تشير بعض الوقائع إلى أن تنظيم داعش يمضي في تطوير برنامج لصناعة السلاح الكيمياوي لإضافته إلى آلة الترويع التي يستقوي بها. ففي الفترة الأخيرة، عكف التنظيم المتطرف على استقطاب خبراء في الكيمياء إلى معقليه الأساسيين الرقة السورية والموصل العراقية. وفي العام 2014، نشرت ملفات تم العثور عليها في الكمبيوتر الخاص بأحد عناصر التنظيم، وجده مقاتل في الجيش الحر بأحد مقرات داعش في إدلب شمال سوريا، تتضمن شرحا مستفيضا لكيفية صناعة سلاح بيولوجي وكيمياوي فتاك. ومنذ العام الماضي، تم رصد استخدام التنظيم المتطرف لقنابل الكلور السام بشكل متكرر ضد عناصر الجيش العراقي عبر زرعها في الطرق، قيل إنها احتوت على مادة الكلور السائل الذي يتحول إلى غاز فور انفجاره. ولا يعد هذا النوع من القنابل فتاكاً، إلا أنه يثير الكثير من الهلع والارتباك في صفوف الجهة المستهدفة، بحسب هاميش دي بريتون، الخبير البريطاني في الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية والنووية، الذي يعتقد أن داعش ربما استخدم غاز الخردل الأكثر فتكا ب3000 مرة من غار الكلور ضد قوات البيشمركة العراقية في هجوم أخير، مرجحا حصول داعش على كمية من الغاز السام بعد استيلائه العام الماضي على مخزن المثنى ( 72 كلم غرب العاصمة العراقيةبغداد)، الذي كان تحت حراسة مشددة من قبل الجيش العراقي باعتباره يضم مخلفات من سلاح كيمياوي، يعتقد أنه كان بحوزة نظام صدام حسين. مسألة الهجوم الأخير أكدتها صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، التي قالت إن قوات ألمانية تعكف على تدريب مقاتلين أكراد في العراق ضمن قوات التحالف، كشفت أن داعش استخدم أسلحة كيمياوية ضد ميليشيات كردية في هجوم شنه الأربعاء الماضي على مواقع لهم في بلدة المخمور القريبة من أربيل. وقد بعث القادة العسكريون الألمان برسالة عاجلة إلى وزارة الدفاع في برلين، بعد أن جمعوا شهادات من جنود في البيشمركة العراقية، أكدوا تعرضهم لحروق في مناطق مختلفة من أجسامهم، فضلا عن شعورهم بصعوبة في التنفس جراء هجوم داعش. وبحسب "ديلي تلغراف"، فإن خبراء من أميركا وفرنسا قدموا، الخميس، إلى كردستان العراق للتحقق من الأمر، وأخذ عينات من المواد الكيمياوية المستخدمة في الهجوم الأخير. وفي انتظار نتائج التحقيقات تلك، نقلت محطة "سي إن إن" عن مسؤولين في الاستخبارات والجيش الأميركيين قولهم إن الاختبارات التي أجرتها واشنطن على عينات من هجوم سابق شنه داعش أواخر يونيو الماضي في الحسكة السورية، أثبتت وجود عناصر من غاز الخردل، يأتي ذلك في ظل مخاوف غربية من أن يتمكن داعش من شن هجمات كيمياوية داخل أوروبا مستقبلا. من جهتهم، قال الأكراد الذين تعرضوا لذلك الهجوم، إن قذائف التنظيم "حملت مادة كيمياوية غير معروفة أطلقت غازا أصفر ذا رائحة قوية تشبه رائحة البصل الفاسد". وحول الهجوم الأخير، أعلنت القيادة العامة لقوات البيشمركة في بيان أن داعش ألقى قذائف هاون محملة برؤوس كيمياوية على مواقع تابعة لقواتهم، الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد من أفرادها بحروق، فيما أضاف المقاتلون الذين تواجدوا في مكان الهجوم أنهم شعروا بآلام في الحلق والعيون والأنف والعضلات، وصداع شديد في الرأس، فضلا عن تشتت في التركيز والحركة. هذا ما أكدته وزارة الدفاع الألمانية، بناء على تقارير من قواتها في كردستان التي لم يكن يفصلها سوى 64 كلم عن مكان الهجوم الذي شنه داعش. وعلى الرغم من أن هذه الهجمات تظهر كأنها عمليات اختبار، إلا أن خبراء يتخوفون من تمكن داعش سريعا من تطوير الخبرات في هذا المجال واستخدامها بالأخص في العبوات الناسفة.