فوجئت أن مركز المناهج التابع لوزارة التربية والتعليم قد قرر رفع أسم الدكتور محمد البراعي من المنهج الخاص بالمرحلة الأبتدائية ضمن الشخصيات الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 2005 ! وكان الرد الصادم من قبل الوزارة أن قرار الرفع جاء بعد دراسة ومقترحات من قبل اولياء الأمور والمعلمين ، حرصآ على عدم تشتت الطلبة ومنعآ للخلاف ، قائلآ " بيدرسوا عنه حاجة وبيسمعوا في الإعلام حاجة تانية " ، وأن أسماء الحاصلين على جائزة نوبل مجرد نشاط وليس موضوعأ معرفيآ !! ، كما أن الطالب في المرحلة الإبتدائية من الصعب عليه إدارك الحقيقة ، ولعدم تشتته ولإثارة الجدل بين المعلمين من مؤيد ومعارض لذلك قررنا رفع اسمه وصورته من الفقرة بالكامل لتجنب أي خلاف !! وعلى الفور تذكرت عبارة " المنتصر يكتب التاريخ " هذه العبارة الشهيرة في الأوساط الأدبية بين المثقفين والنخبة ، وليس البرادعى فقط هو أول ينال منه منعدمي التفكير والضمير ، فبعد ثورة يوليو تم حذف أسم الملك فاروق وتشويه فترة حكمه ، وجاء التاريخ بعد انتهاء عصر عبد الناصر وانصفه !! ، وثورة يوليو التي قامت من اجل الحرية والأستبداد حذفت أسم أول رئيس للجمهورية اللواء محمد نجيب ، وجاء التاريخ وانصفه فيما بعد وذكر دوره المهم في قيام الثورة ، وفي عصرنا الحالي رفع اسم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك من المناهج بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير العظيمة ، متلاشين فترة حكم قاربت على ال 30 عامآ أصاب فيها وأخطأ ، وبعدها رفع أسم جماعة الإخوان وفترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي ، بالرغم أنهم في الماضي كانت جماعة محظورة إرهابية ، ولكن فترة حكمهم للبلاد كان من ضمن المناهج لنفس المرحلة الإبتدائية وتحديدآ كتاب اللغة العربية الصف الأول لتوصيف جماعة الإخوان هي " الإخوان بناة الإنسانية.. الإخوان السبيل للتقدم " !! ، وجاءت ثورة الثلاثين من يونيو لتحذف هي الأخري كل ما هو معارض لها من التاريخ المصري . يا سادة نختلف أو نتفق كما نشاء علي الشخصيات والأحداث ، ولكن ما تم حذفه من المناهج لن نستطيع حذفه من عقول الأجيال القادمة ، وعندها سيلاحقنا العارجميعآ لتزيف الواقع والحقيقة ، لآن ببساطة شديدة التاريخ هو تسجيل ووصف وتحليل الأحداث التى جرت في الماضي ، على أسس علمية محايدة ، للوصول إلي الحقائق وقواعد تساعدنا على فهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل ، ولكن في مصر التاريخ يكتب ولازل حسب ومدي أتفاقه مع الأهواء الشخصية بعيدآ عن الواقع .