عبر البرلمان العربي في نهاية الجلسة العادية السادسة والختامية من دور الانعقاد الثالث للفصل التشريعي الأول، مساء اليوم الأحد، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بشأن الأراضي العربية المحتلة، عن قلقه الشديد لاستمرار احتلال الأراضي العربية في كل من فلسطين ولبنان والجولان السوري والجزر الإماراتية الثلاث. ودعا البرلمان العربي الأممالمتحدة إلى تحمل مسؤولياتها كاملة وتطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن. كما دعا إيران إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع دولة الإمارات العربية المتحدة وإيجاد الحل السلمي لإنهاء احتلال الجزر الإماراتية. الإرهاب وحول الإرهاب، عبر البرلمان العربي في بيانه الختامي عن قلقه الشديد من استفحال ظاهرة الإرهاب واستشرائها في الكثير من دول العالم، مما أثر بشكل سلبي على الحياة اليومية للمجتمعات والشعوب. وأدان البرلمان العربي كافة أشكال العنف والإرهاب، داعياً جميع الدول والهيئات إلى شجب كل ما من شأنه المساس بحياة الأبرياء بالوطن العربي والإسلامي والعالم أجمع، ولاسيما ما تقوم به المنظمات الإرهابية من حرق وقتل واعتداءات تمس بكرامة الإنسان، واستخدام الدين وسيلة للتستر خلفها، والأديان السماوية براء من هذه الظاهرة وخاصة الإسلام دين المحبة والتسامح والسلام. ودعا البرلمان العربي إلى التعريف الدقيق للإرهاب والتمييز بين هذه الظاهرة الخطيرة وما تقوم به الشعوب للدفاع عن حقوقها والحصول على استقلالها الوطني، مؤكدًا على ضرورة توحيد الجهود الإنسانية لمكافحة هذه الظاهرة ومحاصرتها عن طريق القضاء عليها مادياً واقتصادياً وثقافياً وتعليمياً، وعدم الكيل بمكيالين في التعامل معها، ونشر ثقافة المحبة والتعاون والإخاء والحوار بين الشعوب والأديان والحضارات التي ترفض نزعة التمييز العرقي والديني والطائفي. كما دعا إلى تجفيف منابع الإرهاب للقضاء على هذه الظاهرة المشينة ويؤيد كل ما صدر عن مجلس الأمن الدولي من قرارات في هذا المجال. فلسطين كما عبر البرلمان العربي عن قلقه العميق لاستمرار ممارسات الاحتلال الصهيوني في فلسطين، وخاصة استمرار الاعتداءات على المواطنين الفلسطينيين سواء داخل الضفة الغربية في المدن والقرى والمخيمات وخاصة في مدينة القدس ومحاولات تغيير معالمها الديموغرافية بهدف تهويدها وتواصل اقتحامات المتعصبين اليهود والصهاينة للمسجد الأقصى المبارك وتهديد هويته العربية الإسلامية واستمرار سياسة الاستيطان والتوسع الاستيطاني في القدس وأنحاء الضفة الغربية واستمرار الحصار على قطاع غزة والاعتداء على المزارعين والصيادين الفلسطينيين في بحر غزة وإعاقة أعمال إعادة إعمار قطاع غزة. كما عبر البرلمان العربي عن قلقه الشديد أمام تعثر عملية السلام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، داعيًا إلى سرعة اتخاذ قرار عاجل في مجلس الأمن الدولي لتحديد تاريخ محدد لإنهاء الاحتلال. وعلى الصعيد الفلسطيني الداخلي، أكد البرلمان العربي دعوته لكافة القوى والفصائل الفلسطينية لبذل مزيد من الجهود لتنفيذ كافة بنود اتفاق المصالحة، وفي مقدمة ذلك تمكين حكومة التوافق الوطني التي تم تشكيلها بموافقتهم جميعًا من القيام بمسؤولياتها وفق الأنظمة والقوانين المعمول بها باعتبارها العنوان القانوني والسياسي لإنهاء الانقسام وإزالة كافة العراقيل التي تحول دون ذلك عن طريق الإسراع بتعميق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإجراء انتخابات عامة في فلسطين وفق وثيقة المصالحة التي وقعت عليها كافة الفصائل. اليمن وفيما يتعلق بالأوضاع في اليمن، قال إن البرلمان العربي يتابع باهتمام وقلق ما يجري في اليمن من تطورات للأوضاع العسكرية والأمنية والسياسية وما يعانيه الشعب اليمني من أوضاع إنسانية صعبة يتحتم معها سرعة التوصل إلى حل للأزمة اليمنية بناء على قرار الأممالمتحدة رقم (2216) والمبادرة الخليجية ونتائج الحوار اليمني. وطالب البرلمان العربي من جميع الأطراف اليمنية المجتمعة في جنيف وضع مصلحة اليمن ووحدته وسلامة أهله فوق كل اعتبار وتنفيذ ما نصت عليه القرارات السابقة المتعلقة بالأزمة اليمنية. ليبيا وفيما يخص الأوضاع في ليبيا، جدد البرلمان العربي وقوفه مع الشعب الليبي وخياراته المتمثلة في مجلس النواب والحكومة المنبثقة عنه، مؤكدًا في ذات الوقت على دعمه الكامل للحوار الليبي الذي يحافظ على وحدة ليبيا والمسار الديمقراطي بها