حالة من البهجة تتركها الفنانة ياسمين عبد العزيز فى كل موسم سينمائى تقتحمه، بعدما تحولت رمزاً للأفلام العائلية التى يستطيع كل رب أسرة اصطحاب أبنائه وزوجته والدخول لفيلم من أفلامها دون أن تلتقط أذنه لفظاً خارجاً، أو ترى عينه مشهداً خادشاً للحياء، وتشارك هذا الموسم بفيلم «عصمت أبوشنب» الذى يناقش قضية مهمة جداً وهى التحرش، بشخصية ضابط الشرطة خفيفة الظل التى يجمعها العديد من المواقف الكوميدية مع رؤسائها وزملائها فى العمل، وتدور الأحداث حول ضابط بالشرطة النسائية تتعرض بنفسها لتحرش جنسى، وتصمم بعد ذلك على المقاومة والتصدى لهذه الظاهرة بعد تكرارها، وتتولى مسئولية ضبط المتحرشين فى الأماكن العامة وإلقاء القبض عليهم، لكنها تتعرض لعملية سطو. النجاح الذى حققته ياسمين عبدالعزيز خلال السنوات الماضية لم يكن صدفة، لأنها كانت الأولى دائماً بين بنات جيلها فى أشياء كثيرة، مثل خوضها البطولة المطلقة وتحمل مسئولية فيلم كامل بمفردها، متحدية سطوة البطولة الذكورية وحققت أعلى الإيرادات حينها، وكانت الأولى بين بنات جيلها أيضاً فى الاتجاه للكوميديا، وتحدى أبطال الكوميديا سعد وحلمى ومكى وهنيدى وغيرهم من الأسماء، كما كانت أيضا هى الأولى بين بنات هذا الجيل التى لعبت بطولة أفلام للأكشن، وتحدت فيها السقا وعز وكل نجوم الأكشن، كما كانت الأولى أيضاً فى التغريد بعيداً عن السرب بالأفلام التى يكون أبطالها مجموعة من الأطفال. تراهن ياسمين دائماً على حالة مختلفة وتعى جيداً إمكانياتها، لذلك تنجح وتسعى دائماً لتطوير أدواتها حتى أصبحت فنانة كل الأسرة إن جاز التعبير، فهى تختار ما تقدمه على شاشة السينما بعناية فائقة، وتبحث عن المختلف فى الوقت نفسه، وتعلم جيدا أنها فى حرب شرسة، ووحدها تقاوم وتبحث عن موضوعات ومناطق لم تتطرق لها الكوميديا من قبل حتى فى الأفلام التى تقاسمت بطولتها مع نجوم آخرين مثل حلمى وكريم عبد العزيز، ومحمد رجب وأحمد عز، ولم تكن مجرد سنيدة للبطل، لكنها إضافة حقيقية للفيلم ولصانعيه. ولا تكف «ياسمين» عن اقتناص الفرص والنجاح فهى كوميديانة بالفطرة وتستحق عن جدارة لقب الموهوبة وآخر عناقيد الكوميديا النسائية فى مصر وتظل متفردة بين بنات جيلها.