يبدو ان رياح ثورة 25 يناير قد اقتربت بالفعل من المنوفية لاول مرة منذ اندلاعها، فتلك المحافظة الهادئة الريفية التي طالما عرف عن اهلها الوداعة والطيبة والهدوء وربما التكاسل قد بدأت تشهد اشتعال ولعل اولي الارهاصات الحقيقية علي ذلك هي ذلك التهديد الصريح الذي قدمه وفد من مواطني مركز قويسنا صراحة وبوضوح تام الي محافظ المنوفية بديوان عام المحافظة خلال لقاء الوفد المذكور مع المحافظ في مكتبه مساء يوم الاربعاء 20 يوليو. هذا الوفد كان يمثل 300 شاب منوفي فازوا في قرعة توزيع شقق المرحلة الثالثة من المشروع القومي لاسكان الشباب بالمنوفية في حي الزهور خلف معسكرات الامن المركزي علي طريق جيهان بالمنوفية.
هؤلاء الشباب تم اعلانهم بالفوز بشقة لكل واحد منهم مساحتها 63 مترا ونص عقد التخصيص علي دفع خمسة الاف جنيه من كل شاب مقابل التخصيص ثم دفع قسط شهري 97 جنيها لمدة 40 سنة لكل شقة.
ولكن حين جاء موعد استلام كل شاب منهم لشقته فوجئ الجميع بمجلس مدينة قويسنا المسئول عن التسليم يقوم بتغيير بنود العقد ويطلب من كل شاب اما دفع 35 الف جنيه فوريا لاستلام الشقة او الذهاب الي البنك الاهلي فرع شبين الكوم للحصول علي قرض فوري بقيمة ال 35 الف جنيه علي ان يتولي الشاب تسديد القرض للبنك الاهلي في صورة اقساط شهرية قيمتهم 465 جنيه شهريا ولمدة عشر سنوات مما يرفع قيمة الشقة الي 80 الف جنيه.
ولان جميع الشباب فقراء ولا يزيد دخل الواحد منهم علي الالف جحنيه ويستحيل عليهم دفع نصف راتبهم في قسط الشقة فقد ذهبوا الي محافظ المنوفية الذي فشل في ايجاد حل لهم واحالهم الي سكرتير المحافظة ياسين الطاهر الذي فشل بدوره واحالهم الي رئيس مدينة قويسنا محمد عزت فتح الباب فاحالهم الي مدير البنك الاهلي فقال لهم الاخير اللي ممعاهوش ما يلزموش.
وهنا انفجر بركان غضب الشباب الذي شكلوا وفدا منهم من ثلاثين شابا قابلوا المحافظ وهددوه قائلين( اما ان تسلمنا الشقق فورا وبدون أي مبالغ مالية واما سنقوم نحن باقتحام الشقق والسيطرة عليها بالقوة وامامك مهلة تنتهي مساء يوم الخميس 28 يوليو).
