الدوحة تدفع أموالاً طائلة لإسكات السياسيين فى باريس عن كشف مخططات الإرهاب ■ محمد الكوارى سفير الدوحة السابق بباريس اعتاد منحهم ساعات وحقائب ذات ماركات عالمية وتذاكر طيران مجانية لقضاء الإجازات فى أكبر فنادق العالم ■ عمدة الدائرة السابعة بفرنسا فضحت الدور القطرى فى نشر الأفكار الإرهابية بعدما رفضت السفارة منحها 400 ألف يورو لتأسيس ناد للسفراء صدمة شديدة انتابت المجتمع الفرنسى بعد صدور كتاب "أمراؤنا الأعزاء للغاية" للصحفيين الفرنسيين "كريستيان شينو وجورج مالبرونو"، الذى كشف عن تفاصيل الرشاوى القطرية لعدد من رجال السياسة لإسكاتهم عن فضح المخطط القطرى فى رعاية الإرهاب. الكتاب الذى صدر منذ شهر يركز بشكل أساسى على المحاولات القطرية للتأثير فى صناعة القرار الفرنسى، ويكشف بالأسماء قائمة كبيرة من المنتفعين فى مقدمتها "جون مارى لوجوين" وزير الدولة للعلاقات مع البرلمان، و"رشيدة داتى" عمدة الدائرة السابعة فى باريس، و"جاك لانج" رئيس معهد العالم العربى، و"نيكولا باى" النائب عن بادوكاليه، و"ناتالى جولييت" عضو مجلس الشيوخ عن "أورن"، ورئيس الوزراء الأسبق "دومينيك دو فيلبان". 1- رشاوى السفير بحسب هذا الكتاب، فإن العديد من رجال السياسة والسلطة قد حصلوا على أموال بصفة شخصية من أمراء الخليج العربى، كاشفاً بشكل مفصل عن ممارسات السفير القطرى السابق فى فرنسا محمد الكوارى، الذى اعتاد إرسال الهدايا الثمينة إلى رجال السياسة فى فرنسا، التى تنوعت ما بين الساعات الثمينة، والحقائب ذات الماركات العالمية، وتذاكر الطيران، والإجازات المدفوعة فى أكبر فنادق العالم. ويضيف الكتاب أن السفير القطرى الجديد فى فرنسا "مشعل الثانى" قد حافظ على صورة السفارة القطرية فى باريس كمركز لتوزيع الهدايا والأموال على نجوم المشهد السياسى الفرنسى، وتضم القائمة "جون مارى لوجوين" وزير الدولة للعلاقات مع البرلمان، "رشيدة داتى" عمدة الدائرة السابعة فى باريس، "جاك لانج" رئيس معهد العالم العربى، "نيكولا باى" النائب عن بادوكاليه، و"ناتالى جولييت" عضو مجلس الشيوخ عن "أورن". 2- كواليس فاسدة بحسب الكتاب، فإن "جون مارى لوجوين"، قد قال للسفير القطرى إنه طالما يحتل منصب وزير الدولة للعلاقات مع البرلمان، فإنه يتحكم فى كل النواب وأعضاء مجلس الشيوخ، وبالتالى فهو يدير عملية الاستجوابات الحكومية، ويستطيع منع أى أسئلة معارضة للدولة القطرية أو على العكس إتاحة طرحها وإحراج الدولة القطرية، وهو لن يفعل ذلك بدون مقابل. ويصف الكتاب: "جاك لانج" رئيس المعهد العربى بالشريك معدوم الضمير حيث لا يتردد فى طلب الحصول على تذاكر طيران له ولزوجته ولأحد أصدقائه من أجل قضاء إجازة مدفوعة الثمن، ولا يمكن رفض طلبها وإلا المخاطرة بالتعرض لانتقاداته العلنية. تضم قائمة المنتفعين من قطر رئيس الوزراء الأسبق "دومينيك دو فيلبان" الذى رفض من قبل المشاركة فى مؤتمر بالدوحة لمجرد أن تذكرة الطيران لم تكن فى الدرجة الأولى. وبحسب الكتاب، فإن كل كلمة طيبة يقولها هذا الرجل عن قطر هى كلمة مدفوعة الثمن، وخير مثال على ذلك الدعاية الإيجابية المدفوعة التى يقدمها دو فيلبان لقطر، تصريحاته الأخيرة فى محطة "يورو 1" عندما أشار إلى أن فرنسا لا تملك دليلا قويا على تمويل قطر للإرهاب. وهناك علاقة خاصة تجمع قطر ب"نيكولا باى" النائب عن بادوكالى، فالأخير عضو فى جمعية الصداقة الفرنسية - القطرية، وتجمعه صداقة قوية بالسفير القطرى السابق محمد الكوارى. "نيكولا باى" بعث رسالة تليفونية إلى السفير القطرى الحالى "مشعل الثانى" يبلغه فيها بأن لديه مشاكل مادية، وأن والدة طفله الصغير متعبة ولهذا يريد السفر معها إلى الخارج، ويرغب فى أن يدعوه السفير لقضاء إجازة بأحد فنادق الدوحة، على أن تتولى السفارة أيضاً حجز تذاكر الطيران على الخطوط الجوية القطرية. 3- اللعب بالنار يكشف الكتاب عن أنه فى سهرة عشاء بتاريخ 22 نوفمبر 2015 طلبت "رشيدة داتى" من السفير القطرى مشعل الثانى، الحصول على 400 ألف يورو كمساهمة لتأسيس ناد للسفراء فى باريس، لكنه أبدى صعوبة الاستجابة لهذا الطلب نظراً لكبر المبلغ، وكان رفض السفير القطرى بمثابة صدمة دفعت "رشيدة داتى" إلى الهجوم المباشر على "قطر"، وكشف الوجه الحقيقى لدور السفير القطرى فى باريس، وبالفعل فى اليوم التالى لهذا العشاء كانت "داتى" فى ضيافة أحد البرامج الفرنسية الشهيرة، وشنت هجوماً كبيراً على قطر، وألقت الضوء على الدور القطرى فى نشر الأفكار المتطرفة والإرهابية فى المساجد الفرنسية وبين الأئمة. وضعت "داتى" قطر فى موقف حرج واتهمتها صراحة بأنها مسئولة عن الإرهاب الذى يضرب فرنسا، وتطورت الأزمة مع "داتى" وتم وضعها فى القائمة السوداء القطرية ومنعها من دخول الإمارة الصغيرة، لكن انتهت الأزمة بتدخل الرئيس الفرنسى السابق "نيكولا ساركوزي" الذى التمس لها العفو لدى أمير قطر السابق "حمد بن خليفة"، الذى تجمعه به صداقة شخصية ومصالح طويلة الأمد. بمرور الوقت تصبح الرشوة حقا مكتسبا، ولعل هذا يفسر مطلب "ناتالى جولييت" عضو مجلس الشيوخ عن أورن، بالحصول على هدية فى الكريسماس من السفارة القطرية، لكن طلبها لم يلق ترحيبا كبيرا عند السفير القطرى، ورد غاضبًا بأنها من الممكن أن تذهب للجحيم. يتضمن الكتاب الكثير من التفاصيل عن الأموال القطرية التى تتدفق فى الشارع السياسى الفرنسى فى محاولة إما لشراء أصوات دعائية لقطر أو إسكات أصوات ناقدة للإمارة الصغيرة لدعمها الإرهاب.