انتقدت دول عدة بالتحالف الدولي العمليات العسكرية الروسية في سوريا، ووصفتها بأنها "تصعيد إضافي للصراع ولن تعمل سوى على تغذية التطرف". ودعت تركيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلفاءها في دول الخليج ضد تنظيم "داعش" في بيان مشترك روسيا إلى وقف ضرباتها الجوية ضد المعارضين السوريين والتركيز على ضرب تنظيم "الدولة الإسلامية"، معبرة عن "القلق العميق". وجاء في البيان "نعبر عن القلق العميق فيما يخص التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا وخصوصا الضربات الجوية الروسية في حماة وحمص وإدلب منذ البارحة، والتي أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين ولم تستهدف داعش". وقال الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، الخميس ردا على الاتهامات بأن ضحايا مدنيين سقطوا في الضربات الروسية إن هذا يمثل "هجوما إعلاميا". ووصل إلى سوريا مئات من الجنود الإيرانيين للانضام إلى هجوم بري كبير دعما لقوات الرئيس بشار الأسد. وقالت مصادر لبنانية الخميس إن التعزيزات العسكرية التي تشهدها سوريا حاليا علامة على أن الحرب الأهلية التي يشهدها البلد تكتسب أبعادا إقليمية ودولية أكثر من قبل. وفي إطار التطورات الميدانية، قالت المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن طفلين من ضمن سبعة مدنيين سقطوا في الضربات الروسية في محافظة إدلب بالشمال الغربي من سوريا. وجاء في بيان المرصد "قتل أربعة مدنيين، بما في ذلك طفل وامرأة في الغارات التي نفذتها الطائرات الروسية". واستهدفت الغارات منطقة جبل الزاوية وهي منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم النصرة المرتبط بتنظيم القاعدة وتنظيمات سورية معارضة أخرى متحالفة معه. وقال المرصد إن الغارات الروسية أدت إلى مقتل 28 شخصا منذ بدء شنها الأربعاء الماضي، حسب وكالة فرانس برس. واتهمت مجموعات معارضة سورية روسيا بقتل 36 مدنيا الأربعاء في حماة لكن الكرملين نفى سقوط ضحايا مدنيين في الضربات الجوية. وقال رئيس الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي، أليكسي بوشكوف، لإذاعة فرنسية إن "الغارات ستتواصل لمدة تترواح ما بين ثلاثة وأربعة أشهر"، مضيفة أنها ستتكثف. ويأتي ذلك في ظل توجه الرئيس الروسي إلى باريس لإجراء مباحثات مع قادة كل من فرنسا وألمانيا وأوكرانيا قادما من نيويورك حيث شارك في اجتماعات الأممالمتحدة.