عقد وزير الخارجية سامح شكري، مؤتمرا صحفيا مع نظيره السعودي عادل الجبير، رد فيه على الشائعات التي تدور حول دعم المملكة للإخوان بعد زيارة خالد مشعل الأخيرة. وجدد سامح شكري، تأكيد وحدة الرؤى مع المسؤولين السعوديين، مشيرا إلى أنه خلال الفترة القادمة سيتم تكثيف المزيد من التواصل والتعاون والتشاور مع الشركاء الدوليين للتأكيد على مصلحة المنطقة وأهمية استقرارها في مواجهة ما تتعرض له من تهديد من المنظمات الإرهابية. وقال "شكري"، إن موقف مصر تجاه موضوع اليمن لا يشوبه أي غموض، وإنما موقف مصر واضح، وفي إطار العمل العسكري في إطار التشاور بين أعضاء التحالف وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية في كل الخطوات، مضيفا أن مصر حريصة على إطلاع المملكة على كل ما تقوم به، واللقاءات مستمرة فيما يدفع نحو مصلحة العمل المشترك، ما يدعم السعي المشترك للانتقال من المراحل المختلفة بما يدعم استقرار الأمن ووحدة اليمن وفقا للمقررات والمحددات الشرعية في استعادة الشرعية في اليمن.
وأشار وزير الخارجية، خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره السعودي، إلى ضرورة استمرار التشاور والتنسيق وتوزيع الأدوار وتحديد ما يخدم مصلحة دول التحالف بمحيط المشاركة، ما يتواكب الغاية التي تهدف إليها في إطار التنسيق والتكامل بين الدول، والتأكيد على أهمية مواجهة الإرهاب الذي يداهم كافة الدول العربية والعالم أجمع.
وأكد أهمية مواجهة الإرهاب من خلال العمل المشترك والتنسيق والتعاون الاستخباراتي والأمني والمادي والسياسي، ما يؤهل للقضاء على ظاهرة الإرهاب وخطره الداهم الذي يتضمن مواجهة كافة الأشكال الإرهابية بغض النظر عن مسمياتها، مشددًا على أن العمل مع المملكة يعتمد على منطلق وأبعاد الثقة وليس من منطلق الشك.
وقال "شكري"، إن المباحثات تناولت التحديات التي تواجه الأمن العربي وأمن المملكة وأمن مصر، إضافة إلى مناقشة الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وما تشكله التنظيمات الإرهابية على أمن واستقرار المنطقة.
فيما أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من جانبه أن مصر جزء أساسي في التحالف الذي تقوده المملكة لإعادة الشرعية في اليمن، مشيرًا إلى أن المملكة على دراية بجهود وبنوايا والتزام مصر دون شك.
وقال الجبير، إن جميع دول التحالف تدرك أن الحل في اليمن سياسي، وتؤيد أي جهود رامية لإقناع الأطراف المختلفة بقبول الأسس الذي يجب أن يكون عليها الحل السياسي بقبول تطبيق قرار مجلس الأمن، مضيفا أن مصر من أوائل الدول التي شاركت في التحالف بدون تحفظ، ودعمته عسكريا وسياسيا ومعنويا، وهذا محل تقدير كبير بالنسبة لنا ولجميع دول التحالف لدعم إستمرار مصر وموقفها القوي.
وأشار إلى أن التعاون بين المملكة ومصر في مواجهة خطر الإرهاب مستمر ويتم عبر القنوات الأمنية، مؤكدًا وقوف المملكة جنبا إلى جنب مع الحكومات الصديقة لمواجهة خطر الإرهاب.
وأردف قائلًا: "نرحب بأي اتفاقية تضمن عدم قدرة إيران امتلاكها السلاح النووي، مؤكدًا أهمية دور الرقابة والتفتيش الدولية على المواقع النووية والعسكرية، بما يضمن عدم امتلاك إيران السلاح النووي".
ولفت إلى أن التطمينات الأمريكية أكدت أهمية التزام إيران بالاتفاقية الموقعة مع دول خمسة زايد واحد، وفي حال اختراق إيران الاتفاقية سوف يتم معاقبتها وسيتم تطبيق العقوبات الدولية تجاها، لافتًا إلى ضروة أن تستفيد إيران من توقيع هذه الاتفاقية بما يخدم مصلحة بلدها وتحسين وضع شعبها المعيشي.
ولفت الجبير إلى أن المشكلة التي نواجهها تدخل إيران في شأن دول المنطقة وبأعمال الشغب التي تقوم بها، وعلى رأسها دعم الإرهاب، وهذا مصدر قلق لدول الجوار مع إيران، مضيفا أن هذا الموضوع يجب مواجهته بحزم، آملا أن تستطيع إيران في حال تطبيق الاتفاقية ثمارها في إعادة بناء بلدها وتحسين وضع شعبها المعيشي، ولا تستخدمها في مزيد من أعمال الشغب في المنطقة.
وأوضح أن الحديث بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول مجلس التعاون الخليجي تضمن كيفية تكثيف وتطوير وتعزيز العمل العسكري والأمني دفاعا عن دول المنطقة، والتعامل والتصدي للأعمال السلبية التي تقوم بها إيران في المنطقة، مشيرا إلى أن هناك عدة اجتماعات عقدت بين الجانبين وفرق عمل تم إنشاؤها بين الجانبين الأمريكي ودول مجلس التعاون الخليجي من أجل هذا الغرض، والعمل مستمر في هذا المجال.
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن عودة السفير السعودي إلى اليمن يتوقف على الأوضاع الأمنية في اليمن، وهذا ما نتطلع إليه في الوقت القريب من عودته بتحقيق الأمن في اليمن.