الأعضاء المفصولون يؤسسون حزبًا جديدًا باسم «الوفد المصرى» «سأتقدم باستقالتى إذا لم يتصدر الوفد المشهد السياسى خلال 18 شهرا»، كانت أولى تصريحات الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب بعد أيام قليلة من فوزه برئاسة الحزب فى عام 2010 أمام محمود أباظة رئيس الحزب السابق. ورغم مرور نحو 5 سنوات فاز خلالها البدوى برئاسة الحزب لدورة ثانية، إلا أن الحزب لم يتصدر المشهد السياسى، ولم يف البدوى بوعده ويعلن استقالته، الأمر الذى دعا أعضاء وقيادات الحزب إلى المطالبة بسحب الثقة منه، وهو ما أثار ردة فعل غاضبة منه اتخذ على أثرها عددا من القرارات بفصل 7 من قيادات الحزب المعارضين له قبل أيام قليلة من انعقاد انتخابات الهيئة العليا للحزب المقرر لها منتصف مايو الجارى. فصل البدوى لمعارضيه لم يكن الأول من نوعه، وطبقا لشريف طاهر عضو الهيئة العليا للحزب وأحد الأعضاء المفصولين، أن البدوى دأب منذ فوزه فى الدورة الأولى برئاسة الحزب على إقصاء معارضيه، وبلغ عدد المفصولين طوال 5 سنوات نحو 150 عضوا، وتصاعدت حدة قرارات الفصل فى العامين الأخيرين بعد أن دشن مجموعة من الوفديين تيار إصلاح الوفد ينادى بإصلاح الحزب على المستوى التنظيمى والإدارى. أعقب قرار الفصل الأخير تحركات من البدوى ومعاونيه على منازل أعضاء الهيئة العليا الذين لم يحضروا اجتماع الجمعة الماضية، للحصول على توقيعاتهم بالموافقة على قرارات الفصل وتحويل القيادات للتحقيق، لتفادى بطلان القرار بعد الاتهامات التى وجهت له بعدم اكتمال النصاب القانونى للهيئة العليا. تحركات البدوى قابلتها تحركات مضادة من المعارضين له والمحسوبين على محمود أباظة وفؤاد بدراوى، واتخذت ثلاثة محاور كان أولها، جولات مكوكية فى المحافظات، للحصول على دعم اللجان المختلفة فى كل محافظة، وتوضيح حقيقة ما حدث فى الوفد خلال الفترة الأخيرة، والتأكيد أن رئيس الحزب غير فى تركيبة الهيئة الوفدية والجمعية العمومية لها بإقصاء المعارضين له وإحلال مكانهم أعضاء من الوطنى المنحل والمؤيدين له. أما التحرك الثانى، فكان على المستوى القضائى، حيث تقدم عدد من الأعضاء المفصولين بينهم أحمد رسلان بدعوى قضائية ضد قرار الفصل، متهما رئيس الحزب بممارسة سياسة الإقصاء والانفراد بالقرار داخل الوفد. أما التحرك الثالث، ويعد الأقوى فهو سعى قطاع كبير داخل الحزب لتأسيس حزب جديد يحمل اسم وأفكار الوفد، ويخوض الانتخابات على نفس برنامجه، وطبقا لعصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، فإن الأعضاء المفصولين سيتقدمون مطلع الأسبوع المقبل بطلب إلى لجنة شئون الأحزاب لتأسيس حزب جديد يحمل اسم الوفد المصرى، وأضاف: إنه تم الانتهاء من عدد كبير من التوكيلات اللازمة لهذا الحزب، من جميع المحافظات مشيرا إلى أن أغلب مؤسسى هذا الحزب من الوفديين. وأضاف: إن هذا الإجراء جاء ردا على ديكتاتورية السيد البدوى داخل الحزب وتعامله معه على أنه ملكية خاصة، وإقصائه لمعارضيه.