إهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بإبراز زيارة الرئيس الروسى للقاهرة فلاديمير بوتين ,فى محاولة لتفسير الدوافع الحقيقية من وراء تلك الزيارة,خاصة أنها تُعد الأولى منذ عشر سنوات. فى البداية إعتبرت صحيفة معاريف الإسرائيلية , الغرض من زيارة بوتين للقاهرة فى التوقيت الحالى , نوع من الدعاية الهدف منها إعطاء صبغة علانية للعلاقات الدافئة بين البلدين ,وذلك فى أعقاب حالة البرود والتنكر الامريكى لمصر منذ إندلاع ثورة يناير 2011 ,وإهمال إدارة أوباما لمصر بعد أحداث 30 يونيو ,وتحيزها لجماعة الإخوان المسلمين ,والذى تكشف من خلال تجميد المعونة وإلغاء صفقات الأسلحة وإعتبار ما فعله الرئيس السيسى إنقلاباً عسكرياً . وعلى الجانب الروسى, يتضح أن الرئيس "بوتين" لديه مصلحة خاصة من وراء هذة الزيارة إلى مصر ,أكبروأهم دولة فى العالم العربى ,رغم حالة عدم الإستقرار التى شهدتها طوال السنوات الأربع الاخيرة ,فبعد ما حدث فى سوريا ,الحليف الاكبر للروس فى المنطقة ,بالإضافة إلى العقوبات التى تم فرضها على موسكو مؤخراً ,والعزلة الدولية التى تعانيها منذ إتهامها بالتورط فى الحرب الاهلية الدائرة فى أوكرانيا وتأييدها للإنفصاليين الروس ,وضمها لجزر القرم ,إلا أن زيارة مصر تحديداً فى هذا التوقيت وإستقباله بهذا الترحاب الشديد ,سيثبت للمجتمع الدولى ويُظهر للعالم أن روسيا دولة غير معزولة دوليا ,مثلما يحاول الغرب تصوير ذلك . الزيارة كما تقول معاريف سبقها تنسيق مكثف بين أجهزة المخابرات المصرية ونظيرتها الروسية ,تكشفت فى مجموعة من الزيارات المتبادلة بين القاهرةوموسكو خلال الفترة الاخيرة . وفى المقابل أظهرت صحيفة هأآريتس العبرية ,تخوفها من زيارة بوتين للقاهرة ,وعنونت الموضوع الرئيسى عن الزيارة بعنوان "بوتين فى القاهرة لبناء مفاعل نووى فى مصر ".وكتبت الصحيفة أنه من المقرر بعد هذة الزيارة ,أن يسعى بوتين لمساعدة مصر لإقامة مفاعل نووى فى منطقة الضبعة القريبة من سواحل البحر المتوسط ,للإغراض المدنية ,وأن المفاعل سيعمل بقوة من 1000إلى 1200 ميجا وات . وذكرت الصحيفة أن فكرة إقامة هذا المشروع ,قد تم طرحها عام 2008 من خلال توقيع إتفاقية التعاون النووى بين البلدين ,وفى صيف 2014 أكد مسئول روسى رفيع بشركة "روساتوم " الحكومية أنها تجرى إتصالات مع مصر من أجل مساعدتها فى بناء مفاعل ذرى ,وكشفت الصحيفة ,أن هذة الشركة ,كانت هى المسئولة عن بناء المفاعل النووى الأول لإيران فى مدينة "بوشهر ". وأشارت هأآريتس إلى زيارة الرئيس السيسى لموسكو الصيف الماضى ,وذكرت أن أحد المواقع الروسية قد أكد وجود صفقة تتم بين مصر وروسيا ,قيمتها اكثر من ثلاثة مليارات دولار ,وذكر وقتها أيضاً ,أن السعودية والإمارات بصدد تمويل هذة الصفقة ,التى ستشمل شراء مقاتلات روسية من طارز ميج _35 وصواريخ يصل مداها إلى 200 كيلومتر من طراز S-300 .
