يبدأ المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، اليوم الإثنين، زيارته للعاصمة الفرنسية باريس؛ لمتابعة تنفيذ الإتفاقات والصفقات التى تم توقيعها بين مصر وفرنسا، خلال مؤتمر شرم الشيخ الإقتصادى، فى حين يرى بعض الخبراء أن العلاقات المصرية الفرنسية لا تقتصر على الجانب الإقتصادى والتنموى فقط، ولكن لها أبعاد سياسية ودبلوماسية وإستراتيجية تتعلق بصفقات التسليح ومحاربة الإرهاب، والملفات الليبية والسورية والإفريقية. فى البداية قال الدكتور صلاح جودة مستشار مفوضية العلاقات العربية الأوروبية، أن رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب تعلم فى مدارس فرنسية، و هو من ذوى الخلفية الثقافية الفرنسية، وكذلك وزير التجارة والصناعة فى حكومته منير فخرى عبد النور، لافتا إلى أن عبد النور قام حتى الأن بحوالى 56 رحلة للخارج، زار خلالها دول كثيرة، كما زار محلب عشرات الدول منذ أدى اليمن كرئيس لوزراء مصر فى فبراير2014، أمام الرئيس السابق عدلى منصور. وتساءل جودة لماذا لم تعلن علينا الحكومة عن حصاد هذه الزيارات والجولات، وعن فرنسا تحديدا كيف إستفادت مصر من الخلفية الفرنسية لرئيس حكومتها ووزير الصناعة والتجارة فيها، وماهو حجم الإستثمارات الفرنسية التى تم جذبها حتى الأن، وماذا قدمت فرنسا لمصر فى المؤتمر الإقتصادى غير الدعم المعنوى. وأشار الخبير الإقتصادى إلى أنه كان ينبغى على الحكومة أن تستفيد من الخلفية الفرنسية لرئيسها ولوزير الصناعة والتجارة فخرى عبد النور، فى عدة مجالات أبرزها تطوير صناعة السيارات فى مصر، من خلال خبرة شركتى "بيجو" و"رينو" الفرنسيتان، وكذلك إنقاذ مصانع الحديد والصلب ، وصناعة العطور ومستحضرات التجميل، عن طريق إعادة زراعة سيناء بالزهور كما كانت إبان الإحتلال الإسرائيلى، وهو ما يسهم فى تنميتها وتعميرها وبالتالى حمايتها من الإرهاب، لتتحول تلك الزهور إلى "برفانات" بخامات مصرية و خبرات فرنسية تغزو العالم، وتؤدى لتنشيط التجارة والتصدير من مصر إلى الدول الإفريقية والعربية وحوض البحر المتوسط. وإقترح جودة أن يتم تشكيل وفد دبلوماسية رسمية شعبية، يضم إلى جانب محلب وعبد النور، شخصيات مصرية عامة من ذوى الثقافة الفرنسية من أمثال الدكتور بطرس بطرس غالى مؤسس منظمة الفرانكوفونية، والكاتب شريف الشوباشى" المشغول بخلع الحجاب"، والكاتبة فريدة الشوباشى وغيرهم، ليكون دور هذا الوفد تنشيط العلاقات المصرية الفرنسية، والضغط على باريس لتعزيز التعاون مع مصر، فى ظل ما يتردد من تعثر تسليم صفقة طائرات الرافال بسبب التمويل، إلى جانب تقوية الدعم الفرنسى لمصر ثقافيا وسياسيا ودوليا، للحصول على مقعد مجلس الأمن. وعلى الصعيد الدبلوماسى قال السفير نبيل بدر مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر لدى سوريا سابقا، إن هناك العديد من مجالات التعاون المصرى الفرنسى فيما يتعلق بمجال الطاقة والنقل والمواصلات وغيرها، تستند إلى خلفية سياسية من العلاقات الجيدة بين القاهرةوباريس. وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه من ناحية الأوضاع فى المنطقة من الطبيعى أن تتواصل مصر وفرنسا، وليس بعيدا إجتماع وزير الخارجية سامح شكرى مع نظيريه الفرنسى والإيطالى، بشأن الملف الليبى، مشيرا إلى أن موقف فرنسا مؤيد لمصر فى هذا الملف. وأشار بدر إلى العلاقات التاريخية التى تربط فرنسابسوريا، مؤكدا أن رأى باريس بشأن الأزمة السورية، والذى سبق وأعلنه الرئيس "أولاند"، بضرورة أن تتجاوز أى محاولات للحل بقاء الرئيس السورى بشار الأسد، وهو ما يتوافق مع مواقف دول عربية عديدة، بينما تتمسك مصر بالحل السياسى القائم على الحوار. لافتا إلى أن هناك الكثير من القضايا الأخرى محل الإهتمام المشترك بين القاهرةوباريس، وفى مقدمتها ملف الإرهاب، ومحاربة التنظيمات المتطرفة فى ليبيا ودول المجموعة الإفريقية، وحوض البحر المتوسط، بالإضافة للمجال النووى، وتحلية مياة البحر، ومشروعات التنمية السياحية والثقافية والفنية وغيرها.