تمر الأعوام وبينما تغلي فلسطين فوق موقد الإستعمار الإسرائيلي، فالكثير من الدماء سالت على الأرصفة حتى شربتها كما يشرب الطين ماء ريه؛ لتخرج زرعًا يكبر صانعًا أسوار من مخالب الخوف والحزن، وليبدد في نفوسهم أواصل الحقد والكراهية والحماس الدائم للمقاومة ضد العدو الغاشم . فاليوم يمر 15عام ، على ذكرى تلك المذبحة البشعة التي سطرت في التاريخ الأسود لكيان الصهيوني ، مذبحة "جنين " .
وفي 1 ابريل من عام 2002 وقعت مجزرة في مدينة جنين واستمرت حتى 12 أبريل والتي قام بها الجيش الاسرائيلي.
فمجزرة جنين هو اسم يطلق على عملية التوغل التي قام بها الجيش الإسرائيلي في جنين في الفترة من 1 إلى 12 أبريل 2002.
معركة شرسة
فى مثلهذا اليوم أتجهت عشرات الدبابات والآليات صوب المخيم، وطوقته من جميع الجهات، مدعومة بالطائرات المروحية، في انتظار لحظة الانقضاض على مخيم جنين لنشر الموت في أرجائه، عدا عن مئات الجنود المشاة الذين كانوا يتهيئون لمعركة مع رجالات المخيم، معتقدين أنهم في نزال كتب لهم فيه النصر مسبقاً في غضون ذلك، كان أبناء المخيم يتأهبون استعداداً لملاقاة عدو انتظروا قدومه. بدأوا بشحذ الهمم وتشمير السواعد، فيما نصبوا الكمائن ونشروا العبوات في مداخل الطرق والأزقة، قناصة يتحركون هنا وهناك، في حين أعلن المقاومون عزمهم على الشهادة، مودعين أهلهم، ومنتشرين إلى مجموعات، فهذا في غرب المخيم وآخر في شرقه، كأن المخيم وحاراته وأزقته ممتلئ بهم.
أول شهيدة بدأت المعركة باشتباكات مسلحة في أنحاء متفرقة من المخيم، ومع انطلاق أول رصاصة، بدأ المحتلون استهداف كل ما يتحرك على الأرض، وتمركز قناصتهم على أسطح المنازل وحتى في دور العبادة، فقد جاء الجنود وهم يستهدفون الحياة وكل رموز البقاء في المخيم.
ومع استغاثة أول مصاب بالقرب من "بيت الجمال"، خرجت المواطنة رفيدة الجمال لتسعفه، فقتلها قناص متمركز في جامع "عمر بن الخطاب" الذي استباحه الغزاة، برصاصات أصابتها، حتى سقطت شهيدة ومن ثم خرجت شقيقتها فدوى لإسعافها، فلم يتوانى القناص عن إطلاق رصاصاته الغادرة عليها، فأرداها قتيلة، وكانت أول شهيدة تسقط في المخيم. قتل عشوائى
وتشير مصادر الحكومة الإسرائيلية إلى وقوع معركة شديدة في جنين، مما اضطر جنود الجيش الإسرائيلي إلى القتال بين المنازل.
بينما تشير مصادر السلطة الفلسطينية ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات دولية أخرى أن القوات الإسرائيلية أثناء إدارة عملياتها في مخيم اللاجئين قامت بارتكاب أعمال القتل العشوائي، واستخدام الدروع البشرية، والاستخدام غير المتناسب للقوة، وعمليات الاعتقال التعسفي والتعذيب، ومنع العلاج الطبي والمساعدة الطبية.
و كانت هذه العملية ضمن عملية اجتياح شاملة للضفة الغربية، أعقبت تنفيذ عملية تفجير في فندق في مدينة نتانيا، وقد هدفت عملية الاجتياح القضاء على المجموعات الفلسطينية المسلحة التي كانت تقاوم الاحتلال، وكانت جنين وبلدة نابلس القديمة مسرحاً لأشرس المعارك التي دارت خلال الاجتياح، حيث قرر مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين محاربة القوات الإسرائيلية حتى الموت، الأمر الذي أدى إلى وقوع خسائر جسيمة في صفوف القوات الإسرائيلية، ومن ثم قامت باجتياح مخيم جنين في محاولة للقضاء على المجموعات المقاتلة حيث تم قتل واعتقال الكثير منهم، كما قامت القوات الإسرائيلية بعمليات تنكيل وقتل بحق السكان – حسب المصادر الفلسطينية ومعظم المصادر الأخبارية العالمية المحايدة والجمعيات الدولية أدى إلى سقوط العشرات، فيما حملت إسرائيل المقاتلين الفلسطينيين مسؤولية تعريض حياة المدنيين للخطر.