دفع الوضع الانساني الصعب في اليمن روسيا الى المطالبة في مجلس الامن الدولي بتوقف في حملة الضربات الجوية للتحالف العربي الذي يستهدف المتمردين الحوثيين. وسمحت الحملة العسكرية التي تقودها السعودية منذ 26 مارس بابطاء تقدم الحوثيين المرتبطين بايران ويسعون الى الاستيلاء على عدن كبرى مجن الجنوب اليمني بعد سيطرتهم على صنعاء ومناطق في شمال البلاد ووسطها. على الارض، يواجه المتمردون الحوثيون مقاومة "اللجان الشعبية" القوة شبه العسكرية التي تدعم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي لجأ مع تقدم الحوثيين الى السعودية وانضم اليه رئيس الوزراء خالد البحاح. وقال دبلوماسي في مجلس الامن الدولي ان روسيا القريبة من ايران، تقدمت بمشروع قرار يدعو الى وقف الغارات الجوية الفترة اللازمة لاجلاء الاجانب. ويقضي مشروع القرار "باعلان هدنات انسانية ظامية والزامية في الضربات الجوية ليتاح للدول والمنظمات الدولية المعنية باجلاء رعاياها والعاملين لديها من اليمن".واثارت هذه المبادرة ردود فعل متفاوتة. فقد قالت سفيرة الاردن دينا قعوار التي تترأس المجلس ان اعضاء هذه الهيئة "يحتاجون الى الوقت للتفكير". اما السفير السعودي فلم يكشف ما اذا كان بلده سيوافق على هذه الهدنة. ولا يشير مشروع القرار الروسي الى دعوات مجلس الامن الدولي السابقة للحوثيين من اجل الانسحاب والعودة الى طاولة المفاوضات. وصرح مساعد السفير الروسي لدى المنظمة الدولية فلاديمير سافرونكوف خلال توجهه الى الاجتماع ان الهدنة ستتيح "اجلاء الناس في امن وامان". وياتي الاقتراح الروسي بعد مبادرة اخرى لدول الخليج التي تحاول اقناع موسكو بفرض عقوبات اقتصادية على الحوثيين اضافة الى حظر للاسلحة. لكن روسيا التي عارضت هذه المبادرة اقترحت تعديل النص بحيث يدعو الى حظر يشمل كل انحاء اليمن مع عقوبات محدودة اكثر. وفي مواجهة الازمة الانسانية، وجهت اللجنة الدولية للصليب الاحمر نداء لالتزام هدنة انسانية لمدة 24 ساعة في اليمن بهدف تقديم دعم طبي للاهالي. وقالت المنظمة في بيان انه على الرغم من الجهود المكثفة والاتصالات المتكررة خلال الاسبوع مع جميع اطراف النزاع، تعذر ايصال الطواقم الانسانية والمواد الطبية التي يحتاج اليها الاهالي. وطلبت فتح كل الطرق الجوية والبحرية والبرية بلا تاخير ولمدة 24 ساعة بهدف تمكينها من مساعدة السكان الذين انقطعت عنهم الاغاثة بعد عشرة ايام من الغارات الجوية والقتال الميداني. وفي القاهرة، اعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ان "تأمين الملاحة في البحر الأحمر وحماية مضيق باب المندب تعد أولوية قصوى من اولويات الامن القومي المصري" حسب ما جاء في بيان للرئاسة المصرية بعد لقائه كبار قادة الجيش المصري لمناقشة تطورات العملية العسكرية في اليمن. من جهة اخرى، اعلن مدير الصحة في عدن الخضر لصور ان المعارك في عدن منذ دخول الحوثيين في 25 مارس اسفرت عن سقوط " 185 قتيلا و1282 جريحا" في الاشتباكات بين المتمردين واللجان الشعبية. واكد ان هذه الحصيلة لا تتضمن قتلى وجرحى الغارات التي يشنها التحالف العربي او قتلى وجرحى "الحوثيين ومن يحالفهم لانهم ينقلون الاصابات التي تقع في صفوفهم الى مؤسساتهم الخاصة". وتابع لصور ان 75 في المئة منهم مدنيون. ودعا المنظمات الدولية ودول الخليج المشاركة في التحالف العربي الى ارسال مساعدات طبية عاجلة الى مستشفيات المدينة. وقال ان مخزون الادوية تراجع كثيرا كما ان المستشفيات باتت "عاجزة عن مواجهة العدد المتزايد لضحايا" النزاع. وفي الرياض قال المتحدث باسم عملية "عاصفة الحزم" العميد الركن أحمد عسيري ان "هناك أسباب منطقية لتسهيل إجراءات الأعمال الاغاثية وإجلاء الرعايا، منها التأكد أن هذه الأعمال لا تتقاطع مع عمليات جارية في نفس المواقع، وبالتالي تعرض حياتهم للخطر، والتأكد أن هذه الأعمال الإغاثية وإجلاء الرعايا إما أن تكون في الاتجاه الصحيح والوصول للأشخاص المعنيين وأن لا تصل للجماعات الإرهابية، والتأكد في نفس الوقت هم فعلا رعايا الدولة وليسوا تابعين للقيادات المنتمية للميليشيات الحوثية وغيرهم". واضاف "سبق أن ذكرت أن العمل الإنساني هو جزء من عملنا العسكري وقوات التحالف تعي مسؤولياتها تجاه الشعب اليمني وهناك بعض الإجراءات الضرورية لعملها، نحن لا نريد أن نستبق الأمور ومتى ما اقتضت القيادة السياسية أن هناك حاجة لمثل هذا العمل سوف يتم، نحن نحقق أهدافا على الأرض وهدفنا الأساسي هو مصلحة الشعب اليمن وأمن وسلامة المنطقة وأمن وسلامة حدود المملكة العربية السعودية ودول جوار اليمن ولكن هذا لا يمنع أن نقوم بأعمال إنسانية". واكد المتحدث باسم قوات التحالف ان روسيا والهند واندونيسيا والجزائر وباكستان اجلت رعاياها، في حين تستعد الصين وجيبوتي والسودان لفعل ذلك الاحد، بينما قدمت دول اخرى مثل كندا والمانيا والعراق طلبات مماثلة. وتاتي هذه المطالبة في ظل اعراب الاممالمتحدة والمنظمات الدولية عن قلقها حيال تزايد اعداد الضحايا المدنيين نتيجة اعمال العنف. وفي هذا السياق، عبرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن اسفها لمقتل اثنين من اليمنيين العاملين في الهلال الاحمر امس الجمعة اثناء اسعاف مصابين. وقبل ثلاثة ايام، قتل احد العاملين مع الهلال الاحمر في محافظة الضالع في جنوب اليمن بحسب الصليب الاحمر. وصرحت مسؤولة العمليات الانسانية في الاممالمتحدة فاليري آموس الخميس ان حصيلة ضحايا المعارك في اليمن بلغت في اسبوعين 519 قتيلا ونحو 1700 جريح. وعبرت آموس عن "قلقها البالغ" على سلامة المدنيين العالقين في المعارك الدائرة في هذا البلد وطالبت مختلف اطراف النزاع ببذل قصارى جهدهم لحماية المواطنين العاديين. ووسط حالة الفوضى هذه، أجلت الجزائر مساء السبت 160 من رعاياها من اليمن. وقال وزير الخارجية رمطان لعمامرة ان عملية الاجلاء تمت بناء على اوامر من رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة الذي "تابع خلال الايام الماضية مسار" عملية اعادة الجزائريين العالقين في اليمن. واوضحت الوكالة ان عملية الاجلاء "شملت 160 جزائريا و40 تونسيا و15 موريتانيا و8 ليبيين و3 مغربيين وفلسطينيا واحدا".