قالت صحيفة جارديان البريطانية، إن وفدًا من المكتب السياسي لحركة طالبان أفغانستان برئاسة طيب شاه قام بزيارة سرية لإيران الاثنين الماضي، الأمر الذي أثار انتباه لماذا تستقبل جمهورية إيران الشيعية والمتورطة في حروب مع عدة جماعات سنية بالشرق الأوسط، طالبان المتشددة في أراضيها. وأوضحت الصحيفة أنه رغم الخلاف الأيديولوجي الواضح بين الطرفين، إلا أنه حين نُحكم الحسابات الإقليمية، والخصوم والمخاوف المشتركة من بينها المخاوف من توسع تنظيم داعش في البلد الأسيوي وبالتالي تنفيذ هجمات داخل إيران.
ولفتت الصحيفة إلى أن إيران بالتأكيد لا تريد عودة حكومة طالبان للحكم مرة أخرى على حدودها الشرقية، إلا أنها لا تمانع في كونها جزء من تحالف يضمن مصالحة وأهداف استراتيجية مشتركة. واستعرضت الصحيفة التاريخ القريب الذي شهد عدة مناوشات بين كلا الطرفين منذ أن قامت طالبان بقتل 8 من الحرس الثوري الإيراني عام 1998، ثم هددت إيران بغزو أفغانستان في أقل من 24 ساعة، كما قامت بنشر 70 ألف من مقاتليها على خط الحدود بين البلدين، واضطرت أمريكا للتدخل لاحتواء الوضع، كما عانت الأقلية الهازارية الشيعية كثيرا في ظل حكم طالبان لأفغانستان حتى عام 2001 الذي شهد غزو أمريكي لأفغانستان بإعلان الحرب على الحركة. فيما أضافت الصحيفة أن هناك أمر أخر يدعو للتوافق بين كلا النقيضين وهو دفع حلفاء أمريكا إلى خارج أفغانستان، حيث تتهم الحركة سلطات بلادها بتبرير التواجد الأمريكي داخل أفغانستان، كما تسعى إيران لعرقلة تسليم أمريكالأفغانستان منظومة صواريخ أرض جو. وأيضًا أشارت الصحيفة إلى موقف الحكومة الأفغانية لدعمها غير الملحوظ للعمليات التحالف العربي بقيادة السعودية ضد جماعة الحوثيين الشيعية في اليمن، حين أعلنت دعمها للسعودية في مواجهة أي أخطار إقليمية، والأمر الذي أثار غضب إيران. من ناحية أخرى أشارت الصحيفة إلى أن تلك الزيارة ليست الأولى من نوعها لإيران لبحث الأوضاع في أفغانستان وقضايا العالم الإسلامي ولاجئ الحركة في طهران.
