بالزواج السياحى وهروب الفتيات من المنازل والمتاجرة بعلاج الإيدز تتصدر البرامج الاجتماعية رأس قائمة أولويات المشاهد المصري، وفقاً للعديد من الدراسات التى أجرتها مراكز بحث وفحوص المشاهدة السنوات الأخيرة، وذلك لجرأة طرح ومناقشة الموضوعات المسكوت عنها، وأصبحت هذه البرامج تشكل حالة من الجدل، تساهم بأحيان كثيرة فى رفع نسبة الوعى لدى المشاهد المهموم بمجتمعه وقضاياه الشائكة، مثل النصب باسم الدجل والشعوذة وأطفال الشوارع والعنوسة والعنف ضد المرأة والمخدرات، إلخ من تلك الموضوعات، وما ميز تلك البرامج هو تقديمها شهادات حية وواقعية لأشخاص عانوا من آثار القضية المطروحة إلى جانب استضافة خبراء يحللون القضية بطريقة علمية مدروسة. وبعدما فازت المذيعات اللبنانيات بتقديم برامج «المسابقات»، وسيطرت الفنانات على برامج المنوعات، لم تجد المذيعات المصريات سوى هذا النوع من البرامج لينطلقن من خلاله، وربما كانت ريهام سعيد أول المذيعات اللاتى اخترقن تلك المنطقة فى برنامجها «صبايا الخير»، لكن ظهرت بعدها العديد من التجارب التى لا تقل أهمية عنها مثل الإعلامية منى عراقى التى قدمت برنامج «المستخبي» على قناة «القاهرة والناس»، واخترقت من خلاله العديد من القضايا مثل تجارة نفايات المستشفيات، والتنقيب عن الآثار، وأوكار المخدرات إلخ، حتى انتقلت إلى قناة «المحور»، وغيرت اسم البرنامج ل «انتباه» لتستكمل مسيرتها فى قضية الثأر التى ما زالت تشتعل بين العائلات فى الصعيد، وصورت وسط إطلاق النار بين عائلتين فى إحدى القرى بجنوب مصر لتعطى جرس الانذار أنه رغم ارتفاع نسب التعليم عند عائلات الصعيد لم تنته أزمة الثأر حتى الآن، وكشفت عن أحد المستشفيات الذى يعمل بدون ترخيص لعلاج الإيدز، ويمنح سماسرة 1000 جنيه على كل حالة يتم جلبها للمستشفى، وناقشت العقبات التى يواجهها المعاقون فى شوارع مصر، وكذلك بيزنس سائقى الميكروباص، إلخ وما زالت تتطرق للعديد من القضايا. واتخذت شيماء صادق نفس المسار فى برنامج «خيط حرير» الذى يذاع على قناة «القاهرة والناس»، وتناولت فى حلقاتها عدداً من القضايا آخرها «الزواج السياحي»، الذى انتشر الفترة الأخيرة فى مصر، وناقشت تبعاته، وأبرزت رأى الدين والمجتمع فيه، كما تطرقت فى حلقات أخرى للتعليم وأزمة الدروس الخصوصية والبيزنس الخاص به، ثم مصانع اللحوم المجمدة التى يطلق عليها مصانع «بير السلم»، وناقشت فى إحدى حلقاتها أسباب هروب الفتيات من منازلهن إلى الشوارع إلخ من هذه الموضوعات. ورغم أن المذيعة بسمة وهبة تسير على نفس المنهج فى برنامجها «هى مش فوضى» على قناة TEN، وناقشت فى حلقاتها العديد من الموضوعات مثل تعديل قانون الأحوال المدنية، والخيانة، التحول الجنسى إلخ، إلا أنها لم توفق فى تجربتها مع القناة وسرعان ما دبت الأزمات بينها وبين القناة، لتكرار ضيوف الحلقات، وعدم جلب حلقات البرنامج للإعلانات المطلوبة.