عقدت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال 38 ندوة لمناقشة كتاب "ربيع السينما العربية" للناقد الفني سمير فريد، لكن المناقشة تحولت إلى تظاهرة لتكريم الناقد الكبير الذي داهمه المرض في الفترة الأخيرة، ويخوض رحلة علاج قاسية للشفاء منه. وتجلى هذا الإهتمام في الحضور الكبير لعدد من الشخصيات السينمائية والثقافية البارزة من بينهم نقيب السينمائيين مسعد فودة، ود. خالد عبد الجليل، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية والمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، والمخرجة هالة خليل، والمنتج محمد العدل، وسيد فؤاد، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، والفنانة مادلين طبر، والناقد كمال رمزي، والناقد خالد الزدجالي، ونقاد من البحرين وعمان ولبنان، ونقيب فناني العراق، والفنان الكويتي طارق العليمي، والناقد ابراهيم العريس. كان الناقد الكبير قد بدأ الندوة قائلًا: "حضوري الندوة يعتبر خروج لي من منزلي منذ شهرين بسبب ظروف مرضي"، وأضاف الكتاب يعد تعبيرًا عن موقف سياسي، وهو الموقف الذي يشترك فيه الكثير من النقاد والسياسيين، فأنا مازلت مؤمنًا أن الثورات التي حدثت هي ربيع رغم كل المآسي الشتوية التي حدثت وما زالت تحدث. وأتم قائلًا: أرى أنه ربيع بسبب أنه فكرة تنطوي على إرادة في التغيير الحقيقي، وخصوصًا أن هذه الثورات كانت حرة لم ينظمها أي حزب أو فرد، وأشبه هذا الربيع بسقوط جدار برلين الذي كان الهدف الرئيسي منه الرغبة في التغيير، فهذه الثورات كانت تهدف بالأساس الى الرغبة في التغيير الحقيقي والرغبة في الحرية". من جانبه، قال المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي،إنه يريد أن يحكي عن علاقة الفلسطينيين بسينما الربيع العربي والنقد السينمائي "التغيير الذي حدث هو ليس مجرد شكلًا فقط، ولكن هناك تغيير حدث في الفكر نفسه، واذكر على الأخص الشعب التونسي الذي أصبح الشباب والمواطنين في تونس يحكون بالسياسة ويتناقشون في أمور سياسية. وأضاف مشهراوي، ردود الفعل على أفلام الربيع العربي تعتبر في حد ذاتها ثورة، وقال نقيب الفنانين العراقي صباح ناجي المندلاوي "اتمنى وضع خطة استراتيجية للنمو بالسينما العربية للحفاظ على الثقافة والفنون، فعالم السينما ساحر وجميل، ومن الممكن ان يلعب دور في عمليات التنوير والتحريك، ولكن مع الاسف ما ألاحظه الآن هو تراجع مذهل وملحوظ في هذا الدور. فيما قال رئيس مهرجان مسقط السينمائي الدولي خالد الزدجالي، تحدث سمير فريد، عن الأفلام التي تناولت الربيع العربي، ومن هنا استطيع القول أن كثير من هذه الأفلام تم صنعها في عجالة كبيرة، ومع الأسف لا استطيع وصف الأحداث التي جرت أنها ربيع، لأن الربيع من المفترض أن يأتي بالأفضل، ولكن ما حدث أنه جاء بالأسوأ. وانتقل الحديث الى السينمائي البحريني بسام الزوادي، قائلًا: أعتقد أنه ما زال مبكرًا على وجود رؤية واضحة لما حدث من ثورات، أما فيما يتعلق بالأفلام التي تناولت ثورات الربيع العربي، فاستطيع وصفها أنها مجرد توثيق فقط وليست سينما بالمعنى المفهوم. واختتم الناقد الكبير سمير فريد، التظاهرة بكلمة مؤثرة عندما قال: لقد نصحني الأطباء المعالجون بألا أتواجد في التجمعات المزدحمة كي لا ينتقل إلى فيروس ما لكنني اليوم، وفي هذا الحشد الضخم، أشعر أنني شفيت.