حذر استشاري جراحة العظام المتخصص في الإصابات الرياضية والمناظير وجراحة القدم والكاحل الدكتور احمد القرني الرياضيين السعوديين من الإفراط في استخدام الإبر المسكنة للآلام لما لها من تأثيرات سلبية على الأجهزة الداخلية للجسم مثل الكلى والكبد والمعدة وقال ل"الرياض" بإمكان اللاعب تقليل نسبة حدوث الإصابات بتهيئة أرضية الملعب بالشكل اللائق والبرنامج التأهيلي الذي يعقب العمليات الجراحية للركبة يعتبر أهم من العملية نفسها واصابات الرباط الصليبي شائعة بين الرياضيين على مستوى العالم وليس فقط في الملاعب السعودية، وفي أميركا تُجرى حوالي 200 ألف عمليه سنوياً". وأضاف: "بعض الألعاب تكثر بها أنواع معينة من الاصابات مثل اصابات الركبة والكاحل في كرة القدم واصابات الكتف في لعبة البيزبول على سبيل المثال لا الحصر، وقد تحصل اصابة مماثلة للركبة أو الكاحل او الكتف على سبيل المثال في الحوادث المرورية أو السقوط بعيداً عن الممارسة الرياضية". وحول كثرة تعرض اللاعبين السعوديين لإصابات الرباط قال: "من الأسباب لزيادة عدد الاصابات كثرة المباريات والمسابقات، وسوء ارضية الملعب اذ يوجد هبوط او نزول في مستوى الارضية أو سوء الزراعة، ولا يمكن منع حدوث الإصابات عموماً بشكل مطلق ولكن من الممكن تقليل نسبة حدوثها بتهيئة أرضية الملعب بالشكل اللائق وهناك عوامل متعلقة باللاعب نفسه، أن يكون في كامل الجاهزية اللياقية وتكون العضلات قوية لدعم ثبات المفصل، ومن المهم تثقيف اللاعب بالإصابات وطرق حدوثها مثل ان يتجنب النزول الخاطئ عند الارتقاء ويتجنب الالتحامات الشديدة والوقوف والدوران المفاجئ، وهنا نضع حقيقة وهي أن معظم إصابات الرباط الصليبي تحدث للاعب من دون احتكاك مع لاعب آخر ولكن لدوران او نزول خاطئ من بعد الارتقاء، ومن الطريف أن اذكر هنا حالة أحد اللاعبين الهواة والذي أجريت له العملية في الرباط الصليبي الأمامي اذ حدثت إصابته أثناء تنفيذه لركلة جزاء، أي بعيداً تماماً عن أي احتكاك". وحول كثرة اصابات بعض اللاعبين خلال الموسم بعكس اخرين يكملون مواسم من دون اصابات، قال: "لفهم هذه الحيثية ينبغي أولاً أن ندرك بأن البنية الجسمانية والعضلية تختلف من لاعب إلى آخر، اذ يتمتع بعضهم ببنية جسمانية قوية أكثر من لاعبين آخرين، ويوجد لدى بعض اللاعبين مرونة شديدة في أربطة المفاصل وهذه تعود الى تكوين اللاعب الأساسي من دون تدخل منه، ولكن في المقابل هناك بعض اللاعبين أكثر اهتماماً بلياقتهم والمحافظة على تدريباته وبعضهم أكثر ذكاء في التعامل مع الالتحامات والارتقاء والسقوط، ولا نغفل هنا دور مدربي اللياقة وضرورة التعامل مع لياقة ونشاط وتدريب اللاعبين عبر الموسم كاملاً، كذلك الجهاز الطبي له دور مهم في تهيئة وتثقيف اللاعبين". وعن عزوف الأطباء السعوديين عن العمل في الأندية الرياضية ودور اتحاد الطب الرياضي اجاب: "بالنسبة للأطباء السعودين هناك قلّة في نسبتهم بالإجمال حتى في المستشفيات الحكومية والخاصة إذ تبلغ نسبتهم حسب إحدى الإحصائيات الحديثة 24 في المئة فقط، ومعظمهم مرتبطون بالعمل الحكومي ناهيك عن أن المتخصصين في الطب الرياضي منهم قليل جداً، والأمر ذاته ينطبق على أخصائيي العلاج الطبيعي المتخصصين في الإصابات الرياضية، والمسؤولية في الأساس هي مسؤولية الهيئة العامة للرياضة التي في رأيي تبذل جهدا مشكورا وملموسا في تجهيز وتطوير مراكز متكاملة ومتخصصة في الطب الرياضي". وفي نهاية حديثه تطرق القرني للإبر المستخدمة من قبل الرياضيين بقوله: "الابر المستخدمة في هذا المجال نوعان إما إبر زيتية (hyaluronic acid) أو إبر الكورتيزون (methylprednisolone)، وبالنسبه للإبر الزيتية فهي تحتوي على ماده مشابهة للسائل الموجود أصلاً في المفاصل ومجال استخدامها في حالات خشونة المفاصل البسيطة إلى المتوسطة ولا تحدث تأثيرا فوريا في التخفيف من الآلام وتحتاج لأيام لبدء التأثير في تسكين الألم، وليس هناك إجماع طبي كامل حول مدى تأثيرها وفائدتها حسب الأبحاث الطبية، أما إبر الكورتيزون فتعطى في حالات التهابات الأوتار العضلية بحيث تحقن بحرص وعناية حول المنطقة الملتهبة، ويتم تجنب حقنها في الوتر لأن ذلك ربما يؤدي الى قطعه، والحالة الثانية هي حقنها داخل المفصل وتؤدي تأثيرا تسكينيا للألم، ولكن لا ينصح بتكرارها كثيراً لأنها تؤثر سلباً على غضاريف المفصل، وانصح هنا بعض من تعود على أخذ الإبر المسكنة للآلام قبل المشاركة في المباريات بشكل متكرر تجنب ذلك لأن لها تأثيرات سلبية، ولكن لا يمنع استخدامها بشكل محدود في حالات تعرض اللاعب الى عارض صحي بسيط كنوبة البرد والانفلونزا حتى تساعده على تحسين حالته الصحية واستعادة نشاطه ليؤدي في مباراته بفاعلية ونشاط".
