كشفت دراسة حديثة أجراها عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية الدكتور علي الزهراني؛ لمصلحة جمعية "أسرتي"، أن ارتفاع نسبة العنوسة في المملكة العربية السعودية بلغ 4 ملايين فتاة خلال العام الجاري 2015. وتعاني السعودية من ارتفاع نسبة العنوسة بين الفتيات، وعزوف الشباب عن الزواج لأسباب كثيرة منها الغلو في المهور، والعادات التي دأبت على اتباعها القبائل السعودية من خلال المظاهر المبالغ فيها في الاحتفالات بالزفاف، وحتى يطلق على ركب العروس " عُرس" ، ومع ارتفاع أعداد العنوسة والأرقام الفلكيّة للمهور جاءت مبادرة أمير مكة خالد الفيصل؛ الهادفة إلى الحد من الأرقام المطلوبة والالتزام بالشرع عن طريقة "وثيقة تحديد المهور".
جاءت مبادرة أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل؛ لتخفيف أعباء الزواج على الشباب، حيث وجّه محافظي منطقة مكة المكرّمة بعقد لقاءٍ عاجلٍ مع شيوخ القبائل لإعداد وثيقة تعالج ارتفاع المهور والحد من الإسراف في مناسبات الزواج، وجاء في نص البرقية التي وجّهها أمير منطقة مكة المكرّمة، للمحافظين، أنه "عطفاً على ما لُوحظ في الآونة الأخيرة من غلاءٍ في المهور عند بعض الأسر؛ ما أسهم في ارتفاع معدلات العنوسة، فإن الأمر يستدعي التقاء محافظي المنطقة بشيوخ القبائل لسنّ وثيقة تحديد مهور الزواج، يتم تصديقها من محاكم المحافظات، والرفع بها لأمير المنطقة"، وذلك بتحديد مهر العروس البكر 50 ألف ريال، و30 ألفاً للثيب.
من جهته، اعتبر عضو برنامج الأمان الأسري الوطني، عبدالرحمن القراش أن المهر ليس هو لبّ الموضوع الذي أعاق الكثير من الشباب وجعلهم يعزفون عن الزواج.
وقال: مشكلة المهر نسبية لا تقدر ب 30 %، والعوائق الحقيقية تكمن في الطلبات والشروط التي ربما نطلق عليها تعجيزية، سواء من الفتاة أو أهلها أو ما يفرضه المجتمع على الشاب، من أمورٍ يجب أن يقوم بها لكي يطلق عليه عُرسا تسير به الركبان.
وأضاف: ليس المهر وحده هو ما جعل العنوسة منتشرة في المجتمع، بل ما يمكن تسميته بكماليات الزواج جعلت الشاب يحسب ألف حساب قبل أن يُقدم على هذه الخطوة التي ستغرقه في بحر من الديون.