أعلن ديمترى تيتوف مساعد أمين عام الأممالمتحدة لشؤون سيادة القانون والمؤسسات الأمنية، سعادته بوجوده في مصر، حيث تأتي هذه الزيارة في وقت له خصوصيته بالنسبة للأمم المتحدة، إذ أن الأمين العام الجديد، أنطونيو جوتيريش، عازم على إستعادة أسبقية السياسة في عمل المنظمة، وإعادة وضع الوقاية والدبلوماسية مرة أخرى في صلب عمل الأممالمتحدة. كما أنه حريص على إجراء إصلاحات كبرى في المجالات السياسية والإنمائية والإدارية لهذه المنظمة الدولية الفريدة. وأكد تيتوف، ثقته أن مصر ستكون شريكًا رئيسيًا في هذا المسعى، بقدر ما هي جسر بين أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، مضيفًا أن إدارة عمليات حفظ السلام، التي يمثلها، تقدر كثيرًا المساهمة المصرية في صون السلم والأمن الدوليين، مؤكدًا أن مصر الآن هي سابع أكبر مساهم بضباط الشرطة في الأممالمتحدة، فضلا عن كونها ثالث أكبر بلد فرانكوفوني مساهم بقوات شرطة. وقال، أتاحت لنا هذه الزيارة، التي نظمتها وزارة الخارجية، لقاء شريحة واسعة من مسؤولي الوزارات والهيئات المصرية، بما في ذلك وزارة الدفاع، ووزارة الداخلية، ووزارة العدل، ومكتب المدعي العام، ومركز القاهرة لتسوية المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا. وأضاف تيتوف، أكدت هذه الاجتماعات مدى التفاني القائم في مصر تجاه مبادئ ميثاق الأممالمتحدة، وأتاحت لنا مناقشة المجالات الواقعة في نطاق عملي بشكل مباشر، وهي شرطة الأممالمتحدة، العدالة والإصلاحيات، الإجراءات المتعلقة بالألغام وإدارة الأسلحة، نزع سلاح المقاتلين السابقين وتسريحهم، وإصلاح القطاع الأمني. وأشار إلى إن استعادة القانون والنظام واحترام الحكم الرشيد وحماية المدنيين وحقوق الإنسان هي عناصر أساسية لأنشطة الأممالمتحدة في حالات الصراع وما بعد الصراع. وتابع تيتوف، من الواضح أنه ليس بوسع منظومة الأممالمتحدة أن تقوم بكل هذه المهام منفردةً، فهي تعتمد على مجموعة كبيرة من الشركاء والجهات الفاعلة الثنائية والمساهمين الأفراد. وأضاف، "لهذا السبب فإن تعزيز علاقاتنا مع مختلف المؤسسات المصرية أمر بالغ الأهمية، مضيفًا أن الحكومة المصرية تساهم بقرابة 3000 فرد يرتدون الزي الرسمي، بما في ذلك أكثر من 700 ضابط شرطة، ينتشرون في بعثات شديدة الأهمية في جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ونحن نظل ممتنين لمساهماتهم في تحقيق السلم والأمن ولتضحياتهم". وأكد تيتوف، أن مصر هي حاليًا عضو غير دائم في مجلس الأمن، كما أنها تؤدي دورًا هامًا في اللجنة الخاصة المعنية بعمليات حفظ السلام. وأكد أن هذه التحديات ستتطلب من كل منظومة الأممالمتحدة العمل المتواصل، وكذلك التعاون الوثيق مع الجهات الرئيسية الإقليمية الفاعلة، مثل أصدقائنا في مصر، الذين دعموا حفظ السلام منذ بداياته، وأرسلوا أولى قواتهم لحفظ السلام إلى الكونغو في ستينات القرن الماضي. وفي هذا الصدد، سيسعى - مكتب سيادة القانون والمؤسسات الأمنية - إلى تعزيز علاقاتنا مع كل شركائنا المصريين، وأعرب عن تقديره الخاص للمضيفين الكرام، ولا سيما السفير هشام بدر، والسفير عمرو الجويلي، لتنظيمهما هذه الزيارة المثمرة للغاية.