تستمر الأزمة اليمنية، فمن انتشار الإرهاب والجماعات المتطرفة، إلى أزمات سياسية، يبدو أنها ستخلق واقعا جديدا في اليمن، خلال الأيام المقبلة، لا سيما مع إعلان عدن التاريخي، الذي أطلق اليوم من قبل محافظات الجنوب اليمني، والذي يخوّل فيه القائد عيدروس قاسم الزبيدي بإعلان قيادة سياسية وطنية برئاسته لإدارة وتمثيل الجنوب، في ضربة قوية لقرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي. سخط عام وتجمع اليوم الخميس 4 مايو ، عشرات الآلاف من اليمنيين من محافظات الجنوب في استجابة للدعوة التي أطلقت من حضرموت، احتجاجاً على قرارات هادي، والتي أقال بموجبها الزبيدي محافظ عدن وتعيين المفلحي بدلاً منه، يأتي هذا فيما أصدرت اللجنة، المنظمة لتظاهرات اليوم، بيانا لها أكدت فيه، إن العاصمة عدن، تحتضن أكبر حشد جماهيري غير مسبوق بتاريخ الجنوب السياسي، هذا الحشد الذي يعتبر امتداداً للنضال السلمي للحراك الجنوبي ومقاومته الباسلة.
إرادة شعبية وأضاف البيان، أن تلك الحشود جاءت اليوم معبراة عن إرادة شعبية جمعية من كل أرجاء الجنوب، تناضل منذ سنوات طويلة، وقدمت التضحيات قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين، في سبيل هدف استعادة دولة الجنوب، مؤكدا إن قضية شعب الجنوب العربي، قضية عادلة وتمتلك المشروعية القانونية والسياسية، ومعترف بها عربياً ودولياً وإقليمياً.
مخاطر كبيرة تستوجب التجمع وأوضح البيان، أن هناك مخاطر محدقة تهدد قضية الجنوب واستشعار جماهير الجنوب بهذه المخاطر التي كان آخرها ما حدث في 27 أبريل 2017، التي تزامنت مع يوم إعلان الحرب على الجنوب 1994، وتمثلت بتلك القرارات الخطيرة الاستفزازية التي تعبر عن النفسية العدوانية لشركاء حرب احتلال الجنوب في صيف 1994، ولم تستهدف أبرز رموز قضية الجنوب ومقاومته الباسلة وأبرز أبطال عاصفة الحزم والأمل، ومعركة مكافحة الإرهاب فحسب، بل استهدفت جوهر ومضمون قضية الجنوب، حسب قول البيان.
إقصاء وتهميش ولفت البيان إلى أن المقاومة لديها انتصارات كبيرة إلا أنها لم تشفع لها في أن تكون شريكاً فاعلا في العملية السياسية، بل تم إقصاءها وتهميشها والتآمر عليها، مبينا أن الأمر وصل إلى إصدار قرارات العقاب السياسي، والتحقيق مع أبرز رموز المقاومة، مما يعني الانقضاض على الشراكة السياسية لشعب الجنوب.
وأضاف: "ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل بلغ أعلى مراتب القهر الاجتماعي والعقاب الجماعي للحاضن الشعبي للمقاومة في الجنوب، عقاباً جماعياً ممنهجاً وتدشين حرب الخدمات في الجنوب وتردي الأوضاع المعيشية والخدمية وقطع المرتبات خصوصاً مدينة عدن عاصمة وحاضرة الجنوب".
رفض قرارات هادي واملاءات جديدة واجبة النفاذ كما أكد البيان على رفض الإرادة الشعبية الجنوبية لقرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي، وأي قرارات مماثله مستقبلا، وشددت على وجوب تنفيذ ما يلي : - تسمية هذا القرار "إعلان عدن التاريخي" ويحمل القوة القانونية للنفاذ المستمدة من الإرادة الشعبية الجنوبية.
- تفويض القائد عيدروس قاسم الزبيدي بإعلان قيادة سياسية وطنية برئاسته لإدارة وتمثيل الجنوب، وتتولى هذه القيادة تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته.
- يخول القائد عيدروس قاسم الزبيدي بكامل الصلاحيات لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات لتنفيذ بنود هذا الإعلان.
- يعمل بهذا القرار من حين صدوره اليوم الخميس 4 أيار/مايو 2017.
احتمالات عديدة للتحرك الجنوبي وتعليقاً على الحراك الجنوبي، أكد نبيل عبدالله العوذلي، وهو سياسي يمني جنوبي إن أكثر ما يشغل الجنوبيين هو ما الذي سيتبنوه في حشدهم هل سيكون كالمعتاد أم انه سيحمل معه مفاجئة ونقله نوعيه. وأوضح " العوذلي"، أن هناك احتمالان لهذا الحراك، من بينهما أن يكون التحرك غير مدعوم، يقوده الجنوبيين بقيادة عيدروس دون تنسيق أو تدخل من أحد، وفي هذا الحال سيكون البيان تأكيد على أهمية حل القضية الجنوبية، وتشكيل كيان سياسي يناضل من اجل القضية وسيدعو البيان إلى التعاون مع المحافظ الجديد ولن يذهب بعيداً" .
ولفت إلى أن الاحتمال الثاني يحمل دعم هذا التحرك من قبل الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي والتحالف، وفي هذا الحال سيكون البيان مفاجئ للجميع كرفض القرارات وإغلاق الحدود وربما الانسحاب من الجبهات أو ما شابه من تلك القرارات التي تهدف إلى أن يرعى التحالف مفاوضات بين الشرعية والجنوبيين.
عيدروس: حراككم تلبية لنداء الواجب دفاعا عن قضيتكم من جانبه أكد القائد عيدروس الزبيدي، على مشروعية المطالب الجنوبية، مشيدا بهذا التجمع الكبير مخاطبا الجماهير قائلا " يا جماهير شعب الجنوب العظيم.. في حشدكم المليوني هذا غير المسبوق، تلبية لنداء الواجب دفاعاً عن قضيتكم وتضحيات المقاومة الجنوبية الباسلة ونضال الحراك السلمي الجنوبي.
وتابع بقوله: "أحييكم تحية الأبطال وأضع على رؤوسكم قبلات الوفاء والعرفان وأنتم تنقشون بأقدامكم على تراب أرض الجنوب من أقصاه إلى أقصاه ملامح مرحلة السيطرة على الأرض، هذه المرحلة التي سنخوضها معاً وننتصر فيها مثلما انتصرنا في معارك الشرف والبطولات، ولا استطيع أوفيكم بكلمات الوفاء والعرفان، وأدعو الله العلي القدير أن يمكنني من الوفاء لكم بروحي ودمي، وخوض مشوار النضال المشترك بروح المقاومة وعنفوان العطاء باستكمال مهام ثورة الجنوب التحررية" حسب تعبيره.
مرحلة مفصلية وشدد "عيدروس"، على أن هذا الحراك سيشكل مرحلة مفصلية في مسار الحركة الوطنية الجنوبية، ونقلة نوعية في العمل السياسي الجنوبي الاحترافي داخلياً وخارجياً، معربا عن شكره الجزيل على الثقة التي منحوها إياه، قائلا " شكرا على الثقة التي منحتموني إياها والمسئولية الجسيمة التي لن استطيع تنفيذها إلا بكم، وفيكم بتكاتفكم وصمودكم كما عهدناكم".
وأضاف متعهدًا "إننا سنعمل مع كافة شرائح ومكونات الجنوب سياسية واقتصادية وعسكرية وصولاً إلى الاستقلال الكامل لدولة الجنوب العربي".
العولقي: إعلان تاريخي القيادي أحمد عمر بن فريد العولقي، وصف البيان بالتاريخي قائلا " إعلان عدن التاريخي أوافق شخصيا على جميع قراراته" مضيفا " حان الوقت أن نستغل هذه الفرصة التاريخية ونخلع ثوب الذات ونرتدي ثوب الوطن .
وأضاف: "الزبيدي سيتشاور مع كل القوى السياسية لغرض تشكيل قيادة موحدة في أسرع وقت لمواجهة التحديات ووضع برامج عمل متكاملة" مشددا بقوله "لا تنازعوا فتضيع الفرصة".
بامعلم: قرارات الرئيس هادي انتقصت من حق الجنوبيين من جانبه أكد العميد أحمد محمد بامعلم، إن قرارات الرئيس هادي انتقصت من حق الجنوبيين في الشراكة وكان لابد من التحرك، مشيرًا إلى أن حضرموت لن تتخلى عن مبادئها الثورية التي سطرت بدماء شهدائها الأبرار ، قائلا "فالنصر أصبح قريباً يلوح في الأفق لكون مخرجات مليونية عدن التاريخية تلبي طموحات أبناء الجنوب التي طالما انتظروها، حتى حانت الفرصة لذلك".
واعتبر أن القرارات التي صدرت عن الشرعية، قد وحدت شعب الجنوب خلف اللواء الركن عيدروس الزبيدي، ليصبح الرجل الجنوبي الأبرز الذي تجتمع حوله كافة فئات الجنوب، ليصبح ممثلاً لها في كافة الجوانب الداخلية والخارجية .
ياسر اليافعي: نقطة تحول كبيرة وفي ذات السياق قال الكاتب الصحفي "ياسر اليافعي" إن إعلان عدن التاريخي نقطة تحول، قائلا "نبارك لشعبنا في الجنوب هذه الخطوة التي طالما انتظرناها ".
واستطرد بالقول: "وثقوا تماماً أن ما قبل 4 مايو 2017 ليس كما بعده إطلاقا، وثقوا أن الأمر لم يعد بيد الجنوبيين وحدهم، ولكن هناك من يقف خلفهم من التحالف إضافة إلى دول كبرى"، مضيفا "هذه الخطوة ستتبعها خطوات ستكون متسلسلة ستعيد للجنوب مكانته التي يستحقها بعد سنوات من القهر والنضال والتعب".
عادل اليافعي: حلم لم نكن نتوقعه ولم نكن نطمح إليه من ناحيته قال الإعلامي عادل اليافعي، إنه منذ الاستقلال عام 1967 وحتى اليوم لم يجمع الشعب ويعطي التفويض لأي سياسي أو رئيس جنوبي ، مشيرا إلى أن ما حدث اليوم من استفتاء شعبي مباشر، وتأييد ومباركة قبلية بقناعة ورضى وفرح و من جميع أبناء الجنوب، هو حلم لم نكن نتوقعه ولم نكن نطمح إليه لأنه بعيد المنال وصعب، ولا يمكن أن يحصل في الجنوب، بسبب كمية المعطيات السلبية التاريخية القديمة والحديثة .
وأضاف "اليافعي": "إعلان الكيان السياسي أمر انتظرناه طويلا، لما فيه من صعوبة، بسبب تمزق القيادة السياسية التي كانت سببا في هذا العذاب الذي نعيشه، ما حدث اليوم سيترتب عليه أمور وطنية عظيمة، وهو يعتبر أول لبنات دولتنا الحلم التي سيراها العالم الآن، وتقول له نحن هنا لمن أراد الحديث معنا والتفاهم حول استقلالنا".
الردفاني: حراك سياسي وضاغط على حكومة الشرعية السياسي إياد الردفاني قال إن التظاهرات اليوم ستوجد حراك سياسي وضاغط على حكومة الشرعية، للمطالبة بالشراكة الحقيقة، مضيفًا "الجماهير خلطت الأوراق وجعلت الزبيدي "المقاوم" يمارس ضغوطا على الحكومة والرئاسة ".
الحنشي: انطلاقة نحو العمل المؤسسي الجنوبي كما أكد الصحفي "فواز الحنشي" إن إعلان عدن التاريخي يمثل انطلاقة نحو العمل المؤسسي الجنوبي، بعد سنوات من التخبط، مشيرًا إلى أنه آن الأوان أن يكون لهم تواجد سياسي يستثمر تضحياتهم والانتصارات التي تحققت.
وأوضح أن ذلك لا يتعارض لا مع الرئيس هادي وشرعيته ولا مع التحالف بل هو استمرار للشراكة وإعطاء كل ذي حق حقه .
السيد : هذا ما انتظره أبناء الجنوب من سنوات الكاتب أديب محمد السيد وصف الإعلان بالتاريخي، مشددًا على أن هذا ما انتظره أبناء الجنوب من سنوات.
وتابع قائلاً: "اليوم بات معهم رمز يلتفون وله وقوة على الأرض ولم يتبق إلا مكون سياسي يكون شريك حقيقي، يحافظ على الانتصارات التي تحققت، ويمنع أن تسرق هذه الانتصارات من قبل أحزاب سياسية عرف عنها أنها انتهازية.