قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، اليوم إن واشنطن أوضحت موقفها بأن العدو الحقيقي للغرب في الشرق الأوسط هو إيران التي توّسع نفوذها في لبنان وسوريا والعراق، كما تحاول فى اليمن. وفى تقرير للكاتب الإسرائيلى "موشيه أرينس" بعنوان "بوتين صديق أعدائنا"، قال عدو أعدائنا هو صديقنا، وكذلك صديق أعدائنا يُفترض أن يكون عدونا، فما الذي يجب أن نفعله من فلاديمير بوتين "رئيس روسيا"، عدو داعش، أحد أعداء إسرائيل، ولكنه أيضًا صديق لإيران وحزب الله وسوريا، الذين هم أيضا أعداء لإسرائيل؟ مستفهماً "هل اتخذ بوتين خيارا خاطئا؟".
وأشار الكاتب إلى اللقاء الذى جمع سيرجي لافروف وجواد ظريف ووليد المعلم وزراء خارجية روسياوإيران وسوريا "على التوالى" في موسكو لتنسيق مواقفهم بعد الضربة الأمريكية الصارمة ضد قاعدة للنظام السورى بحمص قبل أسبوعين.
وأضاف أن هؤلاء الحلفاء "روسياوإيران وسوريا" يزعمون أن تهمة استخدام قوات بشار الأسد للحرب الكيميائية على المدنيين السوريين هي عملية تلفيق كاملة، على الرغم من الأدلة التي لا يمكن الجدال عليها، وتابعت أنه لا يوجد شك في أن بوتين يعرف الحقيقة، ولكنه استثمر أمواله بسوريا، حليف إيران.
وواصل الكاتب انتقاداته ضد بوتين، واللغز الذى يمثّله تحالفه مع أعداء إسرائيل، رغم حفاظه على علاقات جيدة معها، وأشارت إلى أن جزء من الجواب، ربما يكون الخلاص من تنظيم داعش، الذى احتل أجزاء من العراق وسوريا، فضلاً عن نجاحه في إحراز تقدم في ليبيا وشبه جزيرة سيناء في مصر ونشر الإرهاب في جميع أنحاء العالم، ثم يأتى بعد ذلك رغبة روسيا الحفاظ على قواعدها العسكرية بسوريا.
وقال "موشيه" إن داعش عدو جدير بالمواجهة بالتأكيد، لكن لا يصلح أن يُصّر الأسد على أنه عضو في هذا التحالف ضد داعس، فالأسد الإرهابي يقاتل الإرهابيين ويصرً على أنه يستحق تعاطف العالم ودعمه.
وكشف أيضًا أن الرئيس الامريكى دونالد ترامب، اتخذّ مساراً جديداً فى التعامل مع الحرب السورية، ورأى أن داعش "العدو المشترك" هو أسهل الخصوم، فبدأ بتوجيه رسالة قوية لبشار الأسد، وحليفته إيران، وروسيا عبر 59 صاروخ توماهوك ضد قاعدة الشعيرات السورية. وقال "إذا كنت تقاتل بجانب الأسد، كما يفعل الروس، ستجد نفسك جنبًا إلى جنب مع تنظيم حزب الله، الذي تُموله وتدريّه إيران.
وأوضح موشيه أنه يُمكن هزيمة تنظيم داعش، لكن إيران تمًثل تحديًا أكبر بكثير، واعترف بذلك وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس" قبل سنوات، حينما قال إن التهديدات ال3 الرئيسية للولايات المتحدة هي "إيران وإيران وإيران".
وأضافت "هاآرتس" أن إيران أيضا التهديد الرئيسي لإسرائيل، وعليه فمن المتوقع أن يكون هناك تنسيق كبير بين واشنطن وتل أبيب بشأن التعامل مع إيران. .