شهد الدكتور هشام زعزوع وزير السياحة والدكتور ممدوح الدماطي، وزير الأثار ومصطفي يسري محافظ أسوان فاعليات ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس بحضور أكثر من 3 الأف سائح ومصري ووفد فرنسي رفيع المستوي يضم 50 شخصية من كبار الشخصيات العامة الفرنسية. وشهد الإحتفال عروض فنية وفلكلورية قدمها نحو 200 فنان بفرق أسوان والأقصر وقنا والتزوق بالاسكندرية والغربية والسمسمية بالإسماعيلية، علاوة حيث تعامدت الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني في صباح 22 أكتوبر في تمام الساعة 5.58 دقيقة صباحاً واستمرت لنحو 20 دقيقة . وأكد محافظ أسوان على أن احتفالات تعامد الشمس هذا العام تأتي ومصر كلها تحتفل بإجراء الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق والممثل في الانتخابات البرلمانية 2015 مما يعتبر نقطة انطلاق حقيقية للوصول لبرلمان يمثل الشعب المصري للعمل على تحقيق آماله وطموحاته ، علاوة علي تحقيق مكتسبات وأهداف ثورتي 25 يناير ، و 30 يونيو والتي قامت من أجل مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية لبناء مصر المستقبل ، ولمواجهة تحديات داخلية وخارجية. وأشار غلى أنه في نفس الوقت تم ترسيخ كافة الإمكانيات لنقل ظاهرة التعامد من داخل قدس الأقداس حتى يتسني للمشاركين فيها مشاهدتها بالشكل المطلوب حيث تم التنسيق المسبق مع وزارة الإنتاج الحربي والتي قامت بتوفير شاشات عرض عملاقة بطول 2.5× 2.5 متر والتي تعمل بأحدث الأنظمة التكنولوجية في طرق ونظم العرض الحديث حيث تم وضعها خارج المعبد بعد ربطها بكاميرا تليفزيونية مما ساهم بشكل فعال في تمكين المشاهدين للظاهرة أثناء تعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس . ووجه مصطفي يسري الدعوة للسائحين بمختلف دول العالم لزيارة أسوان وأبو سمبل لمشاهدة أثار مصر الزاخرة بالتراث الإنساني والحضاري ومنها محافظة أسوان التي تضم العديد من المعابد والمزارات والمعالم الأثرية والسياحية ، علاوة علي تنوع المنتج السياحي بها من سياحات أخري من أجل التعرف علي مثل هذه المعجزات الفلكية والعلمية والتي من بينها ظاهرة تعامد الشمس وسط ما تشهده من مناخ الاستقرار الآمني والسياسي ، وخاصة أن هذه الظاهرة تعتبر معجزة فلكية فريدة من نوعها ولا تتكرر في أي موقع أثري في جميع أنحاء العالم. مؤكداً على أن ظاهرة التعامد شهدت تنظيما أمنياً في دخول الزائرين لمشاهدة الظاهرة مما كان له أكبر الأثر في تحقيق السهولة المطلوبة للزائرين داخل ساحة المعبد.
وقد قام وزراء السياحة والآثار ومحافظ أسوان بإزاحة الستار عن 3 تماثيل نصفية تم وضعها في قاعة كبار الزوار بمدخل المعبد والتي صنعت من البرونز لثلاث شخصيات عالمية ساهمت بقدر كبير في أعمال إنقاذ آثار النوبة خاصة معبدي أبو سمبل. وخلال حفل إزاحة الستار قام الوزراء والمحافظ بتكريم اسم السيدة Christiana desroches noblecourt عالمة المصريات الفرنسية الشهيرة الراحلة لجهودها الملموسة في علم المصريات والإكتشافات الأثرية حيث تعد كريستيان ديروش عاشقة مصر وآثارها والتي أجبرت الحكومة الفرنسية في عهد ديجول علي الإسهام والمشاركة في حملة إنقاذ النوبة رغم المقاطعة السياسية بين الحكومتين المصرية والفرنيسية بعد العدوان الثلاثي. كما تم تكريم اسم الدكتور الراحل ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق والأب الروحي لحملة اليونسكو والذي لقب بحارس الثقافة المصرية ، وأيضاً تكريم اسم عالم الآثار المصري العالمي الدكتور سليم حسن صاحب الموسوعة الشهيرة ( مصر القديمة ) والذي عين عام 1954 رئيساً للبعثة التي كلفت بإجراء دراسة حول مدي تأثير بناء السد العالي علي آثار النوبة وهي الدراسة التي أعتمدت عليها هيئة اليونسكو في حملتها الدولية لإنقاذ آثار النوبة وأبوسمبل وبناءاً عليه تقدم الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة المصري الأسبق في عام 1959 بطلب رسمي لليونسكو لإنقاذ آثار النوبة بإعتبارها تراثاً إنسانياً ملكاً للبشرية جمعاء وجمعت الحملة 36 مليون دولار لإنقاذ معبدي أبو سمبل وبدأ الإنقاذ في عام 1964 وإنتهي عام 1968. وفي السياق ذاته قام المحافظ والضيوف بافتتاح معرض المنتجات التراثية والمشغولات اليدوية الذي نظمته جمعية تنمية الأسرة المصرية بالمعبد بحضور الدكتورة سهير المصري المدير التنفيذي للجمعية ، ومن جانبه أوضح الأثري حسام عبود مدير أثار أبو سمبل والنوبة بأن ظاهرة تعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني تعد ظاهرة فريدة من نوعها حيث يبلغ عمرها 33 قرناً من الزمان والتي جسدت التقدم العلمي الذي توصل له القدماء المصريين ، خاصة في علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير والدليل علي ذلك الآثار والمباني العريقة التي شيدوها في كل مكان. لافتاً إلى أن هذه الآثار كانت شاهدة على الحضارة العريقة التي خلدها المصري القديم في هذه البقعة الخالدة من العالم حيث أن ظاهرة تعامد الشمس تتم مرتين خلال العام إحداهما يوم 22 أكتوبر احتفالا بموسم الفيضان والزراعة ، والأخرى يوم 22 فبراير احتفالاً ببدء موسم الحصاد ، وأنها تحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني وتماثيل الآلهة أمون ورع حور وبيتاح التي قدسها وعبدها المصري القديم حيث تخترق الشمس صالات معبد رمسيس الثاني التي ترتفع بطول 60 مترا داخل قدس الأقداس ، كما أن تلك الظاهرة والمعجزة الفلكية كانت لفكر واعتقاد لوجود علاقة بين الملك رمسيس الثاني والآلهة رع آله الشمس عند القدماء المصريين.