ويحترم الإعلان الدستوري المؤقت. كما أكد البرلمان العربي وقوفه مع الجيش الليبي في مكافحته للإرهاب، داعيًا الدول العربية والمجتمع الدولي إلى رفع الحظر عن تسليحه ودعمه. كما دعا البرلمان العربي الهيئة التأسيسية إلى صياغة الدستور الدائم والإسراع في إنجازه بما يضمن للبلاد الدخول في المرحلة الدائمة، كما دعا إلى ضرورة رفع الحصار عن المدن المحاصرة وإيصال المساعدات الإنسانية لها. سوريا وبشأن الأوضاع في سورية، قال البرلمان العربي إنه يتابع بقلق بالغ الوضع المتردي بسورية الشقيقة، مجددًا إدانته لكافة مظاهر العنف والقتل التي تقوم بها جميع الأطراف المتقاتلة ضد كل فئات الشعب السوري، ومحاولات زرع بذور الطائفية التي تهدد وحدة الشعب والأراضي السورية. كما أكد على ضرورة تبني الحل السلمي والجلوس على طاولة المفاوضات، وحث على أهمية الجهود المبذولة في هذا المجال للتوصل إلى حل توافقي حفاظاً على وحدة سوريا في إطار مرجعية جنيف. وناشد جميع الفئات المتقاتلة إلى وقف جميع العمليات العسكرية خاصة مع حلول شهر رمضان المعظم. العراق وبشأن الأوضاع في العراق، أعرب البرلمان العربي عن اهتمامه البالغ بالتطورات الأمنية والسياسية في العراق الشقيق، مشيدًا بالانتصارات التي تحققت مؤخرًا للقوات العراقية في مواجهة داعش وإرهابه وتحرير الأراضي التي كانت مغتصبة منه. وأكد البرلمان العربي دعم العراق وصموده في معركته العادلة مع داعش والوقوف إلى جانب حكومته الوطنية وشعبه في تصديه ومواجهته اليومية لهذا الإرهاب الأعمى الذي ليس له دين ولا قومية ويستهدف جميع العراقيين بلا استثناء. ويدعو أن تكون هذه المقاومة للإرهاب في إطار الدولة العراقية وتحت سيطرة الحكومة ومؤسساتها والتصدي لحالات التجاوز على حقوق الإنسان من أي طرف كان. ودعا إلى إغاثة النازحين والمهجرين من مناطقهم بسبب المعارك الدائرة هناك والعمل على تقديم كافة أشكال المساعدة لهم وتخفيف معاناتهم في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة والحاجة الملحة لهم. كما شدد على أهمية تجفيف منابع الإرهاب ومنع تدفق الإرهابيين إلى العراق والحيلولة دون التعامل التجاري والنفطي معهم، وذلك من خلال تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد. وندد بتدمير الآثار التاريخية في مدينة الموصل وأطرافها والتي تجسد تاريخ الشعب العراقي لقرون عديدة وإسهاماته الحضارية والإنسانية، وأن هذا الاعتداء على التراث الحضاري للعراقيين هو محاولة طمس هويته ومحو تاريخ مكوناته. وناشد العراقيين من كافة الأطراف العمل على تحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز الشراكة والتعاون البناء وإرساء قواعد العدل والمساواة، بعيداً عن التهميش لأي طرف أو جهة، والحرص على وحدة العراق وسيادته واستقلاله. السودان وحول جمهورية السودان، أكد البرلمان العربي على أهمية استدامة الاستقرار في السودان، ويثمن الأجواء والنتائج التي خلصت لها الانتخابات الرئاسية والتشريعية في السودان، مؤكدًا على أهمية الحوار الوطني بشقيه السياسي والمجتمعي ومشاركة كافة الأطراف السياسية السودانية فيه. الأقل نماءً وحول دعم الدول العربية الأقل نماءً، دعا البرلمان العربي الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية إلى السعي لتقديم مشاريع تنموية للدول العربية الأقل نماءً، وفي مقدمتهم الصومال وجيبوتي وجزر القمر، وذلك لأجل التصدي للجهل والفقر وسلبيات ارتفاع نسبة البطالة والهجرات غير الشرعية ومواجهة كافة أشكال الأعمال الإرهابية والجرائم البربرية من أي طرف كان. ودعا إلى العمل على إنشاء مشاريع قومية لتطوير المؤسسات الدستورية للدول العربية الأقل نماءً، وترسيخ أركان سلطاتهم الشرعية، لتحقيق رفاهية التماسك الاجتماعي حول مسيرة العمل العربي المشترك على جميع المستويات. ودعا إلى العمل على تأمين حياة آلاف من الأُسر المعيلة النازحة من ويلات الحروب الدامية التي تدور رحاها في اليمن الشقيق، والمنكوبة حالياً في السواحل الصومالية، حيث يحتاجون إلى إغاثة عاجلة لتحسين أوضاعهم وتمكينهم بالعيش الكريم. كما ندد بسياسة الأمر الواقع التي تريد فرضها الحكومة الكينية على سيادة الصومال من خلال بناء جدار عازل على الحدود الصومالية الكينية غير الرسمية، وسعيها أيضاً إلى قطع مساحة من المياه الإقليمية للصومال وترسيم خريطة جديدة لتحقيق أطماع اقتصادية حول نهب الخيرات البحرية والثروات الطبيعية لجمهورية الصومال.