شهدت العاصمة التركية، أنقرة، أمس، تفجيرات إرهابية، أسفرت عن سقوط 92 قتيلًا وإصابة 186 شخصًا، ويرى محللون أن المستفيد من هذه التفجيرات هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. حيث قال الدكتور علي جلال معوض، الخبير في الشأن التركي، إن النظام الحاكم لتركيا حاليًا، بقيادة رجب طيب أردوغان، سيحاول بالطبع استغلال هذه الواقعة، لإنقاذ حزبه الذي يترنح، وينتظر مصيرًا مجهولا في انتخابات البرلمان التركي، المقرر لها شهر نوفمبر المقبل.
وأشار معوض، إلى أن حزب "العدالة والتنمية" الذي يترأسه أردوغان، فشل في تحقيق الأغلبية أو تشكيل حكومة إئتلافية، ودعا إلى انتخابات جديدة، وفقا للقانون التركي، متوقعًا أن يحقق فيها نتائج غير إيجابية، بسبب السياسات الداخلية والخارجية لإردوغان.
وأضاف "معوض" إن أردوغان، كان يرفض الدخول في التحالف الدولي للحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي، وكان متهما بدعم وتسليح وتدريب عناصر متشددة في بلاده؛ لاستهداف بعض دول المنطقة، ثم فاجئ العالم بالدخول ضمن التحالف، وفتح القواعد العسكرية التركية للقوات الأمريكية التي تضرب داعش في سوريا؛ بهدف أن يجد موطأ قدم لجيشه، داخل الحدود السورية.
وتابع معوض: الآن وبعد أن وجد أردوغان، أنه من الصعب أن يحقق ذلك؛ بسبب دخول روسيا على الخط كلاعب أساسي، سيقدم نفسه على أنه أحد ضحايا الإرهاب الداعشي، للحصول على مزيد من الامتيازات الأمريكية، موضحًا أنه كان قد نال بعضها مقابل فتح القواعد العسكرية لبلاده أمام قوات التحالف الدولي.
ومن جانبه قال الدكتور جمال شقرا الخبير في الشأن التركي، إن العلاقة بين تركيا والتنظيمات الإرهابية في المنطقة، من جماعة الإخوان إلى تنظيم "داعش" لم تعد خافية على أحد، حيث يلعب نظام أردوغان في أنقرة على ورقة الإسلاميين المعتدلين والمتشددين على السواء من أجل خلق نفوذ إقليمي له في الخارج، وفرض سيطرته في الداخل التركي أيضًا.
وأضاف "شقرا" أن النظام التركي يتواصل منذ سنوات مع تلك الجماعات الإسلامية المتشددة، وكذلك مع الأحزاب الإسلامية ذات التوجه الديني كحزب "الحرية والعدالة" المنحل في مصر، وحزب "النهضة" في تونس، والأحزاب والجماعات الإسلامية في ليبيا ودول أخرى بالمنطقة من أجل البحث عن زعامة في المنطقة وخلق دور إقليمى له، في سبيل تحقيق وهم الخلافة العثمانية الذي يطارد إردوغان منذ سنوات.
وتابع: ليس من المستبعد أن يلجأ هذا النظام إلى إحدى الجماعات الإرهابية، لتنفيذ أعمال عنف داخل بلاده، إذا رأى أن في ذلك تحقيق مصلحة انتخابية له، ليقدم نفسه للشعب في صورة أنه الملاذ الأخير لهم، وأن بقاء نظامه هو ما يحميهم من الإرهاب، لافتا إلى أنه يحاول إلصاق التهمة بالتيارات الكردية واليسارية والعلمانية المعارضة لنظامه.
وفي سياق متصل قال العميد خالد عكاشة الخبير الأمني، إن أصابع الاتهام تشير إلى أن رجب طيب أردوغان رئيس تركيا، بوصفه هو المستفيد الأول من الحادث، لافتا إلى أن سياسة الإخوان لا تتغير من بلد إلى آخر، مثلما كانت جماعة الإخوان إبان حكمها لمصر، تعد قوائم إغتيالات للمعارضين، وتحرض حلفاءها على ارتكاب جرائم إرهابية وهي في سدة الحكم، بهدف إرهاب الشعب، لكي لا يثور ضدها من ناحية، وإلصاق التهم بالمعارضة من ناحية أخرى.
وأضاف "عكاشة" إن هذا هو ما يفعله إردوغان، الآن حيث يحاول إلصاق التهمة بحزب العمال الكردستاني، وحزب الشعوب الجمهوري، أو بالمخابرات السورية، ليقدم نفسه في صورة الضحية المستهدفة، وأن على الشعب التركي أن يلتف حوله في حربه الزائفة ضد الإرهاب، علما بأنه هو نفسه زعيم التنظيم الدولي للإرهاب.
وتابع: إن عملية التفجيرالأخيرة هي محاولة منه بعد فشل حزبه في الانتخابات، وسيحاول استغلالها في الترويج وتسويق فكرة أن تركيا مستهدفة، ومسرح للعمليات الإرهابية، في لقائه مع دول حلف الناتو المقرر له غدًا الإثنين، متوقعا أن يستدعي أردوغان تدخلا أمريكيا أو دوليا، إلى قاعدة "إنجرليك" التركية، بدعوى محاربة الإرهاب القادم من الحدود السورية.