاث ورباع وربطه برعاية النساء والأيتام وحفظ حقوقهم فما علاقة ذلك بزواج الرجل من امرأة أو اثنتين أو ثلاث أو أربع أو أن زوجته لا تتزين له وهذا الكلام الذي يتم الترويج له من المشايخ، أتساءل عن علاقة هذا بذاك؟ والآية تقول (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا)، فلماذا ربط الله هنا بين اليتامى والزواج ونكاح الرجل ما يطيب له من نساء حتى أربع، أريد إجابة من المشايخ ورجال الدين لحل هذه الإشكالية فليس هناك آية قرآنية واحدة تؤكد أن من حق الرجل الزواج بأخرى فى حالة إهمال الزوجة لنفسها أو أن تكون عاقرا أو دميمة مثلا أريد تفسيرا يتفق مع العقل فى ربط اليتامى بالزواج من مثنى وثلاث ورباع ولماذا فعل الله هذا الربط، أريد إجابة بعيدا عن خرافات كتب التراث وكلام العامة المتداول حاليا والدعوات المريضة بتعدد الزوجات الذى أراه اهانة وانتهاك للمرأة، وأنا رؤيتي وبعض المحدثين أن تفسير الآية وغيرها من آيات القرآن أن ربط زواج الرجل من مثنى وثلاث ورباع سببه ستر ورعاية النساء الأرامل واليتيمات شرط العدل وإعطاءهن حقوقهن كاملة.
* إذا كان هذا فكر بعض المحدثين كما تقولى فلماذا ينكره المجتمع من وجهة نظرك؟ هذا ما درج عليه المجتمع؛ فصعب للغاية أن تطالب من شريحة كبيرة فى المجتمع وهى الرجال أن تتنازل عن مكتسباتها اجتماعى منذ قرون طويلة وهو الزواج أربعة نساء فهذا أمر لن يقبله الرجل حتى لو كان لا يستطيع الزواج لأكثر من مرة فهو يعتبر أن هذا حقه ولن يفرط فيه، وأنا هنا لست بصدد معركة، ولكن عليك أن تفسير لى مثلا ما قاله الشيخ على جمعة منذ عدة أيام وتشجيعه على الزواج الثانى لان الزوجة الثانية تشجع الأولى على الاهتمام بنفسها أكثر لإرضاء الرجل، فهل النساء جوارى والرجل شهريار وهل حكايات "ألف ليلة وليلة" أثرت على عقول مشايخنا لهذه الدرجة؟، أم نحن نريد تحويل منظومة الزواج لفيلم بورنو بوجود رجل بين اثنين أو أكثر من النساء بحجة إنهن زوجاته؟ هل هذا كلام يساعد على إقامة مجتمع ناضج ومحترم ومثقف أم مجتمع كل هدفه فى الحياة جنسى.
* تطرحى إشكالية "الحور العين" فى الجنة وإنهن لسن مخصصين للرجل بل للنساء أيضا مما تسبب فى هجوم شرس على رأيك؟ الحقيقة طرحت هذا التساؤل منذ فترة وسببه كان توغل خلايا الجماعات الجهادية على وسائل التواصل الاجتماعى وبدأ ترغيبهم فى الجهاد والاستشهاد عن طريق طرح فكرة الحور العين وأنهن ينتظرن من يستشهد على حد رأيهم فى سبيل الله، فنكأت الجرح لإزاحة الستار عن هذا الأمر الذى تحول لخرافة عند الجماعات الإرهابية خاصة بعد بث فيديوهات حية على الانترنت تشجع الشباب على العمليات الانتحارية مقابل الحور العين.
هذا تسبب فى أن تتساءل النساء إن كان اجر الرجل فى الجنة الحور العين فماذا سيكون اجر المرأة؟ وكان تساؤل هام اجتهد فيه بعض شيوخ الدول العربية ولم يقدموا تفسيرا مقنعا فمنهم من قال إن للمرأة الذهب والالماظ سيكون جزاؤها فى الجنة لان الله حبب الرجل فى الجنس والنساء لذا فهما جزاؤه وأجره وهذه التفاسير ليس لها اى علاقة بالقرآن او السنة، لذا قمت ببحث لطرح أمر الحور العين من القرآن وعبر التفسيرات الأربعة فلم أجد تفسير له علاقة بالآيات وان لغة الخطاب فى القرآن موجهة للمسلمين رجل وامرأة وهى قاعدة لغوية هامة فى اللغة العربية بصيغة المذكر باعتبارهم رجل وامرأة فالحديث هنا عام، لذا فالحور العين جزاء فى الجنة للرجل والمرأة على حد سواء حيث ان رب العزة لم يفرق بين الرجل والمرأة فى القرآن سوى فى سورة النساء وهى المخصصة للمرأة سواء فى العبادات او الأحكام الاجتماعية كالميراث والزواج وغيرها ودون ذلك لا فارق وأنا أيضا أطالب المشايخ ورجال الدين بتفسير مقبول.
* ولكن الدارج والمتعارف عليه فى الغالب من التفاسير أن الحور العين هم نساء لمتعة الرجال فى الجنة جزاء أفعالهم؟ ارفض ذلك فمن وجهة نظرى أن الحور العين لا علاقة له بأنها امرأة جميلة لمتعة الرجل فى الجنة او رجل جميل لمتعة المرأة، ولكنه ربما يكون لفظ لأمر ما لترغيب المسلمين فى فعل الخيرات ليكون حسن الجزاء ب"حور العين" وهذا البحث بالمناسبة هو الذى تسبب فى إطلاق دعوات بإهدار دمى.
* وماذا عن دعوتك فى كتابك الأخير "اتركيه وانطلقي للحياة" والتى وصفها البعض بأنها تحريض لخراب البيوت وللمرأة على الطلاق والخلع للعيش حياة بلا ضوابط؟ أنا لم اقصد هذا إطلاقا واتحدي، فمن قرأ عنوان الكتاب فقط هو من ظن ذلك وهذا جزء من سطحية مجتمعية تحكمنا جميعا بإصدار أحكام على شىء لا نعرف عنه شىء فمواقع التواصل الاجتماعى اشتعلت بعنوان الكتاب واننى اقصد أن تعيش المرأة حياتها بحرية وتمارس الجنس كما تشاء وهذا لم يحدث وأنا لست مسئولة عن العقليات المريضة وتفسيراتها.
* من آرائك المثيرة للجدل دعوتك لكل الزوجات بالحصول على أجر مقابل خدمة زوجها وأبناءها فى المنزل؟ هذا أمر شرعى لم أقم باختراعه فإن لم يستطيع الرجل جلب خادمة لزوجته فعليه ان يخصص لزوجته مقابل لخدمته وبعيدا عن الأمر الشريعى دعنا نتحدث عن الجانب الاجتماعى؛ فالمرأة غير العاملة او الغير مستقلة اقتصاديا تعانى أزمات كثير، فبعد ان تعيش خادمة لزوجها وأبنائها لسنوات طويلة يكبر الأبناء ثم يتصابى الزوج ويتزوج بأخرى غيرها لتجد نفسها بعد ان قضت شبابها وحياتها فى خدمته وأبناءه فى الشارع بلا مأوى او مصدر رزق إلا إذا كان الأبناء أو الأقارب يعطفون عليها كمتسولة، فهل هذا عدل؟ فمن المفروض بخلاف أجرة خدمة الزوج ان تكون الزوجة شريكة لزوجها فى اى ثروة يجنيها لانها بالفعل شريكته بل انها بذلت جهد اكثر منه فى تحقيق تلك الثروة ويجب ان يسن قانون عبر مجلس النواب يلزم الزوج بمبلغ شهرى واقتسام الثروة فى حالة وجودها.
* ما حقيقة إعلانك انك تلميذة لنوال السعداوى؟ بالفعل أنا تلميذة لها ومؤمنة بكل ما تقوله، ولكن يؤخذ عليها أن خطابها كان للنخبة فقط وهذا أضرها كثيرا، حيث كان لابتعادها عن الشريحة الشعبوية أن لم تصل أفكارها لهم وهذه خسارة كبيرة.
* هل يزعجك او تخجلى من إعلان أن الراقصة دينا شقيقتك؟ إطلاقا فهى دينا طلعت السيد وأنا أمنية طلعت السيد وهى شقيقتي من الأب ومن أم أخرى وعلاقاتنا رائعة ولكن كان يزعجنى فى بداية حياتى العملية ربط تقدمى بالعمل بأنه توصية منها وهذا ليس حقيقى على الإطلاق ف "دينا" إنسانة عملية جدا، ونحن خمسة بنات بيننا اثنتان ترتديان النقاب وهن ريتا الكبرى وجيهان الأصغر وهن سلفيات الفكر بالمناسبة